الفنان عبدالرحمن العقل

ثقافة وأدب

عبد العزيز بدر القطان: الفنان عبدالرحمن العقل مع التحية

عبد العزيز بدر القطان

3 حزيران 2020 17:14

رائد مسرح الطفل الكويتي المربي الاستاذ الفنان عبد الرحمن صالح العقل دخل كل بيت وقلب وعقل كل طفل صوت عذب وحضور قل نظيره علامة فارقة في عالم الفن الهادف والذي كان للطفولة النصيب الأكبر الوطن هو وجدانه وصقل الطفل هو أقصى إهتمامه أعماله أكثر من أن نحصيها وآثاره حفظناها عن ظهر قلب لدخولها القلب بلا مقدمات

رائد مسرح الطفل الكويتي المربي الاستاذ الفنان عبد الرحمن صالح العقل، دخل كل بيت وقلب وعقل كل طفل، صوت عذب وحضور قل نظيره، علامة فارقة في عالم الفن الهادف، والذي كان للطفولة النصيب الأكبر، الوطن هو وجدانه، وصقل الطفل هو أقصى إهتمامه، أعماله أكثر من أن نحصيها، وآثاره حفظناها عن ظهر قلب لدخولها القلب بلا مقدمات.

نجم من بلادي

عبد الرحمن صالح العقل، الفنان الكويتي، هو “وطن” بحد ذاته، له دور وبصمة واضحة في جيل السبعينيات والثمانينات والتسعينات وحتى جيل الألفين، مديحي نابع عن حقيقة مجردة لا أتكلف بها أن أمجّد شخصية إلا لأنها تستحق، تستحق منا كل تقدير وإحترام، ومحبة وفخر، نحبه نعم، فهل من أحد منا يكره السندباد وهل من أحد منى يكره علي بابا، هو رائد من رواد المسرح الكويتي، وهو القائل “حبي للتلفزيون الكويتي كبير، ومستعد لإلغاء عشرة أعمال خارجية، مقابل عمل واحد فيه”، تأمل هذه الجملة وما تعني له الكويت، وحب الكويت وماء وسماء البلد الذي أعطاها منذ بداياته إلى يومنا هذا.

نجم عربي ذاع صيته في كل الدول العربية، وخصوصاً الطفل، ما يجعلني أتوقف مليّاً عند الطفل، للفنان عبد الرحمن العقل، أمانة وواجب أخلاقي في إختياره هذه المهنة الهادفة وتوجيه الطفل وصقل شخصيته وإسعاده مع الفائدة والتربية، ولكم أن تقارنوا بين ذاك الزمان والزمان الحالي لتستخلصوا لوحدكم العبرة، فهو الفنان الشفاف من الداخل والخارج، الحريص على تقديم أعمالٍ هادفة مع إضافة الإبتسامة الدافئة التي نحتاجها اليوم، التي نحتاج أن تخرج على بساطتها لا على تكلفها وتكلف من إصطنعها عبر الفن المبتذل والرخيص للبعض، أين الفن اليوم من الأعمال الحديثة ولنركز فيها على الطفل، وبعيداً عن مسرحيات الحب والعشق والكوميديا الساخرة الخالية من القيم وبعضها هابط بكل ما للكلمة من معنى؟ّ!

"إفتح أبوابك يا وطني"

لا يوجد كويتي لا يعرف هذا العمل الذي شارك علم من أعلام دولة الكويت التي أنجبت لنا عظماء في كل المجالات ومن ضمنها المجال المسرحي التربوي الثقافي الأدبي، الفن الراقي الذي عبر الباب دون استئذان ودخل القلوب بشفافية خالصة، وبكل أمانة ما اكتبه خارج من تلافيف القلب لشدة الفخر بهذا العطاء بهذا الإرث الذي لطالما طالبت في شتى الميادين بالحفاظ عليه، إن كان إرثنا الإسلامي وكتابات العلماء القدماء والمعاصرين، أو الفنانين أو حتى الناس البسطاء التي هي من تشهد بالحقيقة وتتكلم وتنصف بشهادة الحق، فهل هناك من إنسان أعطى من عمره ووقته الكثير في سبيل إيصال رسالة هادفة وخص منها الطفل بدرجة كبيرة لإسعاده وصقله وغرس القيم في داخله منذ الصغر، لقد كان رائداً بحق ويحتاج منا التكافل والتضامن للإنصاف.

