علوم

فيروس كورونا يقصر حياة الضحايا لسنوات عديدة

5 أيار 2020 22:12

يعمق البحث الذي أجرته هيئة الصحة العامة في اسكتلندا وخبراء في جامعتي غلاسكو وإدنبره ، والذي لم تتم مراجعته من قبل الأقران بعد، في بيانات الوفيات وكشف عن مدى وفاة الناس قبل أوانهم أو قبل إمكانية وفاتهم في الظروف الطبيعية.

يعمق البحث الذي أجرته هيئة الصحة العامة في اسكتلندا وخبراء في جامعتي غلاسكو وإدنبره، والذي لم تتم مراجعته من قبل الأقران بعد، في بيانات الوفيات وكشف عن مدى وفاة الناس قبل أوانهم أو قبل إمكانية وفاتهم في الظروف الطبيعية.

حيث استند البحث إلى دراسة أجريت على مرضى فيروس كورونا في إيطاليا ومقياس منحدر صممته منظمة الصحة العالمية، والذي يستخدم لحساب عدد سنوات الحياة التي يفقدها المرضى بسبب فيروس كورونا، وقد وجدوا أن الغالبية العظمى من الناس باستثناء أولئك الذين تخطوا الـ100 عام، يفقدون سنوات من حياتهم بسبب نوع من الظروف أو العوامل التي يمكنهم تجنبها نظرياً.

وعند دراسة أعمار الأشخاص الذين يموتون بسبب الإصابة بالفيروس التاجي، وجد الباحثون الاسكتلنديون أن الرجال فقدوا في المتوسط 13 عاماً من أعمارهم الافتراضية، أما النساء فقد فقدن 11 عاماً، وذلك حتى بعد أن تم أخذ مشاكلهم الصحية الأخرى في عين الاعتبار.

وفي إنجلترا وويلز، كان العمر الأكثر شيوعاً الذي مات فيه الأشخاص بسبب الإصابة بفيروس كورونا وصولاً إلى تاريخ 17 أبريل يتراوح ما بين 80 و84 عام، وذلك وفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة.

كما ويوضح مقياس منظمة الصحة العالمية لفقد سنوات العمر عند الوفاة، أن الوفاة بعمر 81 عاما تعادل فقدان 14 عاما من حياة المريض. في حين كانت سنوات الحياة المفقودة للأشخاص الذين توفوا وهم في الخمسينات من عمرهم دون أي ظروف أساسية حوالي 35.81 عام.

وبالمقارنة، فإن عدد السنوات الضائعة في حال وجود حالة كامنة من الإصابة بفيروس كورونا تصل إلى 35.03 عام.

وبدوره أوضح الدكتور مكاليستر وزملاؤه أن الاختلافات في أنواع الأعراض والحالة الصحية السابقة للمرضى أدت إلى "تغير كبير" في تأثير الفيروس على حياتهم.

حيث ركزت الدراسة التي استخدموها في أبحاثهم على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب وعدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري والخرف ومرض الانسداد الرئوي المزمن والسرطان وفشل الكبد وأمراض الكلى.

لكن النتائج التي توصلوا إليها أظهرت أنه حتى المرضى الأكثر خطورة الذين توفوا بعد ذلك بسبب الإصابة بفيروس كورونا قد فقدوا سنوات عدة كانوا قد يعيشونها حتى مع إصابتهم بالأمراض المزمنة الأخرى.

وقال الباحثين: "عبر معظم الفئات العمرية والمصابين بالأمراض الأخرى، ظلت سنوات الحياة المقدرة المفقودة للشخص الواحد كبيرة وأعلى من خمس سنوات بشكل عام. وهذا يعني أنه حتى بعد احتساب عدد الأمراض المتعددة التي قد أصابتهم من قبل، فَقدّ معظم الأفراد بشكل ملحوظ أكثر من سنة إلى سنتين من حياتهم على أقل تقدير".

• أسباب الوفاة الأخرى

بالإضافة إلى قتل الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية كامنة، قتل فيروس كورونا المرضى الأصغر سناً الذين لا يقعون في أي من الفئات المعرضة للخطر.

وبحسب تقارير جامعة هارفرد: "في الآونة الأخيرة، كانت هناك تقارير عن عدد أكبر من المتوقع من المرضى الأصغر سناً الذين يدخلون المستشفى بسبب السكتات الدماغية الخطيرة والذين كانوا يموتون في بعض الأحيان بسبب الفيروس التاجي وأعراضه الجانبية. حيث تشير الأدلة المبكرة إلى أن الفيروس التاجي يحفز تكونالجلطات الدموية في الجسم. ولهذا، فإن السكتات الدماغية المرتبطة بفيروس كورونا تحدث بسبب زيادة احتمالية تكون الجلطات الدمية في الجسم ككل، والتي يمكن أن تصيب أي عضو وتصيبه بضرر قاتل، وليس الدماغ فقط".

النهضة نيوز