حذير من المجاعة والكساد

أخبار

المجاعة قادمة .. الأمم  المتحدة تحذر العالم: أنتم على موعد مع الكساد الكبير

29 أيار 2020 10:54

حذر الأمين العام للأمم المتحدة ليلة أمس الخميس خلال أكبر تجمع لزعماء العالم منذ أن بدأ فيروس كورونا بالتفشي عالميا ، من أن الجائحة الفيروسية ستسبب دمارا و معاناة لا يمكن تصورها حول العالم، و ستسجل مست

حذر الأمين العام للأمم المتحدة ليلة أمس الخميس خلال أكبر تجمع لزعماء العالم منذ أن بدأ فيروس كورونا بالتفشي عالميا ، من أن الجائحة الفيروسية ستسبب دمارا و معاناة لا يمكن تصورها حول العالم، و ستسجل مستويات تاريخية من الجوع و سيترك ما يصل إلى 1.6 مليار شخص غير قادرين على كسب لقمة عيشهم ما لم يتم اتخاذ إجراء الآن .

و قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش خلال الاجتماع رفيع المستوى لمناقشة إجراءات لمساعدة الدول منخفضة و متوسطة الدخل التي قد تتأثر من الأزمة بشدة ، أنها يمكن أن تعاني من خسارة قدرها 8.5 تريليون دولار من الناتج العالمي ، و هو أكبر انكماش منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي .

و قد دعا إلى العمل الجماعي الفوري في ستة مجالات حاسمة ، و هي تعزيز السيولة المالية العالمية ، تخفيف عبء الديون ، إشراك الدائنين من القطاع الخاص ، تعزيز التمويل الخارجي ـ سد التسربات في التهرب الضريبي و غسيل الأموال و محاربة الفساد ، و اعتماد الانتعاش الذي يعالج عدم المساواة و الظلم و تغير المناخ .

بالإضافة إلى غوتيريش ، تحدث ما يقرب من 50 زعيما و قائدا من جميع أنحاء العالم عبر الفيديو في الحدث إلى جانب العديد من الخبراء الاقتصاديين ، بما في ذلك رؤساء صندوق النقد الدولي و البنك الدولي . و لكن كان هناك غياب ملحوظ لبعض أكبر قادة الدول الاقتصادية العظمى مثل الولايات المتحدة و الصين ، اللتان تنخرطان في الوقت الراهن في تصاعد من التوترات بشأن جائحة فيروس كورونا و مجموعة من القضايا الأخرى .

و قد قالت بعثة الصين التابعة للأمم المتحدة أنها لم تشارك في الاجتماع بسبب تضارب المواعيد و قدمت بيانا مكتوبا بذلك . في حين لم تستجب البعثة الأمريكية لطلبات الاستفسار حول عدم مشاركتها في الاجتماع .

 و قد قال غوتيريش للصحفيين في وقت لاحق : " لا يمكن لأي من البلدين المشاركة على مستوى عال في الاجتماع ، و لكن هناك التزام من كل من الولايات المتحدة و الصين بالمشاركة في هذه العملية ، و هو ما نرحب فيه بشدة ".

بدوره أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ، أحد المشاركين في استضافة الحدث : " إن الأمم المتحدة أرادت جمع العشرات من القادة العالميين و خبراء التمويل معا لأننا نحتاج إلى التفكير خارج الصندوق للتعامل مع هذه الجائحة الفيروسية الخطيرة ".

و قد دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين إلى مبادرة انتعاش عالمية تربط الاستثمار و تخفيف عبء الديون المرتبطة بالأهداف الإنمائية للأمم المتحدة لعام 2030 ، و التي تشمل القضاء على الفقر العالمي المدقع .

ونوهت إلى أن : " أوروبا مستعدة لتقديم الخبرة و الموارد المرتبطة بأدوات التمويل التقليدية و المبتكرة . و لكن يجب أن يكون انتعاشا أخضر ، و استردادا رقميا ، و انتعاشا عادلا و مرنا ".

كما شدد غوتيريش : " إن المأساة الإنسانية غير المسبوقة وراء إصابة 5.5 مليون شخص بالإضافة إلى أكثر من 350.000 حالة وفاة بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا اقترنت بتأثير اقتصادي مدمر بدأت تظهر ملامحه منذ شهر مارس في الدول الفقيرة ، و الذي سيتطلب حزم إغاثة تعادل أكثر من 10 % من العالم الاقتصادي ".

و أضاف : " أعلنت البلدان المتقدمة توفير حزم الإغاثة الخاصة بها لأنها تستطيع ذلك ، و لكننا لم نرى حتى الآن تضامنا كافيا مع الدول النامية لتزويدها بالدعم الهائل و العاجل الذي تحتاجه على وجه السرعة ".

في حين دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا ، الذي تحدث باسم الاتحاد الأفريقي ، الدول المتقدمة للوفاء بالالتزامات و تطوير الخبرات و ابتكار الحلول للحيلولة دون الدمار العالمي الذي تستمر جائحة فيروس كورونا في التسبب به في الوقت الراهن ،  و أن ديون البلدان النامية هي الشاغل الأول لها و خاصة في القارة الأفريقية . داعيا إلى تجميد الديون لمدة عامين و تقديم المزيد من التسهيلات و حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي .

النهضة نيوز - بيروت