لأول مرة أتابع مسلسلي عشاق المنتج في نهاية ١٩٩٨ ... ومعه استعدت فرادة ما كنا نفعله.. عظمة قامات لا تتكرر..مقداد عبد الرضا ...الممثل الاستثنائي الذي لن يتكرر .. محسن العلي العبقري الكبير ..سامي قفطان الأستاذ العظيم .. عبد الخالق المختار المتفرد الحقيقي المبهر والكبير الفنان محمود ابو العباس..الاء حسين في أول طلة لها على الشاشة ..عواطف السلمان .. والأحبة كامل ابراهيم ..سعد محسن ..احمد طعمة ..غالب جواد ..محمد هاشم .. فاضل محيسن ..رائد محسن ... كنت اريد ان اتحقق من كيفية صنع الجو الشعبي ...فاصطدمت بغرقي بإداء لا يتكرر...أتذكر هذا العمل كثيرا ..اعتقد انه الاعظم في مسيرتي والاهم ..رغم انه ظلم وتفوقت عليه في المشاهدة أعمالا أخرى لي ..عشاق ..الذي أخرجه الصديق علي ابو سيف ..يحوي ذكريات لا تتكرر.. ومشاهد لا تتكرر وكاركترات لا تتكرر...أتذكر في مشهد الزواج ..توقف عبد الخالق ولم يك مقتنعا بأداء الرقصة .. كنت اغرقه بدفق كبير من الإقناع.. فضحك قائلا ..سأرقص حين اريد احمد اريد ان اصل القناعة حين لاترقص روحك ..لن تبهر أحد...حين احتدم المشهد تحرك عبد الخالق فأشرت المجموعة من وراء الكاميرا أن تفسح له ..رقص عبد الخالق الرقصة الأخيرة لعلي شان بطل الحرب المهزوم .. رقص كما لو كان يبكي ...دار بهدوء ورزانه ..حتى توقفت الكاميرا ...وضح المكان بالتصفيق ... هل كان عبد الخالق يدرك أن مصيره كمصير علي شان ...هذا ما اعتقده..قبل أيام من وفاته كنا نسهر في دمشق وكان عبد الخالق يتلو بعض مشاهد علي شان ...تلك الليلة قال لي ... لو طلب مني أن استحضر شخصية لاحيا بها سأختار علي شان ...يا اخي اكتب خلينا نمثل
اليوم وانا احاول إعادة بناء حياة أخرى أجدني استحضر كلمات عبد الخالق .. وافتقده.. ترى هل نستطيع حقا بناء عوالم مدهشة كتلك ..وان استطعنا هل يمكننا أن نتخلى عن مقداد عبد الرضا وحسن العلي وعبد الخالق وعواطف السلمان وووو .. يا الله أحيانا أشعر وكأنني كنت أحيا بين عمالقة دون أن ادرك ...
النهضة نيوز - بيروت