توصلت دراسة أمريكية جديدة إلى أن تناول نظام غذائي غني بالسكر يمكن أن يؤدي إلى تراكم المزيد من الدهون حول الأعضاء الداخلية مثل القلب والمعدة، مما قد يكون ضارا بالصحة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة مستقبلا.
أجريت الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون في كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا والمركز الطبي بجامعة فاندربيلت على 3070 مشاركاً صحياً تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً، والذين تم قياس ما يتناولونه من الطعام والشراب ثلاث مرات على مدى 20 عام، وذلك بهدف تقييم مدى تناولهم للمشروبات المحلاة بالسكر، مثل المشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة ومشروبات الطاقة، والأطعمة التي تحتوي على السكر المضاف كالأطعمة المصنعة.
وبعد متابعة استمرت 25 عاماً، خضع جميع المشاركين إلى أشعة مقطعية لقياس حجم تراكم الدهون في البطن وحول عضلة القلب. حيث أظهرت النتائج التي نشرت أمس في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية، وهي مجلة تابعة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)، أن المشاركين الذين تناولوا كميات أكبر من المشروبات المحلاة بالسكر أو أضاف السكر في طعامهم كان لديهم تراكم أكبر من الدهون حول أعضائهم الداخلية.
كما ويوضح الدكتور سو يون يي، وهو أحد المشاركين في تأليف الدراسة: "عندما نستهلك كمية كبيرة من السكر، يتم تحويل الفائض إلى دهون وتخزينها. فهذا النسيج الدهني الموجود حول عضلة القلب وفي البطن يطلق مواد كيميائية داخل الجسم يمكن أن تكون ضارة بالصحة بشكل كبير، ونتائجنا في الدراسة الحالية تدعم الحد من تناول السكريات والأطعمة التي يضاف إليها السكر".
وأضافت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة لين ستيفين: "تقدم نتائجنا المزيد من الأدلة على أن استهلاك الكثير من السكر المضاف والمشروبات السكرية يرتبط بزيادة سماكة الأنسجة الدهنية، ونحن نعلم أن رواسب الدهون مرتبطة بمخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والشرايين".
وللحد من هذه المخاطر، تنصح الدكتورة ستيفين بمحاولة تقليل كمية السكر التي نتناولها كل يوم. وأضافت: "اشربوا الماء بدلا من المشروبات السكرية، وقوموا باختيار وجبات خفيفة صحية بدلاً من تناول الأطعمة الغنية بالسكر مثل الكعك المحلى".
كما ويشير الباحثون إلى أن السكر الزائد في النظام الغذائي يمثل مشكلة عالمية بالفعل، حيث أن الدول الست التي حققت أعلى مبيعات من المشروبات السكرية للفرد الواحد بشكل شهري هي تشيلي والمكسيك والأرجنتين والبيرو والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، مع توقع ارتفاع مستويات استهلاك السكر في آسيا وأفريقيا وروسيا عما قريب.
النهضة نيوز