سمير جعجع

أخبار لبنان

جعجع يهاجم باسيل وحزب الله

21 أيار 2020 10:00

رأى رئيس حزب "​القوّات اللبنانيّة​" ​سمير جعجع في حديث إلى صحيفة "​اليوم السابع​ أنّ هناك عاملان أساسيان أديا إلى تدهور الوضع في لبنان إلى الحد الذي نراه الآن. العامل الأول، وجود دويلة على أطرف ​الدول

رأى رئيس حزب "​القوّات اللبنانيّة​" ​سمير جعجع في حديث إلى صحيفة "​اليوم السابع​ أنّ هناك عاملان أساسيان أديا إلى تدهور الوضع في لبنان إلى الحد الذي نراه الآن. العامل الأول، وجود دويلة على أطرف ​الدولة اللبنانية​ تأكل من حيوية الدولة، وتسمم علاقات الدولة اللبنانية بأصدقائها الدائمين والتاريخيين. ونوعا ما تحتكر ​السلطة​ في مناطق عديدة، مما يجعل هذه المناطق خارجة عن السلطة الفعلية للدولة اللبنانية، وهذا يشجع نوعاً ما الأعمال غير الشرعية، ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر موضوع المعابر غير الشرعية على الحدود بين لبنان و​سوريا​، فهذا الموضوع بمفرده يكلف الدولة اللبنانية و​الشعب اللبناني​ نحو مليار ​دولار​ خسائر سنوياً على الأقل.

و العامل الثاني هو أنه فيما تبقى من الدولة اللبنانية لم تكن إدارة الدولة والممارسات بداخلها كما يجب أن تكون، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، فدائماً كان هناك سوء إدارة هائل وفساد، لجهة مثلا التوظيف العشوائي في الدولة، ولجهة عدم تطبيق القوانين خاصة قانون المحاسبة العمومية، ولجهة عدم التحسب للأمور والتخطيط للدولة، وخاصة لجهة ​الفساد​ الضارب تقريباً في كل شيء يحدث في إطار هذه الدولة، من مناقصات ومشتريات وعقود إلى أخره".

ولفت الى أنّ "أهم فضيحة هي بالتحديد فضيحة ​الكهرباء​، فكل ما ينقص لبنان تقريبا حوالى 2000 ميجاوات كهرباء، ومنذ عشر سنوات وللآن لم ينجح وزراء ​الطاقة​ المتعاقبون الذين ينتمون كلهم إلى فريق الوزير ​جبران باسيل​، لم ينجحوا ليس لأنه من المستحيل بناء معامل تنتج2000 ميجاوت من الكهرباء، ولكن لانهم لا يريدون ذلك للاستمرار في مشروعهم الخاص باستئجار الطاقة من على ظهر البواخر التركية".

وعن رأيه بأداء حكومة ​حسان دياب​، قال جعجع: "إن حكومة حسان دياب تحوي أشخاصاً جدد تأملنا فيهم خيراً، وبعض هؤلاء واضح أنهم جيدون بطبيعتهم، لكن المشكلة الأساسية أن القوى نفسها ​حزب الله​ من جهة، ومجموعة الوزير جبران باسيل من جهة أخرى لازالوا متحكمين بالقرار، وبالتالى لا نرى بالرغم من كل أملنا أي تقدم جدي على الصعد الاقتصادية والمالية. لذا فهذه الحكومة لديها أمل في حالة واحدة، وهو إذا استطاعت أن تخرج عن سيطرة السلطة الحاكمة، ماذا والا لا أمل.

وعن النصيحة التي يمكن أن يقدمها للحكومة اللبنانية للخروج من المأزق الحالي في لبنان، أوضح جعجع أنه "إذا كانت هذه الحكومة تنوي النجاح عليها أن تخرج من تحت سيطرة حزب الله من جهة وفريق الوزير جبران باسيل من جهة أخرى، وعليها أن تبدأ بالإصلاحات فورا، ومعروف ما هي الإصلاحات".

