سمنة

أخبار

علماء يتهمون صناعة الأغذية غير الصحية بأنها مسؤولة عن استمرار كارثة فيروس كورونا بالمملكة المتحدة

11 حزيران 2020 14:43

جادل العديد من الخبراء و الباحثين البارزين أن صناعة الأغذية غير الصحية في المملكة المتحدة مسؤولة عن تنامي جائحة فيروس كورونا في البلاد لأنها تزيد من وزن الأشخاص و تصيبهم بالسمنة ، حيث أن هذه الفئة من

جادل العديد من الخبراء و الباحثين البارزين أن صناعة الأغذية غير الصحية في المملكة المتحدة مسؤولة عن تنامي جائحة فيروس كورونا في البلاد لأنها تزيد من وزن الأشخاص و تصيبهم بالسمنة ، حيث أن هذه الفئة من الأشخاص تعتبر الأكثر خطرا للإصابة بالفيروس من غيرهم .

فقد أظهرت الإحصائيات الأخيرة أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن يشكلون ستة من بين كل عشرة وفيات متعلقة بالإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد في بريطانيا، كما أنهم يشكلون ثمانية من بين كل عشرة حالات إصابة بالفيروس أيضا.

وبناءا على المعطيات السابقة، اتهم علماء وباحثين من جامعة كوين ماري في لندن صانعي الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية بالمسؤولية عن بتفاقم الوباء واستغلاله في الترويج لمنتجاتهم المشبعة بالسعرات الحرارية.

ففي مقال افتتاحي نشر اليوم الخميس في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، قال الباحثون أنه قد أصبح من الواضح الآن أن صناعة المواد الغذائية غير الصحية و الوجبات السريعة تتحمل اللوم عن شدة تفشي جائحة فيروس كورونا في بريطانيا و عواقبه المدمرة . علاوة على ذلك ، قالوا أن العديد من تلك الشركات قد أطلقت حملات دعائية غالبا ما استخدمت تكتيكات محجبة رقيقة مستغلة التفشي كفرصة تسويقية منذ بداية الأزمة الفيروسية .

حيث اتهموا شركة Crispy Cream"" باستغلال الجائحة الفيروسية عن طريق إرسال مليون حبة من منتجات "الدونات السكري" إلى موظفي الخدمات الصحية الوطنية في الخطوط الأمامية كجزء من حيلة تسويقية لمنتجاتها .

و قد طالب الباحثين الموقعين على الافتتاحية تلك الشركات على التوقف الفوري عن الترويج للأطعمة و المشروبات غير الصحية . مشيرين أن تحليل سجلات الخدمات الصحية الوطنية تظهر أن خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل فيروس كورونا التاجي المستجد يزيد بنسبة 44% بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ، و يكاد يتضاعف لدى أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة ، كما أ، معدلات الوفيات تزداد بنسبة 40% بين هذه الفئة من المرضى أيضا . حيث تؤدي زيادة الوزن المفرط إلى زيادة كميات أحد الانزيمات الجسمية الطبيعية التي تسمى ACE2 ، و التي يستغله الفيروس التاجي من أجل الدخول إلى الجسم و مهاجمة الخلايا .

كما ويحول فيروس كورونا أنزيمات ACE2 التي يتم إفرازها بكثرة لدى المصابين بالسمنة إلى المزيد من البوابات التي يمكن للفيروس استغلالها لدخول الجسم لأول مرة والتكاثر قبل الانتقال من الحامل الفيروسي إلى شخص آخر.

وكلما زادت كمية الفيروسيات التي يحملها الحامل في جسمه، كلما زادت شدة المرض وزادت خطورة أعراض الإصابة، مما يجعل من الصعب على جهاز المناعة البشري مقاومته.

بالإضافة إلى ذلك، يقول الباحثين أن أولئك الذين يعانون من زيادة في الوزن والسمنة لديهم سعة رئوية أقل من الأشخاص الأصحاء، مما يجعل من الصعب عليهم الحصول على الأكسجين و الدم الكافي للجسم. فعندما يصاب الشخص بفيروس كورونا، يصبح من الصعب عليه التنفس والحصول على الأكسجين الكافي لتغذية خلايا الجسم، وهو ما يكون له آثار مدمرة على أجسام وصحة الأشخاص الذين يعانون بالفعل من صعوبة التنفس بسبب إصابتهم بالسمنة المفرطة.

كما وتجدر الإشارة إلى أن الجهاز المناعي للدهون يتم تكثيفه باستمرار أثناء محاولته حماية وإصلاح الضرر الذي يسببه الالتهاب للخلايا. وهذا يعني استخدام كل طاقته لصد الالتهاب مما يترك لنظام المناعة البشرية القليل من الموارد المتبقية للدفاع ضد عدوى جديدة مثل فيروس كورونا أو عدوى فيروسية أخرى.

وقد كتب الباحثون في الافتتاحية "إن الإصابة بالسمنة هي نتيجة العيش في بيئات غذائية يصعب فيها عدم الإفراط في استهلاك السعرات الحرارية. والمثير للقلق هو أن صناعة الأغذية العالمية تنتج وتشجع على نطاق واسع تناول المشروبات الرخيصة المحلاة بالسكر والأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والسكر والدهون المشبعة ائتي توفر إحساسا خادعا وعابرا بالشبع، وهو ما يدفع الشخص إلى تناول المزيد من الطعام في فترة قصيرة، ما ينتهي به إلى زيادة وزنه وإصابته بالسمنة ".

وأضافوا " لقد أصبح الآن واضحا أن صناعة المواد الغذائية غير الصحية تتقاسم اللوم ليس فقط على التسبب بالسمنة، ولكن على استمرار تفشي وخطورة أعراض فيروس كورونا التاجي المستجد وعواقبه الوخيمة أيضا. حيث يجب على الصناعات الغذائية في جميع أنحاء العالم التوقف فورا عن الترويج لمنتجاتها غير الصحية، ويجب على الحكومات فرض إعادة صياغة وتنظيم لصناعة الأطعمة والمشروبات غير الصحية".

وأضاف الدكتور جراهام ماكجريجور، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة بارتس ومستشفى لندن "على عكس معظم عوامل الخطر الأخرى المحددة لفيروس كورونا، مثل العمر والجنس والعرق، تعد السمنة عامل خطر قابل للتعديل. ولهذا السبب، يجب على الحكومات في جميع أنحاء العالم أن تغتنم الفرصة لمساعدة الناس على تناول طعام أكثر صحة وإنفاذ المزيد من التدابير لتقييد الترويج للأغذية غير الصحية و تسويقها و الإعلان عنها و ضمان إعادة صناعتها لتحتوي على كمية أقل بكثير من الملح و السكر و الدهون المشبعة مما هي عليه الآن. فهذا سيقلل من الوفيات الناجمة عن هذه الجائحة الفيروسية الخطيرة والعديد من الأمراض المزمنة الأخرى".

يأتي ذلك بعد أن اعترف اثنان من بين كل ثلاثة بريطانيين بأنهم قد زادة وزنهم خلال فترة الإغلاق التي فرضتها جائحة فيروس كورونا لمدة شهرين، مما يجعلهم معرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا.

النهضة نيوز