كسرت ناقلات النفط الإيرانية الحصار الأمريكي المفروض على تجارة النفط، حيث أظهرت بيانات الأقمار الصناعية ليلة أمس الأربعاء أن شحنة من الوقود الإيراني في طريقها إلى فنزويلا.
و ذكرت وكالة رويترز نقلا عن بيانات تتبع السفن من شركة "ريفينيتيف ايكون" أن ناقلة نفط متوسطة تحمل العلم الإيراني قد أبحرت إلى الدولة التي تعاني من أزمة حادة في أمريكا الجنوبية.
و تشير هذه البيانات إلى أن الناقلة حملت الوقود من ميناء بندر عباس في إيران في نهاية شهر مارس، و مرت عبر قناة السويس إلى المحيط الأطلسي مساء أمس الأربعاء ، و ذلك في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن و طهران من جهة ، و بين واشنطن وكاراكاس من جهة أخرى.
و الجدير بالذكر أن هذه الناقلة يمكن أن تكون إحدى شحنات النفط العديدة التي ترسلها إيران إلى فنزويلا بشكل دوري . فقد تم رصد أربع سفن إيرانية مماثلة في الحجم كانت تتبع نفس المسار من ميناء بندر عباس إلى المحيط الأطلسي دون تحديد وجهتها النهائية .
تساعد إيران فنزويلا على استئناف عملياتها في مصفاة كاردون التي تبلغ طاقتها 310 ألف برميل في اليوم، وأرسلت لأجل ذلك عدة شحنات إيرانية تحمل مواد حيوية منذ الشهر الماضي.
وقد انهارت شبكة التكرير في فنزويلا بشكل شبه كلي؛ بسبب نقص الاستثمار والصيانة في السنوات الأخيرة، خصوصاً في عهد الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو ، الذي يحاول جاهدا التعامل مع هذه الكارثة الاقتصادية .
و خلال العام الماضي ، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة النفط الحكومية "بتروليوس دي فنزويلا" الفنزويلية كجزء من جهود واشنطن للإطاحة بالرئيس مادورو .
و لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية و سفارة فنزويلا في واشنطن على الفور على طلب للتعليق على الأمر.
و بحسب وزارة الخارجية الأمريكية ، فإن عمليات التسليم هذه تمثل خرقا مزدوجا للعقوبات الأمريكية المفروضة على قطاعي النفط الإيراني و الفنزويلي ، والتي تحظر تنفيذ مثل هذه العمليات دون القيام ببعض التنازلات للجانب الأمريكي .
وصل التوتر بين واشنطن و كاراكاس إلى أعلى مستوياته على الإطلاق بعد أن اتهم مادورو الولايات المتحدة بمحاولة تنفيذ "انقلاب فاشل" ، بعد أن أحبطت القوات الخاصة الفنزويلية محاولة للهجوم على فنزويلا بواسطة مرتزقة .
حيث تم اعتقال مواطنين أمريكيين و يواجهان الآن المحاكمة بزعم محاولتهما القيام بانقلاب في البلاد ، لكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفت أي تورط لها بالأمر .
وليلة أمس الأربعاء ، أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية الكونجرس أن إيران و فنزويلا ، و كذلك كوريا الشمالية و سوريا و كوبا ، قد تم المصادقة عليهم على أنهم خرقوا قانون مراقبة تصدير الأسلحة ، و أن تلك الدول لا تتعاون بشكل كامل مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، و ذلك بموجب القانون الذي أصدر عام 2019 .
وقال بيان الوزارة: " هذه هي السنة الأولى التي يتم فيها اعتماد كوبا على أنها لا تتعاون بشكل كامل منذ عام 2015؛ و لهذا ، فإن هذا الأمر يحظر بشكل قطعي بيع أو ترخيص تصدير المواد و الخدمات الدفاعية لتلك البلدان ".
النهضة نيوز - بيروت