الأسواق الخليجية تتعرض لضربة مزدوجة مع تفشي فيروس كورونا

علوم

الأسواق الخليجية تتعرض لضربة مزدوجة مع تفشي فيروس كورونا

19 تموز 2020 18:48

مع بداية الوباء العالمي لفيروس كورونا شهره الخامس فإن التداعيات الاقتصادية الناجمة عنه لا تعتبر أقل من أزمة الكساد العظيم عام 1929، وفي ظل استمرار تفشي الفيروس وانتشاره في جميع أنحاء العالم يواجه المج

مع بداية الوباء العالمي لفيروس كورونا شهره الخامس فإن التداعيات الاقتصادية الناجمة عنه لا تعتبر أقل من أزمة الكساد العظيم عام 1929، وفي ظل استمرار تفشي الفيروس وانتشاره في جميع أنحاء العالم يواجه المجتمع الدولي أزمة عالمية مع تداعيات الصحة العامة والجيوسياسية والاقتصادية، وقد لخص الكثير من الخبراء الوضع بأنه صدمة وأزمة سلبية كبيرة غير مسبوقة لم يشهدها العالم منذ عقود.

لم تكن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بعيدة عن فيروس كورونا، فقد أصابها الفيروس في وقت كانت المنطقة تعاني بالفعل من مشاكل متعددة بما في ذلك سلسلة من الصراعات الطويلة الأمد والتوتر الطائفي والأزمات الاقتصادية والاضطرابات السياسية واسعة النطاق.

سوف يسبب فيروس كوفيد19عواقب طويلة المدى للشرق الأوسط، حيث يقع تحت تأثير مزيج من الفوضى في أسواق النفط وانكماش الناتج المحلي الإجمالي الذي يشكل تحديات لسنوات قادمة.
السوق السعودي من أكبر الأسواق المتضررة

وقعت أسواق تداول الأسهم الخليجية تحت تأثير صدمة مزدوجة هما المخاوف من تداعيات فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط دون سعر 30 دولار للبرميل، وعلى إثر ذلك هوت الأسواق الخليجية إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات.

كانت أسهم شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية من أكبر المتضررين التي خسر سهمها أكثر من 9%، بعدما فشلت أوبك بلس في التوصل إلى اتفاق لتعميق خفض مستويات الانتاج لدعم أسعار النفط المتضررة من فيروس كورونا لكن روسيا رفضت مما أثار غضب السعودية التي شنت حرب أسعار شاملة، حيث أغرقت الأسواق بالنفط الرخيص من خلال رفع مستويات انتاجها.

سجل سوق الأسهم السعودية أدنى مستوى اغلاق له منذ نوفمبر 2017 في بداية شهر مارس الماضي، فالسعودية من أكبر منتجي النفط في العالم كما أن إيرادات النفط هي أكبر مصدر إيرادات الدولة، وبالتالي فإن تهاوي أسعار النفط سيؤثر سلبًا على الاقتصاد السعودي، الذي يتضرر بالفعل من تداعيات فيروس كورونا مثل كل دول العالم، الأمر الذي زاد من مخاوف المستثمرين حيال الاقتصاد السعودي.

كما هبط سوق دبي المالي مسجلًا أسوأ اغلاق في ست سنوات في مارس الماضي، وانخفضت بورصة قطر لأدنى مستوياتها منذ منتصف عام 2018.

ثلاث طرق يؤثر بها فيروس كورونا على منطقة الخليج

أسعار النفط

النفط هو أحد المنتجات التصديرية الرئيسيةلدول مجلس التعاون الخليجي، وقد انخفضت الأسعار بحوالي 50% من قيمتها مقارنة ببداية العام،عقب فشل أوبك وحلفائها في التوصل إلى اتفاق لتعميق خفض الإنتاج بعدما رفضت روسيا المشاركة لتعلن المملكة العربية السعودية أنها سترفع إنتاجها وتعطي تخفيضات على نفطها، لتهبط أسعار النفط بالقرب من 30 دولار للبرميل، ومن المحتمل أن يكون ذلك مشكلة بالنسبة لدول المنطقة التي يعتمد الكثير منها بشكل كبير على عائدات النفط.

السفر والعقارات

ومن المرجح أيضًا أن يتأثر معدل الإنفاق من قبل الأجانب بسبب فيروس كورونا خاصة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

فالإمارات تجذب أكثر من 17 مليون زائر كل عام وتأمل هذا العام في جذب 25 مليون مسافر إلى إكسبو 2020 دبي في أكتوبر، وتستقبل المملكة العربية السعودية 20 مليون سائح سنويًامعظمهم لأغراض دينية، وقد أوقفت المملكة مؤقتًا دخول البلاد لغرض العمرة وزيارة المسجد النبوي.

في هذه المرحلة من الصعب معرفة ما إذا كان إكسبو 2020 وموسم الحج الذي سيبدأ في يوليو سيتأثران بانتشار الفيروس، إذا كان الأمر كذلك فمن الواضح أن التأثير الاقتصادي على كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة سيكون أعلى مما نتوقعه حاليًا.

أسواق المال

عانت أسواق تداول المال في الآونة الأخيرة من تقلبات شديدة، وقد يعني ذلك أن الشركات التي لديها "ائتمان ضعيف" ستواجه صعوبة في دخول السوق.

هذا يعني أن البحرين وعمان وربما بعض الشركات في الإمارات العربية المتحدة ربما تجد صعوبة أكبر في الوصول إلى السوق هذا العام.
 

النهضة نيوز