هل يمكننا التحكم بذكرياتنا؟

علوم

هل يمكننا التحكم بذكرياتنا؟

15 تموز 2020 17:15

كشفت دراسة جديدة أن الذكريات القوية التي يتم إنشاؤها من خلال تجارب غنية وقوية تبقى عالقة في أذهاننا لأنه يتم تكرارها مراراً و تكراراً في أذهاننا للحفاظ عليها. وفي كل مرة يتم فيها استرجاع الذكرى وإعادة تخيلها، يتم تعزيز النشاط العصبي الذي يدعمها مما يزيد من فترة بقائها في دماغنا، مما يعني أننا نقوم بتحرير وتعديل ذكرياتنا ونختار ما نريد أن نحتفظ به أم لا.

كشفت دراسة جديدة أن الذكريات القوية التي يتم إنشاؤها من خلال تجارب غنية وقوية تبقى عالقة في أذهاننا لأنه يتم تكرارها مراراً و تكراراً في أذهاننا للحفاظ عليها. وفي كل مرة يتم فيها استرجاع الذكرى وإعادة تخيلها، يتم تعزيز النشاط العصبي الذي يدعمها مما يزيد من فترة بقائها في دماغنا، مما يعني أننا نقوم بتحرير وتعديل ذكرياتنا ونختار ما نريد أن نحتفظ به أم لا.

وفي الحقيقة، إننا نقوم بهذه العملية دون وعي منا في غالب الوقت، حيث أننا نتذكر الأوقات الأكثر سعادة في حياتنا ونسترجعها دائماً، بينما نميل إلى نسيان الأحداث السلبية والمؤلمة لنصبح أقوى ونتجاوزها، وهو ما يعرفه علماء النفس باسم "جهاز المناعة النفسي".

وتقاوم عقولنا الذكريات السلبية تلقائياً لتتركنا نشعر بالسعادة، أو على الأقل من ناحية نظرية بالطبع، فالبعض يتذكر الأحداث الحزينة والسلبية أيضاً كلما لاحظ شيئا أو مر بموقف مشابه، لكن العقل دائماً ما يتحيز للمواقف الإيجابية فيما يتعلق باسترجاع الذكريات والحفاظ عليها.

ويقول البروفيسور فابيان كلوسترمان، المؤلف المشارك للدراسة: "إن إحدى الطرق التي تعزز بها أدمغتنا الذكريات هي من خلال إعادة وتكرار التجربة بطريقة تخيلية مرارا وتكرارا في أذهاننا. أما من الناحية البيولوجية، فيتلخص هذا الأمر في إعادة تنشيط أو إعادة تشغيل أنماط النشاط العصبي المرتبطة بتجربة معينة، والتي تحدث في شبكات الدماغ القشرية أثناء فترة الراحة أو النوم ".

خلال الدراسة ، استخدم الباحثين فئران التجارب المخبرية التي تم تدريبها على تذكر مكان وجود الطعام في متاهة مصغرة .

وقد شرح البروفيسور فريديريك ميشون، المؤلف الرئيسي للدراسة، نتائج التجارب قائلاً " لقد وجدنا أن الفئران تذكرت بشكل أفضل الموقع الذي وجدوا فيه المكافأة الكبيرة، وهو أمر لم يكن مستغرباً على الإطلاق. ولكننا لاحظنا أيضاً أن هذا التأثير المرتبط بالمكافأة على الذاكرة كان أقوى عندما كانت حبيبات الطعام موجودة في أماكن تتطلب تكوينا أكثر تعقيدا للذاكرة، أي أن قوى الذكريات كانت تزداد على الرغم من تعقيد المتاهة التي تتطلب حلها للوصول إلى المكافئة".

وبعد ذلك، قام العلماء بتعطيل ذكريات الفئران قبل أن يتم إرجاعها إلى المتاهة، وذلك من خلال تغيير مكان المكافئة أو تغيير شكل المتهة لتبدو جديدة على الفئران، حيث أن ذلك أظهر تأثيرا سلبيا على ذاكرة الفئران.

ويقول البروفيسور كلوسترمان: " تظهر نتائجنا أن إعادة تخيل الأحداث تساهم في الدمج الانتقائي الدقيق للذكريات. بحيث يمكن لهذه التجارب أن تفتح فرصا مستقبلية أكبر للتوصل لعلاجات قد تساعد على تقوية الذكريات، ويمكن أن تساعدنا أيضاً في فهم سبب ضعف الذاكرة الذي يسببه بعض الأمراض مثل الخرف".

النهضة نيوز