يحتاج منا أن نقف ونقول نحن معك، ونشد على يديك ونفخر بإرثك الموجود مما قدمته من أعمال هي بصمة رائدة لدولة الكويت، والتي هي وسام على صدرونا، من الدبلجة للرسوم المتحركة عدنان ولينا والرجل الحديدي وكثير من الاعمال الكرتونية.

إلى المسرح والتلفزيون والإذاعة وحتى اللقاءات الإعلامية المتلفزة والمكتوبة، جميعها تلخص هذا العطاء من السندباد البحري الي “البساط السحري” إلى “الزرزور” و”الشاطر حسن” و”طرزان” وأ ب ت ، وجسوم ومشيري والكثير الكثير من مسرحيات الطفل.

إنه بكل صدق صاحب البسمة النظيفة المحببة واللطيفة، ألفاظه مدروسة بعناية بسيطة لا تكلف فيها ولكنها تدخل القلوب.

101843732_622104281738262_3468686854641942528_n.jpg
تكريم بحجم الحب لهذا الفنان الخالد بوخالد

المفارقة العجيبة التي تحدث في مجتمعاتنا العربية ومنها بلدي الكويت، أننا نكرّم عظمائنا ونمنحهم أوسمة إستحقاق وشهادات شكر وعطاء، لكن بعد رحيلهم، وكيف سيفرحون بعد الرحيل بهذا التكريم أو هذا الاهتمام، ما دامت أعمالهم حية فينا وخالدة فينا وهم أحياء قبل أن يتوفاهم الله، لماذا لا نكرمهم في حياتهم ليسعدوا بتقدير الناس لهم ومحبتهم، ألا يستحقون منا أن نكرمهم وهم بيننا، وهذا مأخذ وعتب صغير على القائمين على المسرح وعلى الوزارات المعنية في بلدي، أن تقوم بدورها في النهوض بروادها والفخر بهم، فإن كان للكويت بصمة رائدة فهم رواد فيها وهم أساسها، ليس على مستوى الخليج فقط بل على مستوى الوطن العربي ككل.

هو النجم الأول من العام 1976 إلى يومنا هذا، رائد مسرح الطفل الأول في الخليج ودولة الكويت، والذي يستطيع بمهاراته الخاصة ليتابعه الطفل لساعات دون ملل أو كلل، هذا الفنان العظيم مدرسة تربوية لطلاب الماجستير والدكتوراه والدراسات العليا في الوطن العربي، فتكريمه بتخليده وتسمية مدرسة بإسمه أو مسرح في لفتة تكريمية هي صغيرة لمنها بحجم العطاء المقدم منه.

فإذا أردت أن تقيس أي حضارة من حضارات الأمم، إلتفت إلى مسرحها، فالمسرح واجهة الدول ووجه الحضارة لأي مجتمع متقدم ومتحضر، ومسرح الطفل أساسه لأنه الواجهة التربوية الحقيقية لحضارة دولة الكويت منذ زمن النهضة إلى يوما هذا، فالجمهور من يقيم بشكل مباشر لا يكذب ولا يعرف الكذب ألا وهو “جمهور الأطفال”، لا الكاميرا المخادعة ولا توقيت العرض وإعلاناته.

المربي الفاضل الاستاذ عبد الرحمن صالح العقل ... الإنسان والفنان... الودود والصديق الغالي، مهما كتبنا لا نوفي جزء مما قدمته لنا ، وزرعته فينا، وزرعناه في أولادنا، لقد كنت لعالم الطفولة كماء الذي يسقي الزرع ليعطي ويثمر، وأقول لك وبكل أمانة لقد أثمر نضالك المسرحي والفني والتربوي.

لقد أعطى محبة وشهامة وإيثار، فكنت شريكاً في تربيتنا ونعترف بأنك أديت رسالتك ومستمرون معك لدعمك وإستمراريتك.

النهضة نيوز