قرر الملياردير وقطب النفط النرويجي كجيل إنج روك صاحب ثروة لا نهاية لها إعادة شيء ما للطبيعة، وذلك بعد إشرافه على بناء يخت فاخر بقيمة 280 مليون جنيه استرليني، والذي سيتم تقديمه بشكل متقطع للعلماء لدراسة الطرق وسبل حماية المحيط.
والجدير بالذكر أن هذا اليخت الفاخر المسمى REV Ocean، يعتبر أكبر يخت في العالم من نوعه، وهو مفروش بسخاء ومزود بثلاثة حمامات سباحة واثنين من مهابط الطائرات المروحية.
ومع ذلك، فإن المختبرات الثمانية المنفصلة هي الأكثر إثارة للاهتمام بالفعل، حيث أنه من المقرر أن يدعو قطب تجارة النفط وصيد الأسماك ما يصل إلى 400 عالم بحري سنويا لقضاء ثلاثة إلى أربعة أسابيع على متن يخته لدراسة كيفية حماية المحيط من تغير المناخ، والصيد الجائر، والنفايات البلاستيكية.
حيث سيتم منح العلماء حرية استخدام يخت REV Ocean لثلث العام، وذلك وفقا لما أوردته صحيفة "التايمز".
الجدير بالذكر أنه سيتم استخدام اليخت REV Ocean للبعثات العلمية لثلث العام، بينما سيتم عرضه للإيجار الخاص لبقة العام للمساعدة في تمويل الأبحاث العلمية. كما ويتم تجهيز اليخت الضخم في الوقت الراهن في ميناء براتفاج بالنرويج، ومن المقرر أن يبحر في وقت لاحق من هذا العام.
ويحتوي اليخت الذي تبلغ قيمته 280 مليون جنيه إسترليني على ثمانية مختبرات متطورة تم تجهيزها بمعدات علمية تبلغ قيمتها أكثر من 20 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى غواصة تتسع لثلاثة أشخاص ويمكنها الغوص لمسافة ميل ونصف، كما أنها مزودة بروبوت لمسح وجمع عينات من قاع البحر على عمق أربعة أميال تقريباً.
ويجدر الإشارة إلى أن كجيل إنج روك، البالغ من العمر61 عاماً، قد أشرف على التصاميم لتكون قابلة للتطبيق قدر الإمكان للاستخدام العلمي، حيث تمتلك السفينة نظام جر فريد لجمع عينات من الأسماك وامتصاصها في المختبر دون سحقها أو قتلها، مما يسمح بإعادتها إلى المياه في وقت لاحق دون أذى.
ويستهلك يخت Rev Ocean ما يصل إلى 25 لتراً من الديزل لكل ميل بحري بسرعة عشر عقدات، ويمكنه البقاء لمدة 120 يوما في البحر دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود، مما يسمح له بالوصول إلى أبعد المناطق في المحيط وبالتالي يجعله مثالياً لاستكشاف أعماق البحار.
وبدأ كجيل إنج روك بتواضع في عالم الصيد والنفط، حيث بدأ العمل كقبطان على متن سفينة صيد بعد تركه المدرسة في النرويج.
وقد جمع كجيل إنج روك ثروته التي تبلغ 1.4 مليار جنيه إسترليني في البداية من خلال تشغيل أسطول من سفن الصيد قبل الانتقال إلى الحفر البحري وكسب مبالغ هائلة في استخراج النفط والتجارة.
كما وتمتلك شركة كجيل إنج روك Aker Energy مجموعة من الشركات التابعة تركز على استخراج وتجارة النفط والغاز، وليس لديه أي خطط لوقف الحفر والأهم أنه يعترف بأنه "جزء من المشكلة" التي يدعو العلماء للتحقيق فيها. حيث تمتلك شركته نصف حقل نفط ضخم تم اكتشافه مؤخراً في المياه العميقة في جنوب المحيط الأطلسي قبالة سواحل غانا.
والمثير للجدل أن الملياردير النرويجي كجيل إنج روك قد سجن لمدة شهر عام 2005 بعد محاولته رشوة مفتش يخت سويدي للحصول على رخصة.
يتطلع كجيل إنج روك إلى ضم بعض من كبار الأكاديميين الرائدين في العالم إلى المشروع، وقد عين عالم الصيانة البحرية الرائد في جامعة أكسفورد أليكس روجرز كمدير علمي للمشروع الضخم.
ويساعد البروفيسور أليكس روجرز في وضع خطط لرحلة المحيط الأولى التي تستغرق 250 يوما من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، مع زيارة عرض قصيرة إلى لندن. ومن بين خط سير الرحلة، سيبدأ العلماء في دراسة تأثير انخفاض الجليد البحري في القطب الشمالي على حيتان القوس، التي تعتبر واحدة من أقدم الثدييات الحية في العالم.
كما سيتم قياس مدى وتأثير التلوث البلاستيكي من السطح إلى أعماق البحار، إلى جانب تأثير الصيد غير المشروع في المحيط الهادئ و زيادة حموضة مياه المحيطات.
ويقول البروفيسور أليكس روجرز لصحيفة التايمز: "لقد كان من الصعب علي أن أترك وظيفتي الأكاديمية الثابتة في جامعة أكسفورد. لكن كجيل إنج روك أقنعني بأنه متحمس للغاية لدعم أبحاث المحيطات وحمايتها، وأن الأدوات العلمية كلها ستكون متوفرة طوال الوقت و سيتم تقديم جل ما نحتاجه".
كما وأضاف أن الغواصة التي تعمل عن بعض يمكن أن تجعل زيارة حطام سفينة التايتانيك ممكنة, التي يمكن أن تكون مربحة للغاية للمشروع أيضاً.
النهضة نيوز