أحزاب السلطة الجديدة في لبنان

بقلم القراء

خرائط أحزاب السلطة الجديدة في لبنان

د. رائد المصري

20 نيسان 2020 15:57

د.رائد المصري/أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بهدوء...فلا شأنَ للأحرار في لبنان بما تفعله أحزاب السلطة وإقطاعها السياسي والتكتُّلات الدينية والمذهبية والطائفية الحاكمة بقوَّة الأمر الواق

د.رائد المصري/أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية

بهدوء...فلا شأنَ للأحرار في لبنان بما تفعله أحزاب السلطة وإقطاعها السياسي والتكتُّلات الدينية والمذهبية والطائفية الحاكمة بقوَّة الأمر الواقع وبالإستبداد الميلشياوي المتعشعش في زوايا إدارات الدولة وفي توظيفاتها العشوائية، فهذه القوى المسمَّاة سياسية ذات البُعد المذهبي القبيح لا تنفكُّ تتمايل يميناً وشمالاً وتُعيد تموضعها زيادة أو نقصاناً ومعها تُعيد حساباتها السياسية الربحية مع أقرانها من الإقطاعات، فتبتكر في كلِّ يوم أو حدث خطاباً سياسياً أسوأ ممَّا إرتكبته طيلة خدماتها في جهاز الحكم والإدارة التي نهَبتْها منذ عام 1992، ويريدون إقناع الناس أنَّهم معارضون متوازنون ويمتلكون الحقَّ الشرعي في ذلك قبل الحديث عن حقِّهم في الغطاء الديني الممنوح لهم لممارسة الإستبداد العُنفي في جولات القتل اليومي المجاني الذي عاشه الشعب اللبناني طيلة الفترة القريبة الماضية.

يريدون أنْ نضحك ونصدِّق ونقْبل وأن نقنع غيرنا ومن حولنا بأنَّ الرئيس الحريري وجنبلاط وسمير جعجع هم قوى سياسية تمارس المعارضة الديمقراطية في وجه سلطة الرئيس حسان دياب وبري وحزب الله وفرنجية وتوابعهم من القوى السياسية، فمن يصدق ذلك ؟ ويريدون منَّا ومن كلِّ الشعب اللبناني أن نلفظ اليمين اللبناني والإنعزالية التي كانوا وما زالوا يحشدون القوم عليها للإستثمار المذهبي الرخيص، فوجدنا أنَّ هذه القوى الستة المُمَثِّلة للطوائف الحاكمة هي لبُّ وعُصارة اليمين الديني والإنعزالي والإستبدادي والفاشي وكلُّه عبر الممارسة بالنقاط وبالأسلوب الديمقراطي المشوَّه على مدى ثلاثين عام...

هي حالة تموضع لقوى الطوائف يحاول الرئيس الحريري إستجماعها مع حليفيه التقليديين جنبلاط وجعجع، علَّه يكسب بعضاً ممَّا سيرزقه الله في قوى ثورة 17 تشرين ليدخل حلبة الإبتزاز السياسي مع نظام الحكم الجديد الذي يمثِّله الرئيس دياب، وليُعِيدوا إنتاج سلطة جديدة بتفاهمات مع حزب الله وبري تُعيد إنتاج التسوية التي أطاحت بها ثورة الكرامة في 17 تشرين المباركة، فالرئيس بري لا يستسيغ أبداً فكرة الرئيس حسان دياب الآتي من خارج النادي السياسي الطائفي الكلاسيكي والعنيد، والذي يمتلك نوعا من الجرأة في الطرح، وهو يخيف قوى الطوائف ويحُدُّ من تسلّثطها أو يكبح جماحها على الأقل، هذه القوى الطوائفية لا يمكن لها ولا تريد ولا ترى مصلحة أصلاً في التعامل مع حكومة مبتدئة سياسياً  تترأَّسها شخصية كدياب لا تملك ثقلاً شعبياً ووزناً سياسياً يسمح لها بالتعامل مع القوى الأخرى في البلد من موقع المفاوض وليس من موقع المتلقِّي، فهذه هي أزمتهم الحقيقية رغم أنَّهم كابروا ولم يتنازلوا وساروا به حتى النهاية، وقد قلناها سابقاً أنَّ مشكلة الرئيس دياب هي في عدم وجود خلفية ورافعة سياسية وشعبية له وفي بلد مثل لبنان تحكمه أدبيات الطوائف والدين والمذهب، يجب على كلِّ فاعل سياسي أو ناشط أن يَتَلَحَّف بها وتغمره شرعيتها، فهذا اليمين السياسي يعتبر أنْ لا مكان لهكذا شخصيات في العمل السياسي لا سيَّما موقع رئاسة الحكومة.

نقول أخيراً أنَّه وبغض النَّظر  كثوار وكمعارضين لنهج ميليشيا الطوائف وأحزابها المتسلِّطة على البشر والعباد، وحيث نعتبر أن معركتنا ليست مع الرئيس حسان دياب وحكومته الحالية مباشرة، بل مع ما بعد بعد حكومته رغم ما أورده من إنجازات في التعيينات غير المكتملة أصلاً والتي تتطلَّب توقيع رئيس الجمهورية في جمهورية التحاصُص الطائفي والمذهبي والميلشياوي: فإننا نقول لهم كيف تديرون دولة وأنتم غير قادرين ومتقاعسين في عملكم:

فوزارة الإقتصاد غير قادرة على تحديد الأسعار والرقابة

ووزارة المال غير قادرة أن تسأل مصرف لبنان عن الحسابات

ووزارة إعلام كان من المفروض أن تُلتَغى مع صندوقين ومجلسين أرتكبا كلَّ الموبِقات والفساد ولم يتم إلغاؤهم

ووزارة إتصالات غير قادرة أن تستلم قطاع الخليوي لمصلحة الدولة...

فإتركوا أحزاب وقوى سلطة الطوائف والمذاهب وميليشياتها الحاكمة في لبنان تتقاتل مع بعضها بحجَّة أنهم معارضة وموالاة، أتركوهم فهؤلاء كسفاحي المصارف لا يشبعون من الدم وإثارة النَّعرات والقتل المجاني، فمعاركم الجانبية بين بعضهم البعض كفيلة بتصفيتهم، بينما هم في حقيقتهم يتبادلون الأدوار للإنقضاض على ثورة الشعب وإعادة إقتسام السلطة وإنتاج التسويات التي ضاعت عليهم وضيَّعَتْها عليهم ثورة 17 تشرين..وإن الغدَ لناظره قريب...

 

د.رائد المصري/أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية

النهضة نيوز