عقار الديكساميثازون

علوم

فحص دم بسيط يكشف مدى استفادة المريض من عقار "الديكساميثازون" في علاج فيروس كورونا

23 تموز 2020 12:03

يكشف فحص الدم البسيط عن مرضى فيروس كورونا الأكثر احتمالية للاستفادة من عقار الديكساميثازون، الدواء الوحيد الذي أثبت أنه يستطيع إنقاذ حياة المرضى الذين يظهرون أعراض إصابة خطيرة.

يكشف فحص الدم البسيط عن مرضى فيروس كورونا الأكثر احتمالية للاستفادة من عقار الديكساميثازون، الدواء الوحيد الذي أثبت أنه يستطيع إنقاذ حياة المرضى الذين يظهرون أعراض إصابة خطيرة.

ووجد باحثون في نيويورك أن المرضى الذين لديهم مستوى عالي من مادة تسمى بروتين C التفاعلي في دمائهم، هم الأشخاص الأكثر استفادة من عقار الديكساميثازون.

والجدير بالذكر أن بروتين C التفاعلي أصبح الآن يعرف لدى علماء الأوبئة باسم "العلامة"، حيث أنه بمجرد أن يلاحظوا وجود كمية ضخمة منه في دم المريض، فذلك يعني أنه يعاني من الالتهاب والتورم الداخلي الناتج عن عمل جهاز المناعة.

وقال الباحثين أن المرضى الذين يعانون من مستويات عالية من هذا البروتين التفاعلي يعتبرون أقل عرضة للموت أو أن ينتهي بهم الأمر للحاجة إلى الاعتماد على جهاز التنفس الصناعي عند معالجتهم بالستيرويدات، في حين أن إعطاءه للأشخاص الذين يتمتعون بمستويات صحية وقليلة من هذا البروتين قد يكون خطيراً عليهم.

كما وتجدر الإشارة إلى أن هذه العلامة الالتهابية تساعد الأطباء والخبراء الصحيين في تحديد مرضى فيروس كورونا الذين سيستفيدون من الديكساميثازون أم لا، وهو عقار يكلف ما يصل إلى 7 دولار تقريبا وهو معروف بشكل واسع النطاق منذ عقود.

وبحسب مسؤولي الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، فقد وافقوا على استخدام عقار الديكسامثازون على المرضى الذين يعانون من أعراض إصابة خطيرة، وذلك بعد أن وجدت نتائج أكبر تجربة في العالم لأدوية ولقاحات فيروس كورونا التاجي المستجد أن هذا العقار يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المرتبط بالإصابة بالفيروس.

كما وزعم علماء من جامعة أكسفورد أن استخدام هذا العقار قد يقلل المرضى الذين يحتاجون إلى استخدام أجهزة التنفس للتنفس إلى ما تصل نسبته 35 على الأقل، كما ويقلل من احتمالات الوفاة بمقدار الخمس لجميع المرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين في أي وقت..

بالإضافة إلى ذلك، أفادت دراسة جديدة قامت بها كلية ألبرت أينشتاين للطب بالشراكة مع نظام مونتيفيوري الصحي، وكلاهما مقرهما في مدينة نيويورك، أثبتت أن المرضى الذين يلاحظ عليهم ازدياد أعراض الإصابة التوجه إلى التحليل الطبي على الفور. وقد كان جميع المرضى المشاركين في الدراسة قد خضعوا لفحص دم روتيني لقياس مستويات هذا البروتين الذين يتم انتاجه من قبل كبد الإنسان بشكله الطبيعي، والذي ينتجه استجابة للاتهاب طارئ في الجسم.

كما وأظهرت النتائج أن الاستخدام المبكر للستيرويدات لم يؤثر على معدل الوفيات أو معدل الحالات التي تحتاج إلى أجهزة التنفس الاصطناعي أيضاً. ولكنها أظهرت بعش الاختلافات اعتماداً على مستويات الالتهاب في كل مريض.

والمرضى الذين يعانون من مستويات عالية من الالتهاب النجم عن ارتفاع مستوى بروتين C التفاعلي أكثر من 20 مليغرام في الدم ، فإن اعطائهم الستيرويدات سيقلل من خطر وفاتهم أو حاجتهم لأجهزة التنفس الاصطناعي بنسبة 75%.

ولكن بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مستوى طبيعي أو منخفض من الالتهاب، ومستويات بروتين C التفاعلي أقل من 10 ميلغرام، فإن استخدام الستيرويد سيزيد خطر وفاتهم أو حاجتهم لأجهزة التنفس الاصطناعي بنسبة 200 %.

وبحسب البروفيسور ويليام ساوثرن، أستاذ الطب وكبير مؤلفي الدراسة: "تشير نتائجنا إلى أنه يجب إعطاء العلاج بالستيرويد للأشخاص الذين يعانون من التهاب شديد، الذي سيتضح من مستويات بروتين C التفاعلي المرتفعة بشكل ملحوظ".

وتعليقاً على الدراسة، قال الدكتور لويس أوستروسكي، طبيب الأمراض المعدية في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في هيوستن والمشارك في الدراسة : "الستيرويدات هي أدوية دقيقة و يجب إعطاؤها للمريض في الوقت المناسب و بحسب حاجته لها".

وفي حديثه إلى مجلة Science News الطبية، قال الدكتور أوستروسكي أن إعطاء الستيرويدات مبكرا قد يؤدي إلى كبح جهاز المناعة أكثر من اللازم حتى لا يتمكن من محاربة الفيروس التاجي بشكل فعال، مما يؤدي إلى إحداث المزيد من الضرر للفيروس، مضيفاً: " ذا تناول المريض الستيرويدات بعد فوات الأوان، فإن الضرر يكون قد حدث بالفعل".

بالإضافة إلى ذلك، قال الباحثون في نيويورك أنهم استطاعوا أن يثبتوا أن ديكساميثازون ليس الستيرويد المفيد الوحيد. حيث تلقى العديد من المرضى المشاركين في التجارب ستيرويد البريدنيزون، بينما تلقى البعض ميثيل بريدنيزولون أيضاً.

وأضاف الدكتور أوستروسكي: "إن دراستنا تتفق مع النتائج الواعدة من بريطانيا. و لكن للمرة الأولى، نحن قادرون على إثبات أن الناس قد يحصلون على نفس الفوائد المنقذة للحياة مع تركيبات الستيرويد الأخرى بخلاف الديكساميثازون. ولكن ستكون هناك حاجة لتجارب أكبر لتأكيد هذه النتائج".

النهضة نيوز