سيتم التحقيق مع الملك الإسباني السابق خوان كارلوس الأول، لأول مرة من قبل محكمة إسبانية بشأن دوره في رشاوى مزعومة تتعلق باتفاق لإنشاء قطار فائق السرعة في المملكة العربية السعودية، بعد أن كشف تحقيق قامت به صحيفة التلغراف البريطانية، أن الملك قد تلقى هدية من حاكم سعودي في مؤسسة بحرية بقيمة 100 مليون دولار.
وقد قال مكتب المدعي العام للمحكمة العليا الإسبانية أنه "لا يستطيع التحقيق في أي أعمال ارتكبها خوان كارلوس قبل تنازله عن العرش عام 2014، لكنه سيسعى إلى إثبات أو استبعاد الصلة الإجرامية للأحداث التي وقعت بعد شهر يونيو من عام 2014". موضحا في بيان أن "التحقيق كان يمر بتعقيد فني لا يمكن إنكارهط.
يمثل شهر يونيو من عام 2014 اللحظة التي مرر فيها خوان كارلوس الأول العرش لابنه، الذي أصبح الملك فيليب السادس. فبالتخلي عن العرش بعد ما يقرب من أربعة عقود من الحكم، فقد خوان كارلوس الحماية التي منحها له الدستور لرئيس للبلاد.
و بحسب مكتب المدعي العام، فقد تم فحص ادعاءات المخالفات المتعلقة بعقد قيمته 6.7 مليار يورو (10.8 مليار دولار) لشركة إسبانية لبناء خط سكة حديد عالي السرعة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة من قبل محكمة دنيا في إسبانيا، والتي استبعدت التحقيق مع الملك السابق حيث زعمت أن هذا التورط من المحتمل أنه قد كان قبل تنازله عن العرش.
ففي شهر مارس الماضي، بعد أن كشفت صحيفة التلغراف أن كلا من خوان كارلوس والملك فيليب كلاهما مستفيدان من صندوق مقره بنما بدأ في عام 2008 بتبرع بقيمة 100 مليون دولار من الملك السعودي الراحل عبد الله، أصدرت الأسرة الملكية الإسبانية بيانا غير مسبوق قال فيه الملك فيليب السادس أنه قد تخلى عن أي ميراث مالي من والده. وفي البيان ذاته، قال خوان كارلوس إنه اختار محاميا للدفاع عن نفسه.
ووفقا لأوراق المحكمة، كان خوان كارلوس "مندهشا للغاية" من قيمة "الهدية السعودية"، وذلك بحسب ما كتبه المستشار المالي للملك السابق والذي يدير حساب شركة لوكوم المملوكة لخوان كارلوس في البنك السويسري "ميرابو".
كما وكتب المستشار في وثيقة سلمت الآن إلى مدعين سويسريين يحققون في غسيل أموال مزعوم من قبل خوان كارلوس وشركائه " كان يتوقع أن تكون الهدية بقيمة تكاد أن تصل إلى خمس هذا المبلغ ".
بالإضافة إلى ذلك، تكشف أوراق المحكمة الإسبانية أن أشخاصًا آخرين ربما يكونون قد فرضوا رشاوى على المشروع، مما أثار غضب خوان كارلوس، الذي يتمتع بعلاقات ممتازة مع قادة المملكة العربية السعودية والعديد من الدول العربية الأخرى.
و وفقا للأدلة المفصلة في رسالة الإنابة التي أرسلها المدعون العامون الإسبان إلى المدعي العام السويسري إيف بيرتوسا، فقد وقعت شركة الكونسورتيوم الإسبانية عقودا لدفع عمولات تزيد على 200 مليون يورو لشريك تجاري سعودي و إلى السيدة شاهباري زنغنه، أرملة تاجر الأسلحة السعودي عدنان خاشقجي.
كان خوان كارلوس يتمتع بشعبية كبيرة في إسبانيا لدوره في انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر السبعينيات، قبل أن تقوض الفضائح المتتالية حب المواطنين له قبل عقد من الزمن، وهو ما دفعه بشكل مباشر إلى التنازل عن العرش عام 2014.
سينظر المدعون العامون الإسبان فيما إذا كان خوان كارلوس قد ارتكب مخالفات ضريبية و جرائم غسل أموال محتملة بعد تخليه عن العرش عام 2014، و قد رفض محامي خوان كارلوس و الأسرة المالكة الإسبانية التعليق على الأمر.
النهضة نيوز