طالب المبعوث الصيني في الأمم المتحدة ليلة أمس الثلاثاء الولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات أحادية الجانب المفروضة ضد سوريا على الفور. وقال المبعوث الصيني أن سنوات الحصار تسببت في مصاعب هائلة للشعب السوري، ولا سيما على النساء و الأطفال .
وأوضح تشانغ جون وهو الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة ، أن المعاناة التي سببها انخفاض قيمة الليرة السورية و ارتفاع أسعار السلع الغذائية و الأساسية أثرت بشكل كبير على المدنيين في جميع أنحاء البلاد.
و أضاف في اجتماع افتراضي لمجلس الأمن : " إننا نحث الولايات المتحدة على الاستجابة الفورية للنداء العاجل الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة و المبعوث الخاص لسوريا ، و رفع العقوبات أحادية الجانب على الفور ".
وأشار تشانغ إلى أن أكثر ما يدعو للقلق هو أن الولايات المتحدة ستفرض جولات جديدة من العقوبات على سوريا ، و أن هذه العقوبات ستؤدي حتما إلى إعاقة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لسوريا فضلا عن تدمير سبل عيش السوريين العاديين . محذرا من أن البلدان الضعيفة مثل سوريا تكافح جائحة فيروس كورونا التاجي بصعوبة ، و أن فرض المزيد من العقوبات هو ببساطة عمل غير إنساني و قد يسبب كوارث صحية إضافية .
بالإضافة إلى ذلك ، شدد تشانغ على أنه يجب على الأمم المتحدة أن تولي اهتماما أكبر للتأثير السلبي للعقوبات الأمريكية على الأوضاع الإنسانية الصعبة للشعب السوري، و أن ممثلي بعض أعضاء مجلس الأمن الذين يتحدثون عن حالة حقوق الإنسان في سوريا، وأنهم لو كانوا يهتمون بحقوق الإنسان للشعب السوري حقا ، فعليهم اتخاذ إجراءات حقيقية عبر الاستجابة للنداءات العاجلة التي وجهها الأمين العام و مبعوثه الخاص .
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن ، دق المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسن ناقوس الخطر بسبب الانهيار الدراماتيكي للأوضاع الاقتصادية في جميع أنحاء سوريا.
حيث قال جير بيدرسن : " إن الليرة السورية تفقد قيمتها بسرعة ، و قد بلغ معدل التضخم مستويات الذروة في الأشهر الستة الماضية، و الأزمة الاقتصادية تضرب كل جزء من سوريا بغض النظر عن السيطرة الإقليمية . فقبل هذا التدهور الأخير ، كان أكثر من 80 % من السوريين يعيشون تحت خط الفقر ، و قد أصبح الوضع اليوم أشد بكثير مما مضى ، و من المرجح أن تكون حدة الفقر أكثر من السابق بكثير . حيث يقدر برنامج الغذاء العالمي أن حوالي 9.3 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي ، و أن أكثر من مليوني شخص معرضين للخطر الغذائي في سوريا في الوقت الراهن ".
في حين قال تشانغ أن الأطراف المعنية تبذل جهودا كبيرة لتعزيز الاستقرار في سوريا ، وفي غضون ذلك ، ينبغي تنبيه المجتمع الدولي إلى الإرهابيين الذين يسعون إلى الاستفادة من الوضع الحالي و يجب ألا يسمحوا بحدوث ذلك . حيث شدد على أنه ينبغي لمجلس الأمن أن يولي أهمية لهذه القضية ، و أن يدعم دعوة المبعوث الخاص لبذل جهود فعالة و تعاونية و محددة لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم على وجه السرعة .
و قد اختتم تشانغ كلمته قائلا : " يجب أن يقرر السوريون مستقبل سوريا دون أي تدخل أجنبي ، فمن الأساسي احترام سيادة سوريا و سلامتها الإقليمية و الحفاظ عليها ".
النهضة نيوز - ترجمة خاصة