ثقافة وأدب

الرواية المشتركة : لزوم ما لا يلزم

الحسام محيي الدين

6 نيسان 2019 18:19

أنْ يكتبَ شخصان مختلفان في الرؤية والقدرة الابداعية والنظرة الى الكون روايــةً واحــدة أمــرٌ مُسْتَفِز  ! فلا تدري لمن تقرأ ! ولا تعلم من اتّكأَ على الآخر في الشكل السردي للرواية ولا في الاسلوب او ا

أنْ يكتبَ شخصان مختلفان في الرؤية والقدرة الابداعية والنظرة الى الكون روايــةً واحــدة أمــرٌ مُسْتَفِز  !
فلا تدري لمن تقرأ ! ولا تعلم من اتّكأَ على الآخر في الشكل السردي للرواية ولا في الاسلوب او التقنيات ، ولا يتّضّحُ من هو  صاحب القلم الرفيع في فنيات العمل الروائي ، ومن الذي يبدع في بلورة الحبكة الروائية وإشكالياتها المرتبطة بأنماط الشخصيات ووظائفها ، وبُنى المفارقات التي تحكمها داخلياً وخارجياً ، فضلاً عن تقنيات الرواية الجديدة الاخرى من استرجاع واستباق ، ومفاهيم المكان والزمان ، والراوي العليم ، والتفاعلات النصية القائمة على التناص المتعدد الانواع ، وغيرها من التقنيات التي أصبحت واقعاً في مسيرة الرواية العربية اليوم . واذا ما تلبَّثنا بعضاً من الوقت في اكتناه هذه الظاهرة فإنَّ منطوق العالم الروائي في رؤية الكاتب المبدع يضيع بالضرورة بين كاتب وآخر ، أي بين وجهة نظر واخرى مختلفة بالتأكيد تبعاً لاختلاف المنظور الابداعي بين الكاتبين اللذان يتفقان على انتاج رواية واحدة فقط في الشكل والