رأت دراسة جديدة نشرتها مجلة Lancet الطبية المرموقة، أن انخفاض معدل المواليد في كوريا الجنوبية يمكن أن يؤثر على اقتصادها بالسلب.
وأشارت المجلة أن معدل المواليد المنخفض يمكن أن يقلصعدد سكان كوريا الجنوبية إلى مستوى قياسي للغاية، إذ أنه سينخفض من 53 مليون نسمة حاليا إلى 26.78 مليون نسمة بحلول عام 2100 ، مما سيؤدي بدوره إلى تراجع مكانة كوريا الجنوبية إلى المركز العشرين بين اقتصادات العالم.
كما و تجدر الإشارة إلى أن قضية انخفاض معدل المواليد تعتبر قضية ساخنة في كوريا الجنوبية ، و تحيط به قضايا جوهرية أخرى مثل التمييز في الأجور ضد المرأة والرأسمالية غير المقيدة التي تدفع الأزواج الشباب إلى عدم إنجاب أطفال حتى لا يواجهوا مشاكل مهنية أو اقتصادية في حياتهم.
وفي الوقت الحاضر، يبلغ مجموع سكان كوريا الجنوبية حوالي 53 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل ذروته في عام 2031 إلى 54.29 مليون نسمة ، قبل أن يعود للانخفاض بشكل حاد إلى 26.78 مليون نسمة بحلول عام 2100. و في الوقت نفسه ، من المرجح أن يتأثر الاقتصاد الكوري الجنوبي بهذا الانخفاض السكاني الهائل و يسجل تراجعا عميقا أيضا.
و وفقا للدراسة ، فإن تناقص أعداد السكان قد يقلل من الابتكار في الاقتصادات و قد يقلل عدد العمال بشكل عام ، و الذي قد يؤثر سلبيا على سوق السلع الاستهلاكية أيضا ، لأن العديد من المتقاعدين يميلون بدرجة أقل إلى شراء السلع المعمرة من الشباب و البالغين في منتصف العمر .
كما و يقدر الخبراء أن البلدان ذات الدخل المرتفع و معدلات الخصوبة المنخفضة ستضطر إلى اعتماد سياسات هجرة أكثر ليبرالية من قبل ، بالإضافة إلى إعداد و تجهيز مجتمعاتها لاستيعاب الوافدين الجدد، فبخلاف ذلك ، يمكن أن تشهد تلك الدول انهيارا اقتصاديا و ماليا و جيوسياسيا .
النهضة نيوز - بيروت