أعلن العلماء في معهد هانتسمان للسرطان (HCI) في جامعة يوتا مساء اليوم الأربعاء عن نجاحهم في تطوير نماذج جديدة لدراسة الخصائص الجزيئية لأورام الرئة والبنكرياس السرطانية التي تحركها طفرات في جين يسمى NTRK1. وتم نشر نتائج دراستهم في مجلة مجلة Cell Reports العلمية المرموقة.
بحسب الدراس، إن جين NTRK1 يكون له دور مهم في الأجسام الصحية للقيام بوظائف حاسمة في تطوير الخلايا العصبية، وخاصة تلك التي ترسل إشارات إلى الدماغ حول الألم ودرجة الحرارة واللمس. أما في بعض أنواع السرطان، يحدث تعطيل لهذه الجينات الهامة لمنعها من إرسال الإشارات إلى الخلايا، بل توجيهها نحو الخلايا السرطانية لكي تنمو باستمرار.
وركز فريق العلماء على الاتصال الخلوي بشكل خاص، مثل الإشارات التي يتم تحفيزها من قبل بعض أنواع السرطان بواسطة جين NTRK1، حيث أن إحدى طرق فحص ذلك تجريبيا كان من خلال ابتكار طريقة لنمذجة سرطانات الإنسان في الفئران المخبرية، والتي تسمح للعلماء بتحديد كيفية تطور السرطان، ومراقبة كيف يتصرف بمرور الوقت، واختبار الأدوية الجديدة المحتملة وأهداف العلاج وتجربتها أيضاً.
كما ويأمل الباحثون أن تسرع نماذج جين NTRK1 الجديدة في الفئران التي تم الإبلاغ عنها اليوم التقدم نحو إيجاد علاجات أكثر فعالية للمرضى الذين يعانون من سرطان الرئة والبنكرياس، وبالتالي منع مقاومة الأدوية التي يعاني منها العديد من الناس أيضاً.
والجدير بالذكر أن المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور فريدريك مكماهون، قال أنه قد استلهم الفكرة الرئيسية حول مسؤولية الإشارات المنبثقة عن جين NTRK1 بعد مراقبته لأحد المرضى الذين يعانون من طفرة جينية وراثية في هذا الجين بالتحديد، مشيراً إلى أن إيجاد طريقة لتعطيه هذه الإشارات قد يكون مفيدا في علاج السرطان.
وأضاف الدكتور فريدريك مكماهون: "لقد أثبتت سرطانات البنكرياس أنها مقاومة بشكل خاص للعلاجات، لذلك أردنا إجراء تقييم شامل لهذه الاستجابة المثيرة حيث نعمل على تحديد علاجات محتملة جديدة لهذا المرض، وذلك بالاعتماد على قطع الإشارات التي يسببها طفرة جينية محددة تتعلق بالجين NTRK1".
كما ويكمل الدكتور مكماهون: "إن كلا من الرئة والبنكرياس عضوان متميزان بشكل واضح، وهما يمتازان بسمات فريدة تشكل نمو الأورام الصلبة. ولذلك، فمن المهم دراسة كيف تبدأ السرطانات فيهما وآلية عملها في سياق الأنسجة الصحيح والبيئة الدقيقة".
وفي هذه الدراسة، قام ماكماهون وزملاؤه بتقييم تركيبات الأدوية التجريبية التي عززت بشكل كبير متانة استجابة الورم ومنع ظهور مقاومة الأدوية المميتة في نماذج الفئران. في حين يبقى أملهم الوحيد هو أن تتقدم هذه الدراسات والتجارب المختبرية نحو التجارب السريرية على المرضى البشر، وأن تصل في نهاية الأمر إلى تحسين خيارات العلاج للمرضى المصابين بهذه السرطانات العدوانية.
النهضة نيوز