أستراليا ترفض الانصياع للرغبة الأمريكية: لن نقطع علاقتنا التجارية بـ هونغ كونغ

أعلنت الحكومة الأسترالية عن رفضها الانضمام إلى الولايات المتحدة أوتعديل اتفاقية التجارة الحرة مع هونغ كونغ بعد أن أنهت واشنطن وضعها الخاص وقامت بمعاقبة مسؤوليها ومعاملة المستعمرة البريطانية السابقة بأنها أصبحت جزءا كاملا من الصين وتخضع لنفس العقوبات المفروضة على بكين.

حيث بلغت وتيرة تبادل العقوبات بين الولايات المتحدة والصين ذروتها بتوقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أمر تنفيذي صباح اليوم الأربعاء لمعاملة حاملي جوازات السفر الصادرة من هونغ كونغ بنفس معاملة حاملي جوازات السفر الصادرة من بكين، مما يضعف وضعها كمركز مالي عالمي مستقل.

و قال وزير التجارة الأسترالي سيمون برمنغهام صباح اليوم الأربعاء أن اتفاقية التجارة الحرة بين أستراليا وهونغ كونغ التي وقعت العام الماضي وفرت اليقين والشفافية للشركات الأسترالية التي تتاجر وتستثمر في هونغ كونغ . مضيفا: "ما زلنا نراقب التطورات في هونغ كونغ، وإننا نعمل وفقا لقيم ومصالح استراليا في المقام الأول".

وأوضح رئيس مجلس الأعمال الأسترالي-الصيني ديفيد أولسون صباح اليوم الأربعاء أن التحويل القسري للابتعاد تجاريا عن الصين سيأتي دائما على حساب الأعمال التجارية، و بالتالي على حساب المجتمع الأسترالي أيضا. مضيفا: " إننا بحاجة إلى التعامل مع هذا العالم على ما هو عليه؛ فعلى المدى القريب والمتوسط، من الصعب تصور كيف يمكن لأي سوق أخرى أن توفر نفس عدد وعمق الفرص للمصدرين الأستراليين مثل الصين".

وتجدر الإشارة إلى أن الإجراءات الأمريكية الجديدة تأتي ردا على فرض بكين لقانون الأمن القومي الشامل على هونغ كونغ، و التي جاءت بعد أسابيع متلاحقة من التوتر السياسي و الدبلوماسي حول المستقبل السياسي والاقتصادي والتجاري لهونغ كونغ التي كانت تعتبر منطقة شبه مستقلة منذ انهاء وضعها كمستعمرة بريطانية سابقة.

بالإضافة إلى ذلك، قالت شركات التكنولوجيا العملاقة فيسبوك و زوم و مايكروسوفت و جوجل أنها ستتجاهل طلبات الحصول على معلومات المستخدمين المقدمة من قبل حكومة هونغ كونغ بسبب قانون الأمن القومي الجديد.

وتظهر تفاصيل الأمر التنفيذي الأمريكي الذي صدر لأول مرة صباح اليوم الأربعاء، أنه سيتم إنهاء منح فولبرايت التعليمية، و سيتم إلغاء استثناءات التراخيص للصادرات إلى هونغ كونغ ، و لن يكون عناصر شرطة هونغ كونغ و المتورطين في قمع المتظاهرين قادرين على دخول الولايات المتحدة أيضا.

حيث قال ترامب ليلة أمس: "سيتم التعامل مع هونغ كونغ الآن بنفس الطريقة التي نعامل بها البر الرئيسي للصين".