الجيش الصيني

الرصد العسكري

تمتلكان قوة مرعبة .. هل فكرتم بما سيكون عليه الحال إذا اشتعلت الحرب بين الصين وأمريكا؟

29 حزيران 2020 21:33

اعتاد العالم خلال السنوات الماضية على مناقشة العداء التقليدي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، باعتباره عداءٌ قابل للتحول إلى حرب في ظل التصعيد المتواصل، وربما فكر البعض في أن حرب نووية ستطرق أ


اعتاد العالم خلال السنوات الماضية على مناقشة العداء التقليدي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، باعتباره عداءٌ قابل للتحول إلى حرب في ظل التصعيد المتواصل، وربما فكر البعض في أن حرب نووية ستطرق أبواب العالم يوماً بين روسيا والولايات المتحدة.

لكن التطورات الأخيرة التي شهدها العالم منذ تفشت جائحة كورنا، دفعت بالكثير للتفكير لأول مرة عن شكل الحرب التي قد تندلع بين الصين وأمريكا، هذه الفرضية تدفعنا لأول مرة إلى التفكير في مقدرا القوة التي تمتلكها كل طرف من الأطراف.

 

الصين، تمثل ثالث أقوى قوة عسكرية في العالم بعد روسيا والولايات المتحدة، وتمثل الأخيرة الأولى عالمياً، الطرفان المتنافسان يمتلكان نحو ألف سفينة ومدمرة حربية في البحار والمحيطات، و100 غواصة في الأعماق، و16 ألف طائرة في السماء.

إضافة إلى كل ذلك، تبلغ مجموع الدبابات التي يمتلكها الجيشان 10 آلاف دبابة وقرابة 70 ألف مجنزرة مدرعة، وما يفوق عن 6 آلاف مروحية، و22 حاملة طائرات.

وزير الخارجية الأميركي يحذر الصين من استكمال أحلامها "الامبراطورية" البحرية

وتشير مصادر عسكرية إلى أن كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، تنفقان قرابة 980 مليار دولار سنوياً على تطوير وصناعة السلاح، وأيضاً، تمتلك تلك الدولتين جيوشاً مليونية يصل تعدادها إلى 3.5 ملايين جندي.



وأمام كل ما سبق، يشير مراقبون إلى أن الميدان الذي يشهد أكبر توتر عسكري بين البلدين هو المحيط الهادئ، وآخر تلك التوترات ما ذكرته صحيفة صينية تدعى " "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" ، إذ ذكرت مؤخراً أن الجيش الصيني رصد مجموعة من الطائرات التابعة للجيش الأمريكي، كانت تحلق فوق قناة باشي التي تقع بين الفلبين وتايوان، وأوضحت أن تلك الطائرات كانت في مهمة البحث عن الغواصات الصينية في المحيط.

وأمام فرضية حرب المحيط الهادئ، أقرت صحف أمريكية بأن الغلبة هناك ستكون من نصيب الجيش الصيني، الذي يمتلك حيوية وقدرة سريعة على تعويض خسائره.

وقد قالت صحيفة "ناشيونال إنترست" أن قدرات الأسطول الصيني في المحيط الهادئ تفوق الأمريكي.

وأضافت: "إذا امتد أمد الحرب ستكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الطرف الخاسر لأنها لن تستطيع منافسة الصين في تعويض ما تخسره من سفن حربية أثناء القتال".

 

 

القوة البشرية .. الأرقام تتحدث

تشير المقاربات الرقمية بين الجيشين الصيني والأمريكي، إلى تفوق الأمريكي عددياً على نظيره الصيني، حيث تحتل القوات المقاتلة الأمريكية المرتبة الأولى بين 138 جيشاً عالمياً، والصين المرتبة الثالثة.

لكن الفارق بين الدولتين، يتمثل في الخزان البشري الذي تمتلكه كلا الدولتين، حيث يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية 329 مليون نسمة، من بينهم 144 نسمة قادرون على العمل.

فيما وصل عدد سكان الصين، إلى 1.4 مليار نسمة، يمتلك 752 مليون نسمة منهم القدرة على العمل ويصلح 621 شخص منهم للعمل العسكري، والفارق في الطاقة البشرية بين الدولتين كبير جداً.


وفيما يتعلق بما يمتلكه الجيشان من قوة عاملة، يبدو الفارق بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية مدهشاً، فبينما تمتلك الولايات المتحدة 1.4 مليون و860 ألف جندي في قوة الاحتياط،  تمتلك الصين 2.1 مليون و510 آلاف جندي في القوة ذاتها.

وعلى صعيد الموازنات، تتفوق الصين على الولايات المتحدة الأمريكية في مقدار الانفاق والاحتياطي من العملة الصعبة أيضاً، حيث يعمل الجيش الصيني بموازنة تتجاوز 237 مليار دولار، ويمتلك احتياطي عملة يتجاوز الـ 3.2 تريليون دولار، في مقابل 750 مليار دولار هي موازنة الجيش الأمريكي، مع فارق واضح في احتياطي العملة الصعبة لصالح الصين، حيث تمتلك أمريكا 123.3 مليار دولار.

الحرب الباردة مع الولايات المتحدة على الأبواب .. والصين تقلل نفقاتها الدفاعية

 لكن الميزان العسكري يميل إلى جهة الولايات المتحدة الأمريكية لجهة القدرة الجوية، ففي حين يمتلك الجيش الصيني 3210 طائرة حربية، تمتلك الولايات المتحدة 13 ألف طائرة.

 

 

في البر .. الأرقام مرعبة

تبدو القوة البرية لكلا البلدين مرعبة، الجيش الصيني يمتلك 46.550 ألف قطعة عسكرية برية، من بينها 3500 دبابة، و 3600 مدفع، و33 ألف عربة برية مدرعة، إضافة إلى 2650 راجمة صواريخ برية، و 3800 مدفع ذاتي الحركة.

 



أما القوة البرية للجيش الأمريكي فتتألف من 50ألف و 600 قطعة برية، وتتوزع على هيئة 6200 دبابة، وقرابة 29 ألف عربة برية مدرعة، إضافة إلى 1400 مدفع ذاتي الحركة، و 2700 مدفع ميداني، إضافة إلى 1300 راجمة صاروخية.

 

وفيما يتعلق بالبحر، فإن الأسطول الصيني يتفوق على نظيره الأمريكي بمجموع القطع، حيث يمتلك الجيش الصيني 777 قطعة، مقابل 490 سفينة للجيش الأمريكي.

لكن الفارق بين الجيشين يظهر على صعيد، الكيف وليس الكم، ففي حين تمتلك الصين حاملتي طائرات،  تمتلك أمريكا 20 حاملة.

وتضم قوة الجيش الصيني 74 غواصة، و36 مدمرة، وعشرات الفرقاطات و 220 سفينة دورية، و29 كاسحة ألغام بحرية.

 


أما الأسطول البحري التابع للولايات المتحدة الأمريكية فيتألف إلى جانب حاملات الطائرات العملاقة، من عشرات الغواصات التي تتجاوز 66 و 91 مدمرة، وبضعة سفن دورية، ولا يمتلك فرقاطات.

 

وأمام المعطيات آنفة الذكر، لا يمكن الجزم نظريا بتفوق أيٍ من الدولتين العظيمتين على الأخرى، حيث القوة متوازية في كثير من المفاصل، علماً بأن المقارنة العسكرية بين القوتين استثنت السلاح النووي الذي لا يستحضر استخدامه في المعارك التكتيكية، ويفرض دخوله للمعركة حسابات مخالفة لكل ما سبق.

النهضة نيوز - بيروت