لا يستوى المحررون والمحتلون .. بوتين: انتصرنا على النازية في الحرب العالمية الثانية

أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة الاعراف بالاتحاد السوفييتي باعتباره المنتصر الأول و الأبرز على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية ، منتقدا تصرفات بولندا قبل الحرب و مدافعا عن ضم ليتوانيا و لاتفيا و إستونيا .

ونشر بوتين المقال في مجلة (الناشيونال إنتريست) ، وقد حمل عنوان: " الدروس الحقيقة في الذكرة الـ75 للحرب العالمية الثانية " وجاء نشره قبل ستة أيام من العرض العسكري الضخم التي تنوي روسيا تنفيذه في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية موسكو احتفالا بما يعرف في روسيا باسم "عيد النصر على النازية " لإحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا .

كما و يؤكد توقيت نشر هذا المقال كيف أن الحرب التي خسر فيها الاتحاد السوفيتي ما يقدر بنحو 27 مليون شخص ، تعتبر حجر الزاوية الأساسي في الهوية الوطنية لروسيا ، و كيف أن أي تساؤل حول الدور البارز للاتحاد السوفيتي في الانتصار على النازية الألمانية يمكن أن يزعج المسؤولين الروس .

و قد كتب الرئيس بوتين : " من الضروري أن ننقل ذكريات حقيقية إلى الأجيال القادمة ، فمن المهم أن يعلموا حقيقة أن النازيين قد هزموا أولا و قبل كل شيء من قبل الشعب السوفيتي . بدلا من اندفاع بعض السياسيين إلى الادعاء بأن روسيا تحاول اعادة كتابة التاريخ ".

الجدير بالذكر أنه كثيرا ما تتجه بولندا و روسيا إلى طرح قضية الطرف الملام في بدء الحرب العالمية الثانية ، و قد تناول بوتين هذه القضية في المقالة أيضا ، حيث كتب : " إن الجهة الوحيدة الملامة على المأساة و المعاناة التي عايشها الشعب البولندي تقع بالكامل على القيادة البولندية ، التي أعاقت تشكيل تحالف عسكري بين بريطانيا  وفرنسا و الاتحاد السوفييتي و اتجهت إلى الاعتماد على مساعدة شركائها الغربيين ، ملقية بشعبها تحت عجلات آلة الدمار البخارية الخاصة بهتلر "

بالإضافة إلى ذلك ، كرر بوتين القول بأن الاتحاد السوفيتي قد اضطر للتوقيع على اتفاقية عدم الاعتداء مع ألمانيا قبيل اندلاع الحرب ، فيما عرف باسم اتفاقية " مولوتوف-ريبنتروب" ، و ذلك بعد بدأت العديد من الدول الغربية بتشكيل تحالفات عسكرية خاصة بها ؛ حيث بذل الاتحاد السوفييتي قصارى جهده لاستغلال كل فرصة لإنشاء تحالف مناهض لهتلر .

بالإضافة إلى ما سبق ، دافع السيد بوتين عن ضم دول البلطيق إلى الاتحاد السوفيتي في زمن الحرب ، حيث كتب : " لقد تم ضم تلك الدول إلى الاتحاد السوفيتي على أساس تعاقدي و بموافقة السلطات المنتخبة لتلك البلاد في ذلك الوقت . و قد كان ذلك يتماشى مع القانون الدولي و قوانين تلك الدول في ذلك الوقت أيضا . كما و حافظت دول البلطيق تلك على هيئاتها الحكومية و لغاتها الخاصة بها و كان لها تمثيل أساسي في هياكل الدولة العليا للاتحاد السوفيتي أيضا ، و لهذا ، فأنا أعتقد أنه من غير المقبول أن يتم وصفنا بالمحتلين ، فالمحررين و المحتلين لا يتساوون ! ".

و قد ختم الرئيس الروسي تعليقاته بالقول : " إن الدرس الأساسي للحرب هو ضرورة و أهمية الدبلوماسية الدولية الواسعة ". كما و أعرب عن أمله في أن تعقد قريبا قمة اقترحها قادة الدول التي تملك حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الأمن العالمي و العواقب الاقتصادية لوباء الفيروس التاجي و قضايا أخرى .

و قال : " لا يمكن أن يكون هناك شك في أن قمة روسيا و الصين و فرنسا و الولايات المتحدة و المملكة المتحدة يمكن أن تلعب دورا مهما في إيجاد إجابات مشتركة للتحديات الحديثة ".