السفير الفنزويلي في لبنان

أخبار

السفير الفنزويلي في لبنان يوضح حقيقة نقل جنود حزب الله إلى بلاده

9 حزيران 2020 19:32

لم تستطع الإدارة الأمريكية اختراق فنزويلا عسكريا فقد أجهض جيش البلاد محاولة الانقلاب التي رتبت واشنطن لها في مطلع أيار الماضي وتلك كانت الصفعة الأولى أما الثانية فتمثلت في وصول ناقلات النفط الإي

لم تستطع الإدارة الأمريكية اختراق فنزويلا عسكريا، فقد أجهض جيش البلاد محاولة الانقلاب التي خخطت لها "واشنطن"  في مطلع أيار الماضي، وتلك كانت الصفعة الأولى، أما الثانية، فتمثلت في وصول ناقلات النفط الإيرانية الخمسة إلى الموانئ الفنزويلية، على الرغم من تهديد ووعيد الولايات المتحدة في ايقافها. الأمر الذي يشكل كسراً للحصار الأمريكي المضروب على البلدين،

وسط ذلك، علق السفير الفنزويلي لدى لبنان على جملة الأحداث تلك، في مقابلة أجرتها معه صحيفة الأخبار اللبنانية بالتأكيد أن "الحصار الاقتصادي الذي عاشته بلاده، بسبب قرار واشنطن تجميد الأصول الفنزويلية في المصارف العالمية، تسبب في تفاقم الأزمة؛ إذ أصبحت الحكومة تعاني بشدة لتسديد التزاماتها الخارجية موضحا أنه "وأمام التحديات الأمريكية فإن حكومة بلاده لن تقف "مكتوفة الأيدي" وهي تملك الحلول التي ستمكنها من تجاوز تلك الأزمات"

وعن الآلية التي يقصدها السفير، قال: " أسّسنا علاقات وطيدة مع بعض الدول، ما يسمح لنا بتخطّي العقبات التي تضعها واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي في طريقنا، مع الدول الصديقة، مثل روسيا والصين وإيران والهند وتركيا".

إلى جانب ذلك، نوه السفير الفنزويلي إلى أن الوضع الاقتصادي في بلاده، ليس سيئاً بالقدر الذي تحاول أن يصوره الإعلام المعادي، وأن خصوم البلاد يحاولون تضخيم الأمور السيئة.


ولدى تساؤل "الاخبار" عن سبب حدوث أزمة الوقود في البلاد التي تقع على واحد من أكبر احتياطي النفط في العالم، أوضح السفير أن نفط فنزويلا كان يذهب إلى الولايات المتحدة طوال مئة عام ماضية، فقد أسست أمريكا قطاع النفط، وبعد حدوث الثورة، منعت البلاد من شراء القطع اللازمة لإعادة التكرير.

ويشرح غريغوريو :" هناك مشاكل مع الدول المحيطة، كالمكسيك التي لا نستطيع شراء قطع الغيار لإعادة تأهيل المصافي منها بسبب التهديد الأميركي المباشر بفرض عقوبات قاسية على الشركات المكسيكية".

وتابع " ولكن منذ سنة ونصف سنة تقريباً، استولت الولايات المتحدة عليها، ومنعت الشركة الفنزويلية من تزويدنا بحاجتنا، وبالتالي لم يعد لدينا أي مصدر لإنتاج النفط".


هذا ولفت السفير الى ان فنزويلا اعتمدت على ايران التي أرسلت لها 1.5 مليون برميل بنزين وخبراء ومهندسين لاصلاح مصافي النفط الفنزويلية، لتساعدها على تخطي الازمة النفطية الحالية، حيث حطّت 14 طائرة إيرانية في كاراكاس، محملة بالمختصين لإصلاح مصافي النفط في فنزويلا الا ان وسائل الاعلام الأميركية نقلت الخبر على أساس ان هذه الطائرات مزودة بالإرهابيين والأسلحة الإيرانية وعناصر من "حزب الله" اللبناني.

وقد نفى السفير الفنزويلي نقل جنود من حزب الله إلى فنزويلا، وأكد أن الطائرات الإيرانية حملت خبراء وفنيين ومهندسين لاصلاح حقول النفط الفنزويلية.

وتابع "ومساعدة ايران لفنزويلا ليست مستفغربة فقد أرسلت دولتنا عام 2008 شحنات نفط الى ايران أيضا التي كانت تعاني من نفس المشاكل الاقتصادية التي تعانيها فنويلا اليوم، ويمكن وصف الناقلات التي أرسلت اليوم كرد جميل فعدونا واحد واستطعنا ان نهزمه.

وبالرغم من كل التهديدات التي اطلقتها واشنطن الا ان لا شيئ ملموسا حصل لكونهم على يقين من ان الرد الإيراني جاهز، والطريق الذي سلكته السفن من إيران إلى فنزويلا من مضيق باب المندب وقناة السويس ومضيق جبل طارق، كان مقصوداً، وتفسيره أنّ الولايات المتحدة ليس لديها الحق في منع دولتين مستقلتين من ممارسة التجارة الحرّة بينهما كي نقول للعالم أننا لا نخفي شيئان وبهذه الخطوة، برهنا لكل الدول المفروضة عليها عقوبات أميركية أنها تستطيع إكمال التجارة في ما بينها، لأنّ ذلك لا ينتهك أي حق دولي.

واكّد أن "السفن الإيرانية لن تعود فارغة من فنزويلا، وبما أنّها سفن نفطية، فمن المرجح أن تحمل معها النفط الفنزويلي إلى إيران، وليس صحيحاً أنّنا دفعنا ثمن النفط من الاحتياطي"، سائلا "اذا سلمنا جدلاً بأنّ فنزويلا دفعت إلى إيران ذهباً بقيمة 43 مليون دولار (سعر الشحنات الإيرانية) فأين المشكلة؟ فنزويلا تمتلك احتياطياً هائلاً من الذهب، وهي تنتج منه أطناناً كبيرة سنوياً"، ولفت الى أن "الدولار واليورو عملتان غير مدعومتين، والذهب سيكون في المستقبل عملة بديلة منهما".


وأوضح السفير أن "الشركات النفطية في الدول الحليفة لديها ما تخسره إذا ساعدت فنزويلا، إذ ستُمنع من تجارة النفط في أنحاء العالم. في حين أن فنزويلا وإيران لديهما المشاكل نفسها".

وشدد على ان "أميركا لا تجرؤ على شنّ حرب على فنزويلا، فهي لن تستطيع تحمّلها، واصفا المحاربون الأميركيون "بالجبناء" العاجزين عن الصمود في وجه إرادة المقاتلين الفنزويليين، كما أنهم لا يستطيعون تحمّل قصف القوات الفنزويلية لطائراتهم مثلاً، إذ إننا نملك نظاماً دفاعياً روسياً ومعدات عسكرية روسية كان الرئيس تشافيز قد اشتراها.

وتابع "واشنطن لم تعد تملك القدرة على اجتياح فنزويلا كما فعلت سابقاً في دولٍ كبنما ونيكاراغوا. وهي تعلم أنّ حرباً كهذه لن تدوم يوماً أو يومين فقط لقلب النظام، وستُكلّفها الكثير داخل أميركان ولو هي قادرة على اسقاط النظام واجتياح البلد عسكريا لفعلت ذالك منذ عهد الرئيس تشافيز إلى الآن".
 

النهضة نيوز