خريطة ثلاثية الأبعاد

علوم

11 مليار عاماً من التّاريخ الكوني، اكتُشف بفضل خريطة عملاقة أكّدت ذلك

29 تموز 2020 00:45

كشفت خريطة ضخمة ثلاثية الأبعاد ما يصل إلى 11 مليار سنة من التاريخ الكوني؛ إذ إنها تظهر حدوداً و معالم هي الأوضح على الإطلاق للكون، و قد تم التقاطها بواسطة ماسح السماء الرقمي "سلون" (SDSS) ، و الذي عزز

كشفت خريطة ضخمة ثلاثية الأبعاد ما يصل إلى 11 مليار سنة من التاريخ الكوني؛ إذ إنها تظهر حدوداً و معالم هي الأوضح على الإطلاق للكون، و قد تم التقاطها بواسطة ماسح السماء الرقمي "سلون" (SDSS) ، و الذي عزز نظرتنا الرائدة للكون على الرغم من أنها تعمق لغزاً واحداً بالنسبة لعلماء الفيزياء و الفلك على حد سواء. فبحسب الدكتور "كايل داوسون" من جامعة "يوتا" ، الذي يقود فريق المسح الموسع الطيفي للتذبذب الطيفي (eBOSS) ، بواسطة ماسح السماء الرقمي "سلون" (SDSS) : "ينتقل الضوء بسرعة محدودة، لذا فإن النظر إلى الفضاء يعني التحديق عبر الزمن أيضاً، حيث تبدو هذه الخريطة الكونية عميقة للغاية لتُظهر ما يصل إلى 80% من عمر الكون البالغ 14 مليار عاماً، و لا يوجد أي شيء آخر قدم لنا رؤية أعمق و أوضح من هذه الخريطة من قبل، و هذا سمح لنا بسدّ الفجوة التي بلغت 11 مليار عاماً من التاريخ بين الكون القديم و الحديث ". لاحظ الفريق المجرات و الكوازارات ، و هي المراكز الساطعة لبعض المجرات البعيدة، و قد استخدموا التحولات الحمراء الناجمة عن انعكاس الضوء؛ بسبب بعدها عنّا؛ لقياس المسافات و عمر الكون و اتساعه، مما أتاح لهم رؤية و دراسة و تشكيل الهياكل العملاقة ثلاثية الأبعاد لتشكيلات مجموعات المجرات البعيدة. ويقول البروفيسور "سكوت دوديلسون" من جامعة "كارنيجي ميلون" في "بنسلفانيا" : " إن الكون الآن متكتل للغاية ، حيث يمكن أن تكون هناك مجموعات كبيرة مثل المجرات، أو الكواكب في مكان واحد، في حين أن هناك أماكن أخرى فارغة تماماً، و لكن لم يكن هذا هو الحال دائماً، فقد كان من المعتاد أنه إذا ذهبت إلى مكان عشوائي و حسبت 1000 ذرة، ثم انتقلت إلى مكان عشوائي آخر، فقد تحسب 1001 ذرة، و لكن ربما لا تصل حتى 1002 ذرة حتى! ". إن النهج الفضائي الرائد الذي يتبعه علماء الفضاء لفهم كيفية تحوّل الكون من كيان متجانس في الغالب إلى كيان متكتل هو نموذج يسمى lambda-CDM، و لكن ألمحت بعض القياسات السابقة إلى أن ما نراه في الكون قد لا يتطابق مع تنبؤات هذا النموذج ، لكن خريطة فريق eBOSS الجديدة لا تظهر أي تضارب بين الحقيقة و النموذج على الإطلاق، ما يجعل العلماء يتعاملون مع نموذج lambda-CDM على أنه صائب تماماً و لم يثبت خطَؤُه حتى الآن . وقد اعتمد الفريق في تطوير بنية واسعة النطاق جزئياً على سلوك الجسيمات المعروفة باسم "النيوترونات" الموجودة في الكون القديم ، حيث كان فريق eBOSS قادراً على تقييد كتلتها من قبل ، و لكنها ما زالت مشكلة كبيرة متعلقة بالفيزياء بشكل أساسي. و مع ذلك، فقد تفاقمت هذه المشكلة الآن بسبب هذه الخريطة الجديدة بالنسبة للعلماء، إذ تقول الباحثة "ويندي فريدمان" من جامعة "شيكاغو" : " تتوافق الأشياء بشكل جيد معاً و بشكل ملحوظ، باستثناء ثابت واحد يدعى ثابت هابل، و هو مقياس لقياس معدل تمدد الكون، كما أن طريقتانا الرئيستان لحساب ذلك عبر استخدام الخلفية الكونية الميكروية القديمة (CMB) أو القياس المحلي لحركة الأجسام القريبة، دائماً ما كانتا تظهران نتائج مختلفة نوعاً ما ". تجدر الإشارة إلى أن الخريطة الجديدة التي قدمها فريق eBOSS قدمت نتائج تتوافق مع نتائج استخدام طريقة قياس معدل الكون عبر قياس الخلفية الكونية الميكروية القديمة، حيث تضيف "فريدمان" : " ربما هناك بعض الأمور المفقودة المتعلقة بالفيزياء في مكان ما في هذا الكون الشاسع، و يبدو أنه لم يتمكن أحد من التوصل إليها بعد ".

النهضة نيوز