تحالف مميت.. تفشي فيروس كورونا يجعل بوكو حرام أكثر خطورة

أخبار

تحالف مميت.. تفشي فيروس كورونا يجعل بوكو حرام أكثر خطورة

7 حزيران 2020 19:43

لطالما هددت جماعة بوكو حرام، والتي تعتبر أحد أكثر الجماعات "الجهادية الإرهابية" دموية في العالم، مساحات شاسعة من غرب ووسط القارة الإفريقية، لكن تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد أضاف بعداً جديداً للخطر في القارة السوداء.

لطالما هددت جماعة بوكو حرام، والتي تعتبر أحد أكثر الجماعات "الجهادية الإرهابية" دموية في العالم، مساحات شاسعة من غرب ووسط القارة الإفريقية، لكن تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد أضاف بعداً جديداً للخطر في القارة السوداء.

وصلت جماعة بوكو حرام التي يعني اسمها "التعليم الغربي ممنوع"، إلى ذروة قوتها قبل خمس سنوات من الآن، بعد وقت قصير من قيامها باختطاف 276 طالبة مسيحية بشكل رئيسي من مدرستهم في بلدة شيبوك الواقعة شمالي شرق نيجيريا في عام 2014.

وفي عام 2015، سيطرة الجماعة الجهادية على منطقة في نيجيريا تعادل مساحة بلجيكا بأسرها، وقد سعى الجهاديين إلى تحويل أنفسهم من مقاتلين متمردين إلى الحكام وفرض تفسيرهم القاسي لتعاليم الإسلام على سكان المنطقة فيما يطلقون عليه "الخلافة الإسلامية".

ومنذ ذلك الحين، قامت الحكومات الوطنية بمساعدة شركائها الغربيين بضرب المجموعة الإرهابية ومحاربتها وتقليص أراضيها وأجبرتها على الدخول في حرب عصابات مروعة.

وقبل اندلاع الجائحة الفيروسية بقليل، كان العديد من النشطاء السياسيين حول حوض بحيرة تشاد في نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد يناقشون كيفية تعزيز هذه المكاسب وهزيمة جماعة بوكو حرام والقضاء عليها في نهاية المطاف. لكن الحكومات المحلية أصبحت تتدافع الآن لدعم أنظمة الرعاية الصحية لديها وإعادة نشر الموارد الطبية الثمينة بعيدا عن محاربة الجهاديين.

وفي الوقت نفسه أصبحت الدول الغربية تنقلب على نفسها بسبب القلق المتزايد بشأن خطط التقشف والانهيار الاقتصادي بعد تفشي الفيروس التاجي الجديد في بلادها.

والجدير بالذكر أن الحرب على جماعة بوكو حرام قد أدت حتى الآن إلى تشريد الملايين وإزهاق الآلاف من الأرواح، ولكن يمكن الخطر الحقيقي الآن في أن تمكن الجماعة المتطرفة من تعويض ما فقدته وممارسة نشاطاتها الإرهابية من جديد مما سيجعل الجائحة الفيروسية أسوأ بكثير مما هي عليه الآن. حيث أن يمكن لبوكو حرام الإرهابية أن تصبح مصدر إلهاء كبير للحكومات التي تحاول مكافحة تفشي فيروس كورونا بين المواطنين.

ودولة تشاد على السبيل المثال، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 15 مليون نسمة، أكدت خلال شهر مارس أول حالة إصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد، وبعد أربعة أيام فقط من تأكيد تشاد لتفشي الفيروس التاجي في بلادها، شنت جماعة بوكو حرام هجوما ضخما ومروعا أسفر عن مقتل قرابة 100 جندي محلي، في واحدة من أكثر الهجمات دموية ووحشية في تاريخ البلاد.

وفي اليوم نفسه، قتل ما لا يقل عن 47 جنديا نيجيريا على الأقل في كمين نصبته جماعة بوكو حرام في نيجيريا، والتي كانت قد سجلت بالفعل ارتفاعا حادا في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا. وذلك بعد أن كان قائد الجيش النيجيري يعد قواته لفرض عمليات الإغلاق ونقل مصابي فيروس كورونا إلى المستشفيات والاستعداد للدفن الجماعي للضحايا، ولكنه اضطر إلى مغادرة مقر الجيش وشن هجوم ضد الجماعة الإرهابية.

ومن الواضح أن الهجومين لفتا انتباه الحكومتين في تشاد ونيجيريا بعيدا عن الجهود المبذولة لمكافحة الفيروس، واضطرهما إلى القتال على جبهتين مع الجماعة الإرهابية وخسارة موارد كبيرة.

كما أنه ليس هناك أدنى شك في أن جماعة بوكو حرام تدرك الفرصة التي توفرها لها جائحة فيروس كورونا، فقد تفاخرت جماعة بوكو حرام التي أعلنت حكومة انفصالية في مقاطعة غرب أفريقيا الإسلامية، بأن الوباء فرصة لتكثيف الجهود وتوسيع أنشطتها الجهادية.

وفي افتتاحية لمجلة Isil Central التي تصدر مرتين في الأسبوع باللغة العربية، احتفلت جماعة بوكو حرام بالهجمات الأخيرة في منطقة بحيرة تشاد، قائلة أن الفيروس التاجي والانهيار الاقتصادي اللاحق سيحولان انتباه الحكومة عن محاربتها و يزيدانها هشاشة ، مما سيمنح مقاتليها الفرصة لمزيد من التقدم.

كما و تجدر الإشارة إلى أن جماعة بوكو حرام لديها تاريخ طويل في استهداف العاملين الصحيين والعاملين في مجال الإغاثة الانسانية، و الذي من شأنه أن يعرض جهود اختبار فيروسات التاجية و تقديم العلاج في المناطق النائية للخطر بلا شك.

كما وقد تضر أعمال الوعظ الدينية التي يمارسها قادة الجماعة الارهابية أيضا بامتثال السكان المحليين للتدابير الصحية وتغذي المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول فيروس كورونا التاجي المستجد أيضاً.

حيث أصدر زعيم جماعة بوكو حرام، أبو بكر شيكاو، تسجيلات فيديو تدعي أن غير المسلمين وعملائهم المسلمين يستخدمون فيروس كورونا لمهاجمة الإسلام و لمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية، مشجعاً الناس على مواصلة المشاركة في صلاة الجماعة والأنشطة الدينية الأخرى وعدم البقاء في المنزل.

النهضة نيوز