يعد شرب كوب من القهوة بداية ضرورية لليوم بالنسبة لمعظم الناس، أما بالنسبة لثلاثة علماء يقيمون في تورنتو بكندا، تعد القهوة مادة بحثية جيدة في عالم متغير المناخ.
وقام هؤلاء العلماء بدراسة أنسجة جذور بذور القهوة لاستكشاف ماهية الميكروبيوم الأساسي أو علامات وجود الميكروبات مثل البكتيريا والفطريات فيها، والتي تعيش في القهوة التي نتناولها كل صباح.
حيث أن وجود ميكروبات متسقة داخل الميكروبيوم النباتي يدل بقوة على العلاقات المفيدة والفهم الأفضل للشراكات الميكروبية الموجودة ضمن القهوة، والمفيدة في تحديد أفضل لممارسات الإدارة والتنبؤ باستجابات القهوة للظروف المتغيرة.
ولتعزيز معرفتنا بميكروبات نبات القهوة، استخدم هؤلاء الباحثيين الإيكولوجيون طرق تسلسل الجيل التالي من الميكروبيوم على عينات مأخوذة من عدد من بذور القهوة من مزارع أمريكا الوسطى التي اختلفت فيما بينها بشكل كبير في الظروف البيئية وأنظمة الإدارة.
وقد اكتشف الباحثون 26 نوعاً من البكتيريا و31 نوعاً فطرياً تلبي معايير الانتماء إلى الميكروبات الأساسية. كما أنه لمن المعروف أن بعض هذه الأنواع لها خصائص مفيدة للنبات ويجب التحقيق فيها بمزيد من التفصيل.
وقالت روبرتافو لثورب، أحد العلماء القائمين على هذه الدراسة: "إن الميكروبات الأساسية البكتيرية أقوى بكثير ومتسقة مع بعضها البعض، في حين أن الميكروبات الفطرية أكثر حساسية للظروف البيئية التي من المتوقع أن تتأثر مع التغير المناخي. لقد وجدنا أيضا أن الفطريات تبدو مرتبطة بخصائص جذور نبات القهوة بشكل رئيسي، في حين أن البكتيريا ليست كذلك".
كما ويوضح الباحث آدم مارتن، وهو أحد القائمين على الدراسة، قائلاً: "إن الاستنتاج القائل بأن عددا من الأنواع الميكروبية الوفيرة باستمرار في القهوة مستمر هو اكتشاف رائع. فالعثور على نفس الأنواع عبر مجموعة كبيرة من البذور التي تنمو في تغيرات مختلفة مثل درجات الحرارة، وهطول الأمطار، وظروف التربة، وتوافر الضوء، هو دليل جديد على وجود ميكروبيوم أساسي موجود بالفعل في ظروف العالم الحقيقي القياسي".
وأضاف: "إن نتائجنا تفتح الباب لفهم ما إذا كان يمكن إدارة الميكروبات أو كيفية إدارتها في أنظمة زراعة المحاصيل من قبل مزارعي القهوة والمحاصيل الأخرى. كما ويؤدي عملنا إلى طرح أسئلة مثيرة للاهتمام أيضا حول ما إذا كانت نكهة قهوتنا الصباحية تتأثر بميكروبات النبات أم لا".
النهضة نيوز