كيف تعيدنا الروائح إلى الذكريات الماضية؟

علوم

حين يصبح الأنف مصدراً للحنين.. هكذا تعيدنا الروائح إلى استذكار الماضي

26 أيار 2020 15:06

يمكن للأنف التقاط آلاف الإشارات الكيميائية المختلفة في الثانية و هو ما يعطينا القدرة على اكتشاف و التمييز بين ملايين الروائح المختلفة و لكن بعض هذه الروائح تثير ذكريات قوية و تعيدنا إلى الماضي

يمكن للأنف التقاط آلاف الإشارات الكيميائية المختلفة في الثانية ، و هو ما يعطينا القدرة على اكتشاف و التمييز بين ملايين الروائح المختلفة .

 و لكن بعض هذه الروائح تثير ذكريات قوية و تعيدنا إلى الماضي الذي قد نكون قد نسيناه بالفعل، و كل ذلك يعود إلى الشبكات العصبية المترابطة و المعقدة الموجودة في أدمغتنا .

حيث تصل الإشارات الواردة من الأنف إلى بصيلات الشم قبل الانتقال إلى قشرة البيرفورم في الدماغ ، و هي ذلك الجزء الموجود في الدماغ و يعمل كبوابة تسمح بتمرير المعلومات و الاتصالات العصبية الواردة من العديد من أماكن الجسم للوصول إلى أماكن مختلفة من الدماغ .

فهناك القشرة الجبهية المدارية التي تشارك في صنع القرار ، و هناك اللوزة التي تعتبر المركز العاطفي للدماغ ، و هناك المهاد الذي يربط الجهازين العصبي و الهرموني معًا ، و هناك الإنسولا التي تشارك في الوعي ، و هناك القشرة المعوية المسؤولة عن الذاكرة و التوجيه ، و هناك الحصين التي تعتبر مخزن الذاكرة طويلة المدى في الدماغ .

تساعدنا هذه الأجزاء المختلفة التي ترتبط بالعديد من الروابط و الشبكات العصبية المعقدة على معرفة مصدر الروائح و تمييزها و معرفة ماهيتها .

و بعد ذلك ، إذا ما تعرضنا لنفس الرائحة مرة أخرى ، فسنعرف على الفور كيفية الاستجابة لها بشكل تلقائي بناء على المعلومات المخزنة في أدمغتنا . فعلى سبيل المثال ، يتم تفعيل و استثارة منطقة اللوزة المسؤولة عن الكشف عن التهديدات في الدماغ بمجرد أن نشم رائحة شيء مزعج كدخان النار .

كما و يمكن أن تؤدي الروائح أيضا إلى استعادة العديد من الذكريات التي نسيناها بالفعل ، و التي غالبا ما تعود لنا بتفاصيل حية و عاطفية قد تصل إلى مرحلة الطفولة المبكرة حتى . حيث تشير الدراسات التي أجريت على فئران التجارب إلى أن هذه القدرة تتشكل أثناء النمو المبكر ، و قد اكتشف الباحثون أن الذكريات القوية المرتبطة بالرائحة لدى الحيوانات ساعدتها على البقاء على قيد الحياة قبل أن تتطور حواسها الأخرى بالكامل .

و مع تحسن قدرات عيونها و آذانها ، تصبح الحاجة إلى تذكر الروائح أقل أهمية . حيث أن شم نفس الروائح مرة أخرى في مرحلة البلوغ يمكن أن يعيد الذكريات المنسية التي تتدفق فجأة ، و ذلك بسبب إعادة تنشيط تلك القدرة التي قلت أهميتها مع التقدم في السن و لكنها لم تتلاشى بل بقيت كامنة و خاملة .

  • استرجاع الذاكرة

إن العلاقة القوية و المعقدة بين الرائحة و الذاكرة جعلت العلماء يتساءلون عما إذا كان بإمكاننا استخدام الروائح لتحسين قدرتنا على التذكر أو استعادة الذاكرة بعد فقدانها أم لا .

حيث أجرى الباحثون في جامعة نورثمبريا عدة دراسات مختلفة لمعرفة ما يحدث لأدمغتنا عندما نشعر بالروائح القوية . و في إحدى الدراسات ، طلبوا من 180 متطوعا شرب شاي البابونج أو شاي النعناع أو الماء الساخن العادي ، ثم اختبروا مزاجهم و وظائفهم الدماغية . بالمقارنة مع الماء ، جعل شاي البابونج المتطوعين أقل تركيزا ، بينما حسن شاي النعناع من يقظتهم .

و في دراسة منفصلة ، تم إدخال 150 متطوعا إلى غرف معطرة برائحة نبتة إكليل الجبل أو زهر اللافندر أو غرف غير معطرة بأي شيء ، ثم طلب منهم إكمال مهمة في وقت معين . و قد لاحظ العلماء أن رائحة إكليل الجبل قد حسن الذاكرة ، في حين أن رائحة اللافندر جعلتها أسوأ على الرغم من أنها جعت المتطوعين يشعرون بالاسترخاء و الهدوء .

النهضة نيوز - ترجمة خاصة