قاسم سليماني

أخبار

قاسم سليماني في أروقة الأمم المتحدة .. البنتاغون يعلق و"إسرائيل" : لا نتائج عملية لذلك

7 تموز 2020 18:27

دخلت قضية اغتيال القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أروقة الأمم المتحدة، إذ انتقدت المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا في المفوضية السامية لحقوق ال

دخلت قضية اغتيال القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أروقة الأمم المتحدة، إذ
انتقدت المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، الولايات المتحدة الأمريكية بسبب إقدامها على اغتيال الجنرال الإيراني البارز و قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في وقت سابق بداية هذا العام.   

فيما رد البنتاغون الأمريكي على انتقاد الأمم المتحدة، وشدد على أن اغتيال سليماني ساهم في "استقرار المنطقة" واتهم الجنرال الإيراني بأنه كان يخطط لتنفيذ عمليات "إرهابية خطيرة" ضد المصالح الأمريكية.

صحيفة "ذا جيروزاليم بوست الإسرائيلية" سلطت الضوء على الحدث، وقالت في تقرير ترجمته "النهضة نيوز" أن تحقيق الأمم المتحدة السريع نسبيا سيلقي بظلال من الشك حول ما إذا كانت عملية اغتيال قائد فيلق القدس قانونية في الأساس أم لا.

وانتقدت أنييس كالامار وهي المفوضة السامية لحقوق الانسان، الولايات المتحدة الأمريكية لانتهاكها ميثاق الأمم المتحدة، و دعت إلى مساءلتها على عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني باستخدام طائرات مسيرة دون طيار، و أضافت : " إن العالم يمر في وقت حرج للغاية ، و استخدام الطائرات المسيرة لشن عمليات الاغتيال تعتبر نقطة تحول هامة " .

و على الرغم من أنه يبدو الأمر غريبا بعض الشيء للتفريق بين عمليات الاغتيال باستخدام صاروخ من طائرة مسيرة أو طائرة مروحية أو حتى رصاصة قناص ، إلا أن التقرير وفق الصحيفة العبرية،  مصمم إلى حد كبير لمحاولة تشجيع فرض المزيد من الضغط الدولي على صانعي الطائرات المسيرة المسلحة، و خاصة الشركات الرئيسية الواقعة في كل من تركيا و الصين ، و لكن من غير المحتمل أن تنتقد الأمم المتحدة تلك الدولتين على أي حال . و هذا يجعل من غير الواضح ما إذا كانت النتائج التي توصلت إليها الأمم المتحدة موجهة في المقام الأول إلى الولايات المتحدة ، و ليس إلى المطالبة بمسائلة البلدان الأخرى التي تنفذ هجمات مماثلة.

تقول الصحيفة إنه "على سبيل المثال ، نفذت إيران هجمات صاروخية ضد المنشقين الأكراد في السابق، و "زعم" أن حزب الله االمدعوم إيرانيا قد قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق "رفيق الحريري" باستخدام طائرة مسيرة ، و أن تركيا تستخدم نفس الأسلوب و الطريقة لقتل المسلحين الأكراد أيضا .  كما و اتهم الجيش العربي السوري باستخدام سلاح المدفعية لقتل الصحفية ماري كولفين، مما يترك العديد من التساؤلات حول ما إذا كان تقرير الأمم المتحدة و تحقيقها الجديد سينتقد بالفعل الدول الأخرى التي تستخدم طائرات مسيرة أو تشن هجمات تعسفية و اغتيالات مماثلة أم لا.

تتابع "جيروزاليم بوست"  إن: "التقرير الذي انتقد الضربة الأمريكية التي استهدفت موكب سيارات سليماني و زعيم كتائب حزب الله العراقية أبو مهدي المهندس ليلة الثالث من يناير ،  بررته واشنطن بأن سليماني كان قد وصل إلى بغداد لتنسيق شن عمليات و هجمات صاروخية على القوات الأمريكية المتمركزة في العراق . خاصة و أن كتائب حزب الله العراقية ، و هي تنظيم مسلح مدعوم إيرانيا ، عشرات الهجمات الصاروخية على القوات الأمريكية و قتلت متعاقدا أمريكيا بالقرب من كركوك في شهر ديسمبر من العام الماضي".

