أخبار

عقوبات "قيصر" تدخل حيز التنفيذ: تقويض الانتصار العسكري بالمال

17 حزيران 2020 15:03

تدخل العقوبات الأمريكية الجديدة المسمات بـ قانون قيصر المفروضة على الاقتصاد السوري المتداعي حيز التنفيذ ابتداء من صباح اليوم الأربعاء الموافق 17 يونيو وذلك في محاولة لحرمان الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيديه من أي فوائد للانتصار العسكري الذي حققوه مؤخرا على الأرض المعركة ضد القوات المسلحة

تدخل العقوبات الأمريكية الجديدة المسمات بـ"قانون قيصر" المفروضة على الاقتصاد السوري المتداعي حيز التنفيذ ابتداء من صباح اليوم الأربعاء الموافق 17 يونيو، وذلك في محاولة لحرمان الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيديه من أي فوائد للانتصار العسكري الذي حققوه مؤخرا على الأرض المعركة ضد القوات المسلحة.

وتجدر الإشارة إلى أن كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يفرضون بالفعل عقوبات اقتصادية على سوريا، ولكن أحدث العقوبات المفروضة من قبل واشنطن ستمتد لتطال وتعاقب أي شخص أو مؤسسة أو شركة تتعامل مع دمشق والحكومة السورية وأياً كان مصدرها.

يمكن استخدام مشروع القانون المعروف باسم "قانون قيصر" ضد سوريا، لاستهداف الداعمين الرئيسيين للشعب السوري ورئيسه بشار الأسد، مثل كل من روسيا و إيران وحزب الله اللبناني.

لكنه سيؤثر "قانون قيصر" أيضا على الصين واللاعبين الإقليميين الآخرين مثل الأردن ولبنان والعراق ودول الخليج التي تسعى إلى المصالحة وإعادة بناء العلاقات مع سوريا بعد تسع سنوات من الحرب المدمرة.

وأبلغت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساء أمس الثلاثاء أن العقوبات تحت مسمى "قانون قيصر" تهدف حسب زعمها إلى "حرمان حكومة الأسد من العائدات والدعم الذي استخدمه لارتكاب الفظائع واسعة النطاق وانتهاكات حقوق الإنسان وتقليل احتمالات السلام بشدة".

وأضافت كيلي كرافت أنه "يجب على الرئيس السوري بشار الأسد أن ينفذ قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وعقد الانتخابات وتنفيذ الانتقال السياسي السلمي، إلى جانب العودة إلى المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بقيادة الأمم المتحدة.

كما قالت كيلي كرافت: "إن أمام نظام الأسد خيار واضح: السير على المسار السياسي الذي حدده القرار 2254، أو ترك الولايات المتحدة بدون خيار سوى بالاستمرار في حجب تمويل إعادة الإعمار و فرض العقوبات على النظام و داعميه الماليين".

والجدير بالذكر أن القانون قد تم تسميته باسم "قانون قيصر"، والذي أقرع الكونغرس الأمريكي في شهر ديسمبر الماضي، على اسم مصور عسكري سوري سابق هرب من البلاد في عام 2014 وبحوزته 55000 صورة زعم أنها تظهر الوحشية في سجون السورية منذ أن شن حملة على الاحتجاجات قبل ثلاث سنوات في حينها.

تأتي هذه التقارير في الوقت الذي استعادت فيه الحكومة السورية معظم أراضيها من مختلف الفصائل المتمردة والمتطرفة والمجموعات المسلحة، باستثناء منطقة تقع شمال غرب محافظة إدلب وبعض المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.

وبالإضافة إلى آلاف الضحايا وملايين المهجرين السوريين، كان هناك المئات من المدن والبلدات والقرى التي دمرتها الحرب المستمرة لأكثر من 10 سنوات، والاقتصاد الذي ينهار باستمرار وسط ارتفاع الأسعار وانهيار سعر صرف الليرة السورية.

يقول منتقدو العقوبات الأمريكية أنها محاولة غير مقصودة لإعاقة جهود إعادة بناء سوريا وإلحاق الأذى بالمدنيين السوريين فقط. وأنها تهدف أيضا إلى تحقيق هدف غير واقعي والمتمثل في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وأصدقاؤه الدوليين بعد أن ضمنت قواته النصر العسكري على المقاتلين من المجموعات المسلحة المختلفة بانتماءاتها وولائها الخارجي.

وبدوره قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا ليلة أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة أكدت أن الغرض من هذه الإجراءات هو الإطاحة بالسلطات الشرعية لسوريا.

ومن جانبه أيضاً قال سفير الصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، أنه في الوقت الذي تكافح فيه الدول المعرضة للخطر مثل سوريا لوباء فيروس كورونا التاجي المستجد، فإن فرض المزيد من العقوبات هو ببساطة عمل غير إنساني وقد يسبب كوارث إضافية.

كما وقال سماحة السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، أن هذه العقوبات هي سلاح أمريكا الأخير الذي تهدف إلى تجويع الشعب السوري به.

وتعهد السيد حسن نصر الله بأن حلفاء سوريا الذين وقفوا إلى جانبها سياسيا وعسكريا لن يتخلوا عنها في مواجهة هذه الحرب الاقتصادية الأمريكية ولن يسمحوا لها بالسقوط .

والجدير بالذكر أنه من المقرر أن تضرب العقوبات لبنان بشكل خاص بشدة في وقت يواجه فيه أزمات اقتصادية ومالية غير مسبوقة بالفعل، و التي أثارت أشهرا من الاحتجاجات الشعبية الغاضبة ضد ارتفاع صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية وانهيار الاقتصاد اللبناني.

النهضة نيوز