تظاهرة أمام قناة الجديد

أخبار لبنان

تركيا تدخل "الملعب اللبناني" من بوابة "نيشان": إنها فرصة من ذهب

فريق التحرير

11 تموز 2020 16:10

استغلت الحكومة التركية الأزمة التي تسبب بها الإعلامي في قناة الجديد نيشان، بعد اساءته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهجومه على العثمانيين بشكل عام؛ للتدخل العلني في الشؤون اللبنانية. وقالت صحيفة

استغلت الحكومة التركية الأزمة التي تسبب بها الإعلامي في قناة الجديد نيشان، بعد اساءته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهجومه على العثمانيين بشكل عام؛ للتدخل العلني في الشؤون اللبنانية.


وقالت صحيفة أحوال التركية، أنه ورغم أن لبنان لا تربطها أي حدود مشتركة مع تركيا، إلا أن "أنقرة" تتدخل في شؤون البلاد الداخلية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لبنانية قولها: "أن مزاعم النيابة التركية ضد الصحفي والإعلامي اللبناني الأرميني المولد "نيشان ديرهاروتيونيان" بتهمة إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هي جزء من المواجهات المستمرة بين الأرمن اللبنانيين وتركيا، الذين يتهمونها بارتكاب إبادة جماعية ضد الأرمن بين عامي 1914 و 1923".

ووفقاً للصحيفة التركية، فإن انتقادات بعض الأرمن اللبنانيين القاسية لتركيا باتت تسبب حرجا للسلطات اللبنانية، التي حاولت تخويفهم للالتزام بعد تخطي بعض الخطوط الحمراء التي قد تكون ضارة للبنان. خاصة وأن هناك قوى خارجية كثيرة تضغط على لبنان، حيث تحاول تركيا الآن كبح جماح حريات الشعب اللبناني الواسعة، التي يفتخر مواطنوها بها من خلال ممارسة الضغط على السلطات اللبنانية.

ففي يوم الخميس الماضي، أحالت محكمة بيروت الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان إلى المحاكمة بتهمة "إهانة" تركيا. ومن المقرر أن تبدأ محاكمته بتاريخ 8 أكتوبر القادم.

 وقالت وكالة أنباء لبنانية أنه بحسب المعلومات المقدمة إلى النيابة العامة اللبنانية في بيروت، فإنه سيتم إحالة نيشان ديرهاروتيونيان إلى محكمة دائرة المطبوعات في بيروت. 

وتنقل "أحوال" معلومات عن صحافي لبناني رفض الكشف عن هويته، قوله: "أنه لا توجد أي أسباب قضائية مقنعة لتوجيه أي تهمة قضائية ضد نيشان، مضيفا:"إن مسألة النزاع التاريخي هذه ليس لها أي أفق، مع العلم أنها تتعلق بجريمة انسانية كبيرة ارتكبت ضد الشعب الأرمني، وهي جريمة ترفض تركيا الاعتراف بها. لكن الحقيقة أن هذا الأمر بحد ذاته يواصل إثارة واستفزاز الشعب الأرمني في كل مكان".

تجدر الإشارة إلى أن الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان كان ق استضاف وزير البيئة السابق وئام وهاب خلال برنامج "أنا هيك"، الذي يتم بثه على قناة الجديد الفضائية، وخلال المقابلة قال وهاب وهو رئيس حزب التوحيد العربي: "أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان "خبيثا"، وقبل بدء الحملة على نيشان ديرهاروتيونيان، وردا على تصريحات وهاب، تدخل مواطن لبناني في البرنامج وهاجم ديرهاروتيونيان قائلا: " لقد أظهر اللاجئ نيشان عنصريته" في إشارة إلى أصول دير هاروتيونيان الأرمنية.

 ما دفع ديرهاروتيونيان إلى الرد بشدة على الاستفزاز ومساندة موقف وهاب. حيث قال ديرهاروتيونيان في إشارة إلى أردوغان: "إنه ابن مليون شخص خبيث أيضا هو والنظام والعثمانيين والأتراك!  إذا ما اعتبرتني لاجئا فأنا لبناني أكثر منك، وأنا أفتخر ببلدي لبنان أكثر منك".

وتدخلت السفارة التركية في النزاع وحشدت عشرات المتظاهرين للتظاهر أمام محطة تلفزيون الجديد ضد إهانة الدولة العثمانية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حيث رفع المتظاهرون الأعلام التركية، ورددوا هتافات دعما للإمبراطورية العثمانية وأردوغان، كما دعوا تلفزيون الجديد والمسؤولين عن البرنامج إلى الاعتذار عما حدث.

واعتراضاً على تلك الموجة، وتحت هاشتاج "العثمانيون الجدد"، نشر مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقاطع فيديو تظهر متظاهرين يحملون أعلاما تركية وهم يتظاهرون أمام مبنى تلفزيون الجديد، وفي أوائل شهر يونيو الماضي، تم إطلاق حملة مماثلة عبر الإنترنت تستهدف نيشان، حيث ألقى أنصار الرئيس التركي بوابل من الشتائم العنصرية عبر تويتر للتشهير به ردا على انتقاده لأردوغان.

وبحسب المراقبين، فإن تركيا نجحت في استغلال الفراغ السياسي الذي يعاني منه لبنان بسبب الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة. إذ تمكنت من اختراق البلاد وخلق لوبي خاص بها لإسكات تاريخها العثماني وسياسات أردوغان التوسعية في المنطقة التي سيتأثر بها لبنان بلا شك، تماما كما حصل في سوريا وبقية دول البحر الأبيض المتوسط.

وقد حذر المراقبون من المخاطر التي يمكن أن تشكلها محاكمة ديرهاروتونيان ليس فقط على لبنان وحده بل وعلى المنطقة بأسرها، وأشاروا إلى أن تركيا تسعى إلى إنشاء جماعات ضغط إعلامية وسياسية وقانونية لمنع أي انتقاد لسياساتها الاستعمارية القديمة والجديدة.

ويوضح المراقبون أيضاً، أن أنقرة تسعى إلى تقديم أجندة خدمة ذاتية، وهي آلية تعمل بنفس الطريقة الراديكالية والعنيدة مثل معاداة السامية وتعرض منتقدي الإمبراطورية العثمانية لاتهامات قانونية خطيرة.

الجدير بالذكر أن الأتراك يستفيدون من دعم الإخوان المسلمين في المنطقة، حيث يمجدون التاريخ العثماني على حساب الدول العربية، وهو اتجاه ظهر بشكل خاص في الصراع الليبي.

 كما ويتجلى هذا الاتجاه أيضا في نفوذ أنقرة المتزايد في تونس واليمن والصومال، حيث يعتبر الإسلاميون في هذه البلدان المناورات التوسعية التركية انتصارا لهم ولرؤيتهم للعالم العربي والإسلامي.

النهضة نيوز - ترجمة خاصة