علوم

لماذا تعيد بعض الروائح الذكريات لنا؟

28 نيسان 2020 16:41

أحياناً، نكتشف أن بعض الروائح التي نشمها قد تعيد لنا ذكريات الماضي دون أن نشعر، ولكن كيف يحدث ذلك؟

أحياناً، نكتشف أن بعض الروائح التي نشمها قد تعيد لنا ذكريات الماضي دون أن نشعر، ولكن كيف يحدث ذلك؟

يمكن للأنف التقاط آلاف الإشارات الكيميائية المختلفة، مما يسمح لنا باكتشاف ملايين الروائح المختلفة في نفس الوقت، وبعض هذه الروائح تثير الذكريات قوية، ولكن الحقيقة هي أن ذلك كله يعود إلى شبكة الأعصاب الموجودة في أدمغتنا بشكل مباشر.

وتصل الإشارات الواردة من الأنف إلى المستقبلات الشمية قبل الانتقال إلى قشرة البيرفورم في الدماغ، والتي تعمل كبوابة تدخل من خلالها المعلومات الخارجية إلى الدماغ قبل نقلها لأماكن أخرى.

وبجانب قشرة البيرفورم، هناك القشرة الجبهية المدارية التي تشارك في صنع القرار، واللوزة التي تعتبر المركز العاطفي للدماغ، والمهاد الذي يربط الجهازين العصبي والهرموني معا، الفص الجزيري المسؤول عن الوعي، القشرة المعوية التي تشارك في الذاكرة والتوازن وتحديد الاتجاهات، والحصين الذي يعتبر سيد تخزين الذاكرة على المدى الطويل.

وبجميع تلك المناطق في الدماغ والترابط فيما بينها، تساعدنا على معرفة مصدر الروائح وما تعنيه. وبعد ذلك، إذا واجهنا نفس الرائحة مرة أخرى، فسنعرف على الفور كيفية الاستجابة لها أو ماهيتها.

وعلى سبيل المثال، إن مركز الكشف عن التهديدات في الدماغ هو اللوزة، الذي ينفعل بمجرد أن نشم شيء مزعج أو ضار.

ولكن يمكن أن تتسبب الروائح في استرجاع بعض الذكريات التي قد تكون منسيا بالنسبة لنا، والتي غالباً ما قد تعود بشكل مفاجئ وتكون مصحوبة بتفاصيل عاطفية وحية. والتي قد تصل إلى العودة إلى ذكريات الطفولة المبكرة! .

وتشير العديد من الدراسات التي أجريت على الفئران إلى أن خاصة التذكر وأقوى الذكريات العاطفية التي تبقى عالقة في اللاوعي تتشكل في مراحل الطفولة المبكرة، والتي ننساها مع التقدم في العمر، لكنها تبقى محفورة في أذهاننا إلى الأبد دون أن نشعر.

كما ووجدت الدراسة أن الذكريات القوية المرتبطة بالرائحة لدى الحيوانات تساعدها على البقاء على قيد الحياة قبل أن تتطور حواسها الأخرى بالكامل، بحيث تصبح الحاجة إلى تذكر الروائح أقل أهمية بعد التطور. ولكن عندما يتم استشعار نفس الروائح مرة أخرى في مرحلة البلوغ يتم استعادة الذكريات المنسية التي قد تم نسيانها بالفعل.

• استرجاع الذاكرة

جعلت العلاقة بين الرائحة والذاكرة العلماء يتساءلون عما إذا كان بإمكاننا استخدام الروائح لتحسين قدرتنا على التذكر. حيث أجرى الباحثون في جامعة نورثمبريا دراسات لمعرفة ما يحدث لأدمغتنا عندما نشعر بالروائح القوية.

وفي إحدى الدراسات، طلبوا من 180 متطوعاً شرب شاي البابونج أو شاي النعناع أو الماء الساخن العادي. ثم اختبروا مزاجهم ووظائف المخ الخاصة بهم . وبالمقارنة مع الماء، جعل شاي البابونج المتطوعين أقل انتباهاً، بينما حسّن شاي النعناع من يقظتهم بشكل واضح.

وفي دراسة منفصلة، وضع 150 متطوعاً إلى غرف ذات رائحة إكليل الجبل "روزماري" أو اللافندر أو لا شيء، وطُلب منهم إكمال مهمة في وقت معين. وقد لاحظوا أن رائحة الروزماري تحسن الذاكرة بشكل واضح، في حين أن اللافندر جعلتها أسوأ على الرغم من أنها ساعدتهم على الاسترخاء.

النهضة نيوز