الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أخبار

صحيفة: أردوغان يحاول التسلل إلى المشهد اللبناني من بوابة الفوضى

21 حزيران 2020 10:50

تشكل الأوضاع الراهنة التي تعيشها الجمهورية اللبنانية عامل قلق لعدد من الأطراف، وفرصة أيضاً لتحقيق مطامع بعض الجهات الإقليمية، إذ أنه ونتيجة للانهيار الاقتصادي الأخير و الانهيار السريع لليرة اللبنانية

تشكل الأوضاع الراهنة التي تعيشها الجمهورية اللبنانية عامل قلق لعدد من الأطراف، وفرصة أيضاً لتحقيق مطامع بعض الجهات الإقليمية، إذ أنه ونتيجة للانهيار الاقتصادي الأخير و الانهيار السريع لليرة اللبنانية ،  تتحسس بعض الدول جالياتها في البلاد.

وقد سلط موقع آرمني الضوء على أوضاع الجالية الأرمنية في البلاد، وقالت صحيفة " ماسيس بوست" أن الأرمن اللبنانيين ليسوا محصنين مما يحدث حولهم، حيث تؤثر الأزمة الاقتصادية على جميع السكان بلا استثناء ، و تبذل المنظمات الأرمينية قصارى جهدها لمساعدة الشرائح الفقيرة من الجالية ، كما أن الوضع مريع بالنسبة للمؤسسات التعليمية الأرمنية و غيرها أيضا .

ووفقاً للصحيفة، فإنه إلى جانب كل هذه المخاوف ، أصبحت الجالية الأرمنية تواجه بشكل مفاجئ ظاهرة جديدة ظهرت الأسبوع الماضي ، حيث تم نشر خطاب كراهية معادي للأرمن عبر الإنترنت ، و قد كان الشخص الذي نشر الخطاب يمثل منظمة مؤيدة لتركيا و يبرر  بغضب الإبادة الجماعية للأرمن بأكثر التعبيرات المبتذلة الممكنة ، حيث تبع ذلك مظاهرة داخل البلاد بالأعلام التركية و شعارات معادية للأرمن .

وتشير الصحيفة إلى أن لدى قيادة الجالية الأرمنية شكوك في أن السفارة التركية في بيروت تقف وراء هذه الإجراءات، بهدف جذب الأرمن إلى الصراعات الطائفية في لبنان ، و هو أمر تحاول الجالية الأرمينية تجنبه منذ بداية الحرب الأهلية اللبنانية الأولية التي اندلعت في سبعينيات القرن الماضي .

وترى الصحيفة الأرمنية أن عقيدة السياسة الخارجية الحالية للحكومة التركية تقوم على توسيع نطاق نفوذها في جميع أنحاء العالم العربي ، و قد بدأ ينجح الرئيس أردوغان في تنفيذ هذه السياسة ، خاصة في الأماكن التي تعاني من عدم استقرار داخلي و حروب أهلية .

كما و يشارك الجيش التركي حاليا في الصراعات الداخلية في كل من سوريا و ليبيا و العراق ، حيث يشارك بنشاط في العمليات العسكرية بشكل مباشر أو من خلال وكلاء و ميليشيات متطرفة تابعة له أو مدعومة من الدولة التركية .

وترى الصحيفة أنه  وبسبب حالة عدم الاستقرار في لبنان، فإن  تركيا تسعى إلى زيادة تفاقم الوضع الداخلي فيه لإيجاد طريقة للتدخل في الشؤون الداخلية لبلد عربي آخر تنفيذا لطموحات أردوغان الخاصة .

تقول الصحيفة أيضاً أنه "قبل بضعة أيام ، نشر بيان رسمي في أنقرة ، و الذي أشار إلى أن الرئيس التركي قد عقد اجتماعا خاصا مدته خمس ساعات مع مستشاريه لمناقشة سبل مواجهة اعتراف الأرمن بالإبادة الجماعية و الحملة ضد الجالية الأرمينية . و هذا يؤكد أن تركيا تشعر بقلق عميق إزاء إخفاقاتها على الجبهة الأرمينية و تعتبر لبنان أحد "ساحات المعارك" التي يجب خوض الحملة فيه ضد الأرمن".

و في الوقت نفسه ، كان من الجدير بالذكر أن الإعلان الذي أصدره وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان .  قد أكد أن أرمينيا لا يمكنها أن تظل غير مبالية بالصعوبات التي يواجهها الأرمن اللبنانيون ، و أنها على اتصال دائم بالمنظمات المجتمعية هناك .

توضح هذه التطورات الأخيرة أن خريطة الصراع الاستراتيجي بين أرمينيا و تركيا قد توسعت إلى حد كبير ، بداية من القوقاز و وصولا إلى الشتات ، حيث تواصل الجالية اللبنانية الأرمنية لعب دور مهم في هذا الصراع ، و لهذا السبب يتم استهدافها من قبل حكومة أردوغان على نطاق واسع .

النهضة نيوز - ترجمة خاصة