سجل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار تراجعاً خطيراً لم تشهده في التاريخ متأثرة بالكثير من العوامل الداخلية والخارجية وآخرها إعلان الولايات المتحدة دخول قانون "قيصر" لمحاصرة سوريا قيد التنفيذ.
وتجاوز سعر صرف الليرة السورية حاجز 2000 ليرة مقابل الدولار، لأول مرة في تاريخ العملة السورية، وأغلق أمس سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق السوداء عند حدود 2050 ليرة.
وتسببت المخاوف التي أفرزها تأثيرات قانون "قيصر" المحتملة الذي أعلنت الولايات المتحدة أن تنفيذه سيبدأ خلال الشهر الجاري في ترك آثار سلبية مباشرة على سوق العملة السورية، حيث يستهدف القانون معاصرة البنوك السورية وكل الشركات والبنوك التي تتعامل مع سوريا، كما يستهدف حلفاء سوريا ويذكرها بالاسم "روسيا وإيران".
وبحسب وكالة "رويترز" فقد أصاب هبوط سعر صرف الليرة السورية السوق السورية والأعمال بالشلل، وتردد الكثير من التجار وشركات التداول في البيع أو الشراء بسوق تنخفض فيها العملة بما بين 5 و10% يوميا.
ولم يكن "قيصر" السبب الوحيد في تهاوي سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، حيث تأثر سعر صرف الليرة بما بات يعرف بأزمة رامي مخلوف التي تفجرت إثر مطالبة الحكومة السورية لرجل العمال الشهير وابن خال الرئيس السوري بشار الأسد رامي مخلوف تسديد مستحقات مالية لشركته "سيريتل" إلى خزينة الدولة، الأمر الذي رفضه بداية رامي مخلوف وهدد في ظهور على وسائل التواصل الاجتماعي بدفع الاقتصاد السوري لأي خطوة تجاهه ثمناً باهظاً، ما أثر مباشرة على سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار.
وكانت معاناة سعر صرف الليرة السورية بدأت عملياً مع بدء الاحتجاجات في لبنان، حيث شكل لبنان على الدوام نافذة سوريا للحصول على العملات الأجنبية، في ظل عقوبات قاسية تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا على سوريا، بغية الحصول على تنازل سياسي، لازالت الحكومة السورية ترفضه.
ومع هذا التدهور الخطير في سعر صرف الليرة السورية، ارتفعت نسب التضخم في السوق السورية لمستويات خطيرة، تآكلت معها كتلة الرواتب والجور للسوريين الذين يعانون أصلاً ويبدو أن معاناتهم ستدخل مرحلة أشد ضراوة.
النهضة نيوز