وعن اذا ما كان نادما على أتفاقه السابق مع رئيس الجمهوية ميشال عون قبل ​انتخابات​ الرئاسة؟"،فأجاب: لم أندم على حصوله في الظرف الذي حصل فيه، لأنه كان كناية عن مصالحة تاريخية بين فريقين لبنانيين كبيرين، وهما ​القوات اللبنانية​ و​التيار الوطني الحر​، وكان يجب أن نجري هذه المصالحة، ومن جهة ثانية، هذا اتفاق كان هدفه الانتهاء من فراغ رئاسي استمر لأكثر من عامين ونصف، وكان يجب أن نذهب باتجاه معين لتجنب الاسوأ، ولكن هذا لا يعني أننا مسؤولون عن كل ما حدث في عهد ميشيال عون.. لا. في الأسابيع الأولى لعهد العماد عون بدأت تظهر التناقضات بين نظرتنا للأمور ونظرة فريقه للأمور، مما أدى إلى خلاف مبكر جداً في الأشهر الأولى، وقع خلاف بيننا وبين جبران باسيل وفريقه، ومنذ ذلك الوقت ونحن على طرفي نقيض".

وعن شكل العلاقة الحالية بين حزب "القوات اللبنانية" و​السعودية​، أشار جعجع إلى أنها "جيدة كالعادة وهناك تبادل مستمر للآراء حول أمور المنطقة ولبنان. إنها علاقة تاريخيّة بالفعل بدأت مع الرئيس المؤسس بشير الجميّل في بداية الثمانينات وما زالت مستمرّة حتى يومنا هذا".

وعن عما إذا كان سيلجأ إلى اختصار الطريق ويبدأ في التفاوض مباشرة مع جبران باسيل، ردّ جعجع: "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.. ولا أظن أن الأمور مطروحة بهذا الشكل".

أما إذا ما كان مطروحاً أن يقوم بمبادرات سياسية جديدة بالتفاوض مع كل القوى للخروج من الأزمة الحالية، فقد أشار جعجع إلى أن "كل شيء ممكن، لكن لننتظر ونرى".

وعما إذا كان هناك من مشاورات مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريرى، أكّد جعجع أن "التواصل مستمر وموجود، وإن كان في حده الأدنى خلال هذه المرحلة، وهو موجود ومستمر مع أطراف أخرين أيضاً من ​14" آذار​".

وعمن هو المتسبب في عرقلة كافة سبل الحل السياسي للأزمة السورية، فقد رأى جعجع أن "هذا واضح جداً، ولا يحتاج لتحليل ولا معلومات، طالما أن ​بشار الأسد​ موجود فلا أمكانية لأي حل سياسى في سوريا. بشار الأسد وطبيعة نظامه هم ضد أي حل سياسي، وبالتالي وقبل الاستانة والاتفاق الروسي التركي، كان هناك جنيف 1 وجنيف 2 وقرارات ​مجلس الأمن​، لكن بشار الأسد يريد أن يستمر كما هو، وكأنه لم يحدث شيء في سوريا، ضارباً بعرض الحائط كل المبادرات السياسية التي طرحت، ومن هنا فهو غير مهتم بأي حل سياسي، وعملياً أعتبر أن بشار الأسد لديه علاقة وحيدة مع ​إيران​، وأما ​روسيا​ بحكم الأمر الواقع والضرورة فقط لا غير، وبالتأكيد فإن نظام قائم على علاقة وحيدة في هذه الدنيا ليس لديه مقومات الاستمرار. طالما بشار الأسد موجود في سوريا فلا تحلم بأي عملية سياسية فعلية".

وسئل: "ما رأيكم في دور بعض الأطراف الإقليمية لعرقة جهود التسوية والحل في ​لبنان وسوريا​"، وأجاب: "في ما يتعلق بلبنان فإن الوضع معقّد ويلزمه تحليل مستفيض فيما لو أردنا الغوص فيه. أما في سوريا فرأيي أن العائق الاساسي هو العامل الإيراني، وطالما العامل الإيراني موجود فإن بشار الأسد سيبقى في نفس الوضعية ولن يكون هناك أي مجال لأي عملية سياسية، وفي ما يتعلق بروسيا فإنها تنحو باتجاه الحل السياسي، لكن على ما يبدو الآن أنها لا تملك بمفردها القوة لفرض الحل السياسي في سوريا، لأن الإيرانيين ضد اي حل سياسي، وبالتالي نشهد الجمود الذى نشهده في السنوات الأخيرة".

النهضة نيوز