بوتين والأسد

أخبار

حرب نفسية أمريكية على دمشق.. كسر الحلف مع موسكو "بمعولي" سلام مسافر و خالد العبود

16 أيار 2020 08:14

أفردت صحيفة "الأخبار" اللبنانية مساحة للحديث عن "حرب الشائعات النفسية ضد روسيا وسوريا"، ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة تخوض ما يمكن وصفه بـ "حرب المعلومات". وبحسب الصحيفة اللبنانية المقربة من حز

أفردت صحيفة "الأخبار" اللبنانية مساحة للحديث عن "حرب الشائعات النفسية ضد روسيا وسوريا"، ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة تخوض ما يمكن وصفه بـ "حرب المعلومات".

وبحسب الصحيفة اللبنانية المقربة من حزب الله، فإن الرئيس السوري بشار الأسد اعتاد مثل هذه الحرب خلال عقد من الزمن، وما يجري معه الآن عاشه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عام 2016.

وتكشف الصحيفة أن خطورة الحملة التي تستهدف علاقات الحلفاء "روسيا وسوريا وإيران" تتمثل في استعانة المحركون لها بمواقف بعض شخصيات المحور التي تمتلك موقفاً سلبياً من أحد الأطراف، وتستند في ذلك إلى اذكاء روح توتير المشهد.

ويذكر تقرير "الأخبار" أن وكالة "ريا فان" الروسية كانت قبل شهر قد أجرت استطلاعاً للرأي، ونشرت عدة مقالات تهاجم شخص الرئيس بشار الأسد، ورغم أن تلك الحملة كانت تشي باحترافية شديدة، إلا أن الوكالة أعلنت فيما بعد موقعها تعرض للقرصنة، وأزالت كل المنشورات عن كافة منصاتها.

ومع أن الوكالة عمدت إلى نشر تقارير معاكسة، إلا أن ما نشر سابقاً، كان كافياً لإشعال ما وصفته الجريدة اللبنانية بـ "حرب المعلومات".

 

وبحسب الصحيفة، فإن الحرب تلك، تهدف إلى زعزعة علاقات الدولة السورية مع مجتمع الحلفاء،  بعد أن استطاعت على مدار سنوات ضبط علاقتها بحلفائها، واظهار تماسك في المواقف، فضلاً من ذلك، تحاول تلك الحرب، تسويق الحل الذي يروج له الغرب للملف السوري، وهو ان تقبل الحكومة السورية، بما تمتلكه حالياً من أرض، وتفاوض على تثبيت الوقائع القائمة، بمعنى، أن تغض الدولة الطرف عن التواجد الأمريكي في الأراضي النفطية التي يسكنها الأكراد، وعن التواجد التركي في الشمال.

ولأن سوريا، ليست بوارد تقديم هكذا تنازل، فإن هذه الحرب ستشتعل أكثر من أي وقت مضى.

 

ولعل أكبر ضربة اعلامية تلقاها الحلف الروسي السوري، هو أن الحملة الغربية وجدت من يدعمها مؤخراً من داخل البيت الروسي، فقد مثل اللقاء الذي أجراه الاعلامي سلام مسافر، مع رجل الأعمال السوري فراس طلاس، ساهمت في سكب مزيد من الوقود على النار، خصوصاً بعد أن أخذت الحمية بالنائب في البرلمان السوري خالد العبود، وفتح النار على الدور الروسي في بلاده، بالتزامن مع ابقاء "مسافر" على منشوره عبر الفيسبوك الذي غمز فيه للرئيس الأسد تحت عنوان: "خريف البطريرك".


 

كيف تشتعل "حرب المعلومات"؟

ترى "الأخبار" في مقالها المطول أن مصطلح "حرب المعلومات" في الأساس هو مصطلح روسي عسكري يقابله في الجيش الأمريكي مفهوم "العمليات النفسية".
تفاصيل تلك الحرب، يوضحها العميد الروسي المتقاعد، أندريه مانويلو، الذي يعد واحداً من خبراء الحرب الإلكترونية في روسيا، ويرى مانويلو، أن الهدف الرئيسي من "الحرب النفسية الأمريكية" هو التلاعب بالقاعدة الشعبية والحزبية والنخبة المحيطة بخصوم "واشنطن، ولاسيما الرئيس الروسي والسوري.


يقول مانويلو في حديثه مع الأخبار: أن حرب المعلومات الذي تعتمده أميركا وبريطانيا خاصة لمحاربة الصين وروسيا وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية وحزب الله" هي ذاتها التي تستخدمها اليوم مع الرئيس السوري، بفارق الوسائل الدعائية التي استندت عليها الدعاية الغربية.

