تركيا في ليبيا

أخبار

اتهمت بتجنيد الأطفال.. تركيا في الحلبة الليبية: نحو تعويض انتكاسة ادلب

12 أيار 2020 06:52

سلطت عدد من المواقع الدولية الضوء على الدور الذي تمارسه تركيا في ليبيا، خصوصاً بعد تزايد الحديث عن تجنيد تركيا للأطفال السوريين القصر، للقتال في ليبيا، عن طريق ما يسمى "لواء السلطان مراد". وأفاد تقري

سلطت عدد من المواقع الدولية الضوء على الدور الذي تمارسه تركيا في ليبيا، خصوصاً بعد تزايد الحديث عن تجنيد تركيا للأطفال السوريين القصر، للقتال في ليبيا، عن طريق ما يسمى "لواء السلطان مراد".
وأفاد تقرير صادر عن صحيفة "المونيتور" الأمريكية أن الفصائل المسلحة السورية المدعومة من تركيا تقوم بتجنيد القاصرين للقتال في ليبيا .

وذكر تقرير "المونيتور" أن أنقرة كانت داعما قويا وأساسيا للجماعات المسلحة التي تقاتل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، و من المعروف أن من بين قواتهم العديد من المراهقين السوريين الذين يحملون أوراق ثبوتية مزورة ، و هو ما سمح للمتمردين و لتركيا بتجنيدهم للقتال ضد الحكومة السورية في سوريا و في ساحات القتال الخارجية مثل ليبيا .

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن تجنيد المراهقين والأطفال يتم من خلال وعدهم براتب لائق ومجزي، خاصة في صفوف الفصيل السوري المعروف باسم "السلطان مراد ، و المدعوم من تركيا بشكل مباشر .

و قد قال سيث جيه فرانتزمان وهو المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للإبلاغ و التحليل ، أن أنقرة قد سعت إلى التدخل بشكل متزايد في ليبيا منذ شهر نوفمبر الماضي ، بعد أن أنهت حملتها و هجمتها العسكرية في الشمال السوري .

و أضاف : " إن هدف أنقرة هو استخدام ليبيا للحصول على حقول الغاز الساحلية و إخراج المتمردين السوريين من إدلب و تركيا عبر إرسالهم إلى ليبيا ، و منحهم إلهاءً جيدا عن طريق إرسالهم للقتال في حرب أجنبية خارج البلاد و المنطقة، كما تسعى قيادة أنقرة الآن إلى التهديد بتوسيع العمليات في ليبيا ، حيث أرسلت العديد من الأسلحة و المعدات العسكرية إلى هناك ، وذلك على أمل أن تؤدي الحرب الكلامية مع قوات حفتر التي تدعى "الجيش الوطني الليبي" إلى دعم أوروبي لتركيا أو تنازلات من قبل روسيا في إدلب، فقد استخدمت تركيا هذه التهديدات لانتزاع تنازلات من الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة من قبل ".

وأشار فرانتزمان أن موضوع تجنيد تركيا للأطفال والمراهقين السوريين يجب أن تؤخذ على محمل الجد، فقد كانت المشكلة الحقيقية أنه على الرغم من محاولات الدول الغربية لفرض حظر على النزاع في ليبيا ، فقد تم السماح لتركيا من بين دول أخرى بإشعال الحرب دون عقاب أو رادع لها حتى الآن .

و أضاف: " أن تجنيد السوريين للقتال في ليبيا كان بالفعل إساءة للضعفاء من قبل أنقرة ، التي زعمت أنها تساعد السوريين، حيث تسعى أنقرة أيضا إلى استخدام ليبيا كساحة اختبار لطائراتها الجديدة بدون طيار مثل الطائرة المسيرة التركية الحديثة "Bayraktar" .

و بالتالي ، فإن ليبيا هي ساحة حرب بالوكالة لأنقرة ، و هي وسيلة لصرف الانتباه عن فشلها في إدلب ، و هي حرب لإلهاء السوريين و الحصول على الأرباح المحتملة من خلال التجارة و اختبار الأسلحة في الساحة السورية المجاورة ".

و بحسب ما ورد ، فقد قامت قطر بتمويل إرسال مرتزقة سوريين إلى ساحات القتال الليبية أيضا، و قد حذرت الأمم المتحدة في شهر يناير من أن بعض الدول التي تدعم الفصائل المتحاربة في ليبيا انتهكت حظراً دوليا على الأسلحة .

كما و اتهمت فرنسا تركيا بعد ذلك بإرسال سفن حربية و مقاتلين سوريين إلى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا في انتهاك لالتزاماتها السابقة التي تعهدت بها خلال مؤتمر دولي حول الأزمة الليبية .

و في نهاية شهر مارس الماضي ، اتهمت مصر تركيا أيضا بإرسال المتطرفين و الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا ، و ذلك في رسالة قدمت إلى مجلس الأمن الدولي .

و بحسب التقارير و الاحصائيات الأخيرة ، فقد قتل أكثر من 275 من المرتزقة السوريين الذين يقاتلون إلى جانب قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا حتى الآن .

و الجدير بالذكر أن إرسال أطفال سوريين للقتال في ليبيا يتناقض بشكل قاتل مع المعايير الدولية الأساسية، مثل بروتوكول الأمم المتحدة لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، كما أن كلا من سوريا و ليبيا و تركيا أطراف مشاركة و موقعة على هذا البروتوكول .  

النهضة نيوز - بيروت