بالإضافة إلى ذلك ، وصفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني بأنه جماعة إرهابية عام 2019، و هذا يعني منطقيا أن الولايات المتحدة يمكن أن تبرر استخدام القوة المفرطة ضد الحرس الثوري بنفس الطريقة التي تبرر بها هجماتها و ضرباتها العسكرية ضد تنظيم القاعدة أو داعش . كما و بررت دول أخرى مثل تركيا ، استخدامها للطائرات المسيرة لتنفيذ ضربات و غارات جوية مفاجئة من خلال تصنيف العديد من الجماعات الكردية المختلفة على أنها تنظيمات إرهابية دون الحاجة إلى إثبات وجود تهديد وشيك عليها منها .

و قد أكدت كالامار في تقريرها ، أن الضرب الأمريكية التي أدت لمقتل قاسم سليماني جاءت في ظل غياب أي تهديد وشيك حقيقي لحياة أي عنصر من عناصر الجيش الأمريكي في العراق ، مما يجعلها عملية اغتيال غير قانونية . مما يجعل العديد من الاستهدافات و الضربات الأخرى ذات الطابع المماثل في جميع أنحاء الشرق الأوسط و البلدان الأخرى غير قانونية أيضا .

و في حالات أخرى قامت فيها الدول بضربات كانت ضد مجموعات توصف بأنها إرهابية و ليست "جهة فاعلة حكومية" في بلد ثالث ، كما كان سليماني الذي يعمل بشكل رسمي في الجيش و الحكومة الإيرانية ، ما يجعل الأمر معضلة قانونية أيضا .

فالسؤال الذي يمكن أن يطرح الآن للدول التي تستخدم الطائرات المسيرة و تجري عمليات اغتيال مستهدفة بشكل دوري ، هو ما إذا كان يجب تنفيذ مثل هذه العمليات في الصومال أو سوريا أو الدول المطلة على الساحل الإفريقي أو إيران أو العراق أو أفغانستان أو دول أخرى ، و كيف يمكن تطبيق هذا التقرير الجديد ؟

تستشهد الصحيفة الإسرائيلية أيضاً بما أسمته "تصفية إيران للمعارضين لها في فرنسا" وأيضاً قتل معارض شيشاني في النمسا هذا الأسبوع ، و قامت فرنسا بإعدام زعيم القاعدة في مالي خلال الشهر الماضي ، و زعم أن الولايات المتحدة قد قامت باغتيال أعضاء من جماعة حراس الدين القريبة من القاعدة في محافظة إدلب بسوريا الأسبوع الماضي ، كما و تم قتل نجل أسامة بن لادن في سبتمبر من العام الماضي ، و تم اغتيال الصحفي العراقي هشام الهاشمي في بغداد ليلة أمس 6 يوليو أيضا .

في ظل جميع ما سبق ، يبدو أن كل يوم يتم فيه اغتيال الناس و قتلهم بمختلف أشكال الاغتيالات خارج نطاق القضاء و القانون ، و التي تحدث معظمها في الظل و لا تخضع الدول أو الجهات التي تقف ورائها للمسائلة على الإطلاق . و ذلك لأن العالم قد أصبح اليوم غير مقيد بنفس مفاهيم النظام الدولي الذي دعمه في التسعينيات .

و الجدير بالذكر أن تركيز الأمم المتحدة على اغتيال قاسم سليماني هو نتيجة ثانوية ، لأنه يبدو من الأسهل التركيز على الولايات المتحدة باعتبارها دولة عظمى، من وضع معيار يمكن أن ينطبق على جميع الدول و الجماعات التي قد يصعب تحديدها في بعض الأحيان.

النهضة نيوز - ترجمة خاصة