ارتفعت أسعار النفط الدولية إلى ما فوق سقف الـ 30 دولارا للبرميل الواحد في أسواق آسيا للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين ، و ذلك بعد أن قالت منظمة الأوبيك التي تقودها المملكة العربية السعودية بأنها تأمل في أن ينتهي أسوأ اضطراب في أسواق النفط العالمية الناجم عن تفشي جائحة فيروس كورونا ، بالإضافة إلى استمرار المنتجين الأمريكيين في خفض إنتاجهم .
وارتفعت قيمة العقود الآجلة في الولايات المتحدة بنسبة 2.5 ٪ ، بعد ارتفاعها بنسبة 19 ٪ خلال الأسبوع الماضي . و قد قال محمد باركيندو وهو الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ، في مقابلة تلفزيونية مع وكالة بلومبرج الإخبارية، أن نظرة السوق في النصف الثاني من العام تبدو أكثر تشجيعا مع تعافي الاقتصاد العالمي .
و قد ساعدت تخفيضات الإنتاج في جميع أنحاء العالم على إعادة التوازن إلى السوق بعد صدمة الطلب الناجمة عن عمليات الإغلاق الناجمة عن تفشي جائحة فيروس كورونا . إذ انخفض عدد الحفارات في الولايات المتحدة بمقدار 34 حفارا إضافية خلال الأسبوع الماضي ، و الذي يعتبر أدنى مستويات لم تشهدها صناعة النفط الأمريكية منذ بدء ثورة الصخر الزيتي في بداية العقد الماضي ، بينما تقلصت الكميات المخزنة في مركز التخزين الرئيسي للولايات المتحدة في كوشينغ بولاية أوكلاهوما.
و استجابت مجموعة أوبك + لانهيار سوق النفط بإلحاح لم يسبق له مثيل ، حيث أن برنامج تخفيضات الإنتاج التابع للمجموعة هذا الشهر في طريقه إلى تقليص 9.7 مليون برميل من إنتاج النفط الخام اليومي ، أي بحوالي 10٪ من الإمدادات العالمية ، و ذلك وفقا لبيانات تتبع ناقلات النفط و المقابلات مع تجار النفط الخام و مصافي التكرير ، و تقييمات الاستشاريين و الخبراء .
بالإضافة إلى ذلك ، يعتزم العراق ، و هو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك ، وقف الإنتاج من حقل الأحدب النفطي جنوبي شرق البلاد بسبب استمرار الاحتجاجات التي تعوق عملياته ، و ذلك بحسب شخص مطلع على الوضع .
وكانت السوق النفطية قد تجاهلت إلى حد كبير تحذير رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول" في وقت متأخر من يوم الجمعة من أن الأسهم و الأصول الأخرى التي ارتفعت قيمتها بشكل حاد خلال الشهر الماضي ستعاني من انخفاضات كبيرة إذا كانت هناك انتكاسات في المعركة العالمية لمكافحة جائحة فيروس كورونا.
النهضة نيوز - بيروت