حيث أن شرارة المعركة انطلقت هذه المرة من موسكو ذاتها، وليس من عواصم الدعاية الأمريكية في تركيا وقطر ولندن واسرائيل، يتابع مانويلو: "هدف حرب المعلومات هو كسر مقاومة العدو وإخضاع عقله لإرادة طرفٍ ثان. وهي عادة تستهدف شخصاً أول في البلد، من أشخاص معروفين ومعلومات رنّانة، ثم من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية التي تفسّر الأخبار بطريقتها الخاصة، وتبدأ من الأشخاص الرئيسيين العاملين حول الهدف وأعمالهم"..

وبحسب الخبير الروسي فإن وقود هذه الحرب هي "ردود الفعل على أحداث معينة، عبر نشر معلومات كاذبة وشائعات ولقلقة على الشبكات الاجتماعية، بقصد الاستفزاز وتشجيع السياسيين على ردود الفعل الانفعالية".

تشريح الأزمة الاعلامية بين روسيا وسوريا

وفي معرض تشريح الأزمة الاعلامية الأخيرة بين روسيا وسوريا، ترى "الأخبار" أن خصوم دمشق استغلوا ما نشرته وكالة "فان" وقاله الدبلوماسي الروسي السابق
إلكسندر إكسينيوك المعروف بقربه من الغرب، إذ أن دخول هذا الرجل في الحلبة، أكد أن هدف الحملة الغربية الحادة على علاقة سوريا بروسيا، هو "ضرورة أن يقف الأسد عند حدود الأراضي التي تسيطر عليها الدولة اليوم، والاكتفاء بذلك لتحقيق حلّ سياسي".

فيما بعد، ساهمت تصريحات جيفري في تأجيج الشرخ، ومع النفي الروسي المتكرر الذي وصف ما قيل بأنها "أخبار صفراء كاذبة"، فقدت تلك المعزوفات قيمتها، لتأتي حلقة سلام مسافر مع طلاس، وتعيد التوازن القائم إلى نقطة البداية.


تلفت "الأخبار" إلى أن سلام مسافر، دأب بين الحين والآخر على استضافة "طلاس" دون أي دواعي مهنية تذكر، إلا أنه يتفق معه في العداء للرئيس الأسد، والتسويق لجماعة الاخوان المسلمين، وأيضاً على توصيف الساحة السورية بمصطلحات طائفية، يقول معد التقرير: "إذا كان الهدف المهني من استضافة طلاس هو كشفه (معلومات) سريّة عن الفساد في سوريا، فإنه حتماً ليس الشخص المناسب، لكون ثروة عائلته واحداً من أبرز مظاهر الفساد، وعلاقات العائلة وفراس طلاس مع الغرب لا تجعله مصدراً (موثوقاً) للروس. وفي حين حاول كثيرون تفسير إطلالة طلاس عبر (روسيا اليوم) كرسالة روسية إلى الأسد، أجاب أكثر من مصدر روسي أمني ودبلوماسي سألتهم "الأخبار" عن معنى المقابلة بأنها "محاولة تسويق لطلاس في روسيا وليس العكس".

ويتطرق تقرير "الأخبار" المهم، إلى الضجة التي أحدثها الإعلامي العراقي سلام مسافر عندما زار بيروت مؤخراً، وفتح المجال من خلال مقابلة وليد جنبلاط، للتصويت على موسكو ودعم حصر علاقة الجيش اللبناني بالأمريكيين، ناهيك، عن "الكذبة الكبيرة" التي روج لها جنبلاط، والتي زعم أن الرئيس الأسد التقى رئيس وزراء دولة الاحتلال.

 

حيث دفعت هذه الاشاعة وزارة الخارجية الروسية، والسفارة الروسية في بيروت، إلى تكذيب الخبر، الذي زعم جنبلاط أنه حصل عليه من مصدر روسي.

وفي ردود الفعل الرسمية على سلام مسافر، تورد الأخبار أن بوتين انتقد "مسافر" على الهواء مباشرة، عندما حاول الأخير الايحاء بأن روسيا تتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليرد عليه بوتين: "أنت تعمل في قناة روسيا اليوم، صحيح؟ وبفضل أشخاص مثلكم سيتمّ اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية"!


وبحسب الأخبار، يمتلك مسافر هامشاً كبيراً من الحرية في عمله بقناة روسيا اليوم، بفضل علاقته بوالد مديرة القناة مايا مناع.

 

 

النهضة نيوز - بيروت