بالتزامن مع دخول وقف اطلاق النار بتوقيت مبادرة القاهرة: المدن الليبية تشتعل

لا يبدو أن مبادرة القاهرة التي أعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحل الأزمة الليبية، تلقى ردود فعلٍ عملية من المتحاربين على الأرض، فبالتزامن مع الترحيب الدولي الكبير الذي حظيت به المبادرة، اشتعلت المعركة بين قوات الحكومة الليبية والجيش "الوطني الليبي" الذي يقوده المشير خليفة حفتر.

وبحسب وسائل إعلام دولية، فقد جهزت المجموعات المسلحة التي استقدمتها تركيا لدعم حكومة السراج، نفسها للهجوم على محافظة سرت، وقد قامت تلك المجموعات بقصف مدفعي على منطقة مأهولة بالسكان في منطقة بوابة الثلاثين، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وإلى جانب ذلك، قالت قناة "سكاي نيوز" أن منصات الدفاع الجوي التابعة للجيش الليبي الموالي لحفتر، أسقط طائرة مسيرة تركية، بعد أن تمكنت قوات حفتر يوم أمس من تدمير سرية مدفعية تركية الصنع.

تلك التطورات تتزامن مع هجوم كبير شنته المجموعات المسلحة الليبية الموالية لحكومة السراج، على مدينة سرت، أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي التابع لـ "حفتر" أحمد المسماري، أنه تمكن من احباط الهجوم الكبير.

كما تمكن الجيش الليبي من تدمير حافلة نقل كبيرة كانت تحمل عددا من "الضباط الأتراك والمرتزقة السوريين" أثناء تحركهم تجاه سرت.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن عن مبادرة  لحل الصراع الليبي، وكان من المقرر أن يسري اتفاق وقف اطلاق النار بدءً من اليوم الاثنين 8 يونيو.

تشدد المبادرة وفق ما قاله السيسي على ضرورة "إلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، بجانب استكمال مسار اللجنة العسكرية 5+5 في جنيف".

وتهدف إلى  "تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاث، في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة، للمرة الأولى في تاريخ البلاد".

وتشير مصادر مطلعة، أن الموقف المتأزم الذي يعيشه الخليفة مشير حفتر عسكرياً في الميدان الليبي، هو ما دفعه للجوء إلى القاهرة لإطلاق مبادرة سياسية تسمح له بالمحافظة على المكتسبات المتبقية لديه، خصوصاً وأنه خسر معركة استعادة العاصمة، بعد الدعم الكبير الذي قدمته تركيا لحكومة السراج على صعيد الإمكانيات والمقاتلين.