اللاجئون السوريون الأفضل حالا في لبنان يعتاشون على ٦٠ $ شهريا

أخبار لبنان

اللاجئون السوريون الأفضل حالا في لبنان يعتاشون على ٦٠ $ شهريا

1 تموز 2020 19:22

أصبح محمد أستاذ الاقتصاد السوري الذي تحول إلى لاجئ في لبنان، لا يندهش عندما يهتز هاتفه برسالة حول تحديث بانخفاض قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار، حيث قال وهو يهز رأسه: " رائع، أصبح راتب الآن يساوي 60 دولار".

أصبح محمد أستاذ الاقتصاد السوري الذي تحول إلى لاجئ في لبنان، لا يندهش عندما يهتز هاتفه برسالة حول تحديث بانخفاض قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار، حيث قال وهو يهز رأسه: " رائع، أصبح راتب الآن يساوي 60 دولار".

حيث فقدت الليرة اللبنانية خلال الأسبوع الماضي وحده أكثر من 40 % من قيمتها، فيما يراقب الملايين من الناس مدخراتهم وتتقلص رواتبهم بعد أن وصل التضخم في أسعار المواد الغذائية إلى ما يقرب من 200% .

والأستاذ السوري الذي نقل تقرير نشرته صحيفة "التليغراف البريطانية" قصته، وترجمته "النهضة نيوز" وقف في سوق مخيم شاتيلا للاجئين في بيروت، محاولا حساب كمية الطعام التي يستطيع توفيرها لنفسه وزوجته وطفليه، وقد قرر شراء البطاطا لتناول العشاء في نهاية المطاف، حيث يقول: "ثلاث حبات بطاطا مقطعة، مع نصف قرن فلفل أحمر وبعض الخيار، يجب أن يكون كافيا لعشاء خاص بأربعة أشخاص".

وأضاف: "قبل أزمة الدولار، كان راتبي الشهري كمساعد محاسبي مستقل يكفي لمدة 15-20 يوما ،أما الآن، فهو بالكاد يكفيني لمدة خمسة أيام فقط، وأنا أعتقد أنهم سيجعلوننا جميعا نترك وظائفنا في نهاية شهر يوليو على الأرجح، فعائلتي قد وصلت إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الذي يمكن الاعتماد عليه ، فقد أصبحنا نقترض من السوق لتناول الطعام بقية الشهر".

بعد أن أصابت البلاد أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ الحديث، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 80 % من قيمتها منذ شهر أكتوبر الماضي، وذلك بعد أن بدأت الاحتجاجات الوطنية لمكافحة الفساد في البلاد، وعلى الرغم من ربط عملتها بالعقود مقابل 1500 ليرة لبنانية للدولار الأمريكي الواحد، إلا أن الناس يستخدمون قيمة السوق السوداء المرتفعة لليرة اللبنانية مقابل الدولار للحصول على فرقية كبيرة على سعر صرف الدولار على نطاق واسع في البلاد.

ووفقا لتقرير حديث صدر عن الأمم المتحدة نهاية شهر أبريل الماضي، كان أكثر من نصف سكان البلاد يكافحون من أجل شراء المنتجات الغذائية الأساسية وسط ارتفاع أسعارها بنسبة وصلت إلى نحو 56 % منذ شهر أكتوبر، كما وتشير النتائج الأولية إلى أنها ارتفعت بين منتصف شهري مارس و مايو بنسبة 50 % أيضاً.

وبالإضافة إلى الأزمة المالية، يعاني لبنان من تفشي فيروس كورونا الذي بدأ يتسارع مؤخرا و ارتفاع البطالة وانخفاض قيمة الأجور المستمر مقابل الارتفاع غير المنطقي للأسعار. كما ويستضيف لبنان حوالي 1.5 مليون لاجئ، مما يجعله البلد الأكثر نصيبا من اللاجئين في العالم.

ولكن تجدر الإشارة إلى أن اللاجئين وغيرهم من الأشخاص الضعفاء والفقراء نسبيا لم يعودوا الوحيدين الذين يشعرون بالقلق بشأن قدرتهم على إطعام عائلتهم، حيث استمر الاضطراب الاقتصادي في البلاد في الخروج عن السيطرة والازدياد سوءا مما أثر على غالبية قطاعات المجتمع اللبناني بلا استثناء.

وهنا يقول البروفيسور مارتن كيولرتس، الأستاذ المساعد في برنامج الأمن الغذائي في الجامعة الأمريكية في بيروت: "من خلال الاعتماد على المساعدة التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي، كان بإمكان اللاجئين تحمل نفقات بعض الطعام في الماضي، فقد كانوا قادرين على استهلاك والحصول على بعض اللبنة والعدس وما إلى ذلك من الطعام البسيط، ولكن نادرا ما كان يمكنهم الحصول على الخضار والفواكه، في حين كان الحصول على اللحم أمرا صعبا للغاية وشبه مستحيلا. ولكن ما يثير القلق الآن هو أن غالبية الشعب اللبناني يسيرون على مسار مشابه".

وعندما سؤل البروفيسور كيولرتس أنه هل يصاب لبنان بالمجاعة التي أصيب بها ما بين عامي 1915-1918 من جديد، والذي خسر فيها نحو نصف سكانه؟، أجاب البروفيسور: "بالتأكيد".

وأضاف: "بحلول نهاية العام الجاري، سنشهد أن 75 % من السكان سيحصلون على معونات غذائية ، ولكن السؤال هو ما إذا كان سيكون هناك طعام متوفر لتوزيعه في الأساس. فمن المؤكد أننا سنشهد في الأشهر القليلة الجديدة سيناريو خطير للغاية حيث سيتضور فيه الناس جوعا و يموتون من الجوع وآثاره الصحية والاضطرابات المصاحبة له ".

بالإضافة إلى ذلك، أوضح الدكتور كيولرتس أن احتمال انتشار المجاعة على نطاق واسع في لبنان يثير مخاوف متزايدة بشأن الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد، حيث أنه لمن المرجح أن يموت الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة وسط تدني القدرات الصحية في البلاد .

ووفقا لمسح نشره برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة خلال الأسبوع الماضي، فقد خسر نحو ثلاثة من أصل أربعة سوريين في لبنان وظائفهم أو أنهم يعيشون دون مصدر للرزق.

ومن جانبه قال عبد الله الوردات، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان، لصحيفة التلغراف: "إن برنامج الأغذية العالمي يقدر الآن أن 83 % من 1.5 مليون سوري يعيشون في لبنان بأقل من 2.90 دولار في اليوم، وهو الحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة ما دون خط الفقر".

بالنسبة لمحمد، الذي يعتبر نفسه لاجئاً محظوظاً كونه ما زال محتفظا بعمله، فبعد أن يقوم بدفع الإيجار، يتبقى لديه ما يعادل 66 دولارا لإنفاقها على شراء الطعام لعائلته.

وفي السابق، كانت تكلفة شراء الحليب لأطفاله تبلغ 18 دولارا قبل بدء أزمة الدولار، أما الآن وحتى بعد اختيار حليب أقل جودة، فإن أرخص حليب يمكن شراءه في الأسواق يبلغ 33 دولارا، بينما يبلغ ثمن كيس الأرز 10 دولارات، وكيس السكر 8 دولارات. وبحسب محمد، فإن المنتجات الغذائية الأساسية التي كان يمكن أن توفرها له 66 دولارا في السابق يمكن أن تكفيه لمدة عشرة أيام، قد أصبحت الآن بالكاد تكفيه لمدة يومين فقط.

النهضة نيوز