تقنية جديدة لجراحة سرطان الثدي دون الإضرار بالأنسجة الصحية

علوم

تقنية جديدة لجراحة سرطان الثدي دون الإضرار بالأنسجة الصحية

7 تموز 2020 11:35

يزيد مدى راحة ورضى مريضات سرطان الثدي المتقدمات للحصول على الجراحة الاعتيادية لاستئصال الورم السرطاني عما قريب، وذلك عبر استخدام "بذور" مغناطيسية يمكن زرعها في منطقة الإبط.

يزيد مدى راحة ورضى مريضات سرطان الثدي المتقدمات للحصول على الجراحة الاعتيادية لاستئصال الورم السرطاني عما قريب، وذلك عبر استخدام "بذور" مغناطيسية يمكن زرعها في منطقة الإبط.

ويقل حجم هذا الجهاز الجديد الرائد عن حجم حبة الأرز، وسيساعد الجراحين على اكتشاف الأنسجة السرطانية للتمكن من إزالتها دون الإضرار بالأنسجة الصحية المحيطة بها.

وفي الوقت الحاضر، تجري بعض النساء عملية لإزالة جميع الغدد اللمفاوية تحت أذرعهن، حيث يمكن أن تكون هذه المنطقة الأولى التي تنتشر فيها الخلايا السرطانية، ولكن هذا يمكن أن يكون له تداعيات صحية مستقبلية لا رجعة فيها.

بالإضافة إلى ذلك، تعد الغدد الليمفاوية أو العقد الليمفاوية جزءا حيويا وأساسياً من الجهاز اللمفاوي في الجسم، الذي يساعده على مقاومة الأمراض المعدية، حيث يؤدي إزالتها إلى تعطيل الدورة الدموية من وإلى الذراعين، ويمكن أن تترك المريضات تشعر بالألم المزمن والتورم الذي يعرف بشكل واسع النطاق باسم "الوذمة اللمفية".

وتعمل هذه الآلية الجديدة المسماة "Magseed" (البذور المغناطيسية)، كمؤشرات تسمح للجراحين بوضع علامة على العقد السرطانية وإزالتها فقط، مما يجنبهم إزالة العقد والأنسجة السليمة المحيطة بها.

وعندما يتم تشخيص النساء بسرطان الثدي لأول مرة، يخضعن لسلسلة من الاختبارات المتلاحقة والهامة، حيث يتم إجراء مسح الأشعة السينية لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية في منطقة الإبط أم لا، وهو ما يحدث في نصف الحالات تقريباً.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر العقد اللمفاوية المتضخمة علامة على الإصابة بالسرطان أيضاً، حيث قد يقوم الجراحون بإجراء جراحي بسيط يسمى الخزعة، والذي يتضمن أخذ قطعة صغيرة من الأنسجة من العقد الليمفاوية التي تعاني من تورم واختبارها.

تاريخياً، خضعت مريضات سرطان الثدي اللواتي يعانين من الغدد الليمفاوية السرطانية لعملية جراحية لإزالة المرض، والتي دائما ما كان يتبعها العلاج الكيميائي وتناول الأدوية و لعقاقير الطبية للسيطرة على أي انتشار مستقبلي ممكن للخلايا السرطانية وقمعها.

أما الآن، فقد أصبح العديد من المرضى يتلقون العلاج الكيميائي والأدوية أولاً، مما يجعل الأورام أصغر ويؤجلون القيام بالعمليات الجراحية لإزالة الأورام بشكل مباشر وبطريقة أدق، حيث أن العلاج الكيميائي يقلل من حجم الغدد الليمفاوية السرطانية بشكل ملحوظ.

ويقول الدكتور بيتر باري، استشاري جراحات الثدي والخبير في عميات جراحة رأب الثدي في مستشفى رويال مارسدن في لندن: "إن قيام الجراحين بإزالة كميات غير ضرورية من الأنسجة السليمة يكون بغرض التأكد من أنهم قد أزالوا السرطان تماماً. ولكن الآن، بسبب أجهزة البذور المغناطيسية الجديدة المضلعة هذه، فإنها يمكن أن تحصر مكان العقد اللمفاوية السرطانية في مكانها طوال فترة العلاج الكيميائي للمريضة، مما يمكننا من إزالة الورم السرطاني بشكل أفضل وأكثر دقة في المستقبل".

• كيف تتم هذه العملية ؟

قبل بضعة أسابيع من العلاج الكيميائي، يتم زرع هذه القطع المغناطيسية الدقيقة في العقد الليمفاوية عبر سلسلة من الحقن في منطقة الإبط، وتستغرق العملية أقل من خمس دقائق تحت التخدير الموضعي، حيث يستخدم الجراحون الأشعة فوق الصوتية لتحريكها. تخضع المريضة لجراحة إزالة السرطان بعد ستة أشهر، بعد انتهاء الدورة الأولى من العلاج الكيميائي.

في صباح العملية الجراحية، يتم إجراء اختبار بالأشعة السينية المتخصصة، والتي تعرف باسم الأشعة المقطعية لإظهار موضع الغدد. ثم يتم نقل المريضة إلى غرفة العمليات، حيث يتم استخدام عصا مغناطيسية، تسمى "Sentimag" لتحديد موقع البذور المغناطيسية، مما يساعد الجراح على تحديد العقد الليمفاوية التي تم وضع علامة عليها سابقا لإزالتها، تاركة وراءها أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة.

النهضة نيوز