كوبا ترسل أطباء إلى جنوب أفريقيا لمكافحة جائحة فيروس كورونا

أرسلت كوبا 216 طبيباً وعاملاً صحياً إلى جنوب إفريقيا ليلة أمس، وهو أحدث بعثة طبية تقوم بإرسالها كوبا، التي قامت حتى الآن بإرسال أكثر من 20 بعثة طبية إلى جميع أنحاء العالم جائحة فيروس كورونا، فيما يسميه البعض "التضامن الاشتراكي"، بينما يسميه آخرين "الدبلوماسية الطبية".

ومنذ بداية الجائحة الفيروسية حتى الآن، أرسلت الدولة التي تقودها حكومة شيوعية اشتراكية حوالي 1200 عاملا صحيا وطبيباً إلى الدول الإفريقية ودول البحر الكاريبي الفقيرة، بالإضافة إلى الدول الأوروبية الغنية مثل إيطاليا التي تضررت بشدة من فيروس كورونا الجديد.

وسبق أن قامت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بحث والطلب من العديد من الدول بعدم قبول البعثات الطبية الكوبية، بتهمة استغلال الوضع الإنساني لصالحها ضمن دبلوماسيتها الطبية، وهو ما نفته العاصمة الكوبية هافانا أكثر من مرة.

لكن ادعاءات ترامب ومطالباته لم تتم تلبيتها إلى حد كبير، حيث رحبت أنظمة الرعاية الصحية المكتظة بالمرضى في غالبية دول العالم بالطواقم الطبية الكوبية بكل سعادة و فخر.

والجدير بالذكر أن كوبا، التي أكدت تشخيص 1337 حالة إصابة و51 حالة وفاة إلى الآن بسبب تفشي الفيروس، لديها أكثر من طبيب مقابل كل مريض، وهي النسبة الأكبر في العالم، حيث تشتهر كوبا بتركيزها على خدمات الرعاية الصحية والمجتمعية والتعليم الطبي والتأهب لمكافحة الأوبئة.

كما وقد قال وزير الصحة الجنوب أفريقي زويلي مخيز في مؤتمر صحفي في وقت سابق من هذا الشهر: "إن ميزة كوبا هي أنها نموذج للصحة المجتمعية، وهي نموذج نود أن نتبناه ونسير على نهجه".

تاريخياً، كان لدى جنوب أفريقيا علاقة خاصة مع كوبا، خاصة أنها دعمت الحرب والصراع الجنوب أفريقي ضد الفصل العنصري، وهو صراع شمل تدخلاً للقوات الكوبية التي قاتلت وماتت في جنوب أنغولا دفاعاً عن حق الشعب الجنوب أفريقي بالمساواة العرقية. وبعد إطلاق سراح نيلسون مانديلا من السجن في عام 1990، قدم الشكر مراراً وتكراراً للزعيم الثوري فيدل كاسترو.

وكتبت سفارة كوبا في جنوب إفريقيا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن جنوب أفريقيا قد أرسلت بعض الإمدادات الطبية إلى كوبا لمساعدتها في مكافحة الفيروس التاجي، وأن الطائرة العائدة لجنوب إفريقيا محملة بلواء طبي متخصص.

وقال سفير كوبا في جنوب إفريقيا، رودولفو بينيتيز فيرسون: "إن هذه أوقات للتضامن والتعاون. فإذا ما عملنا معاً، سنتمكن من وقف تفشي الفيروس التاجي بطريقة أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة المادية والبشرية".

ووفقا لوزارة الخارجية الكوبية، يوجد الآن أكثر من 37000 طبيب وعامل في مجال الرعاية الصحية كوبي في 67 دولة حول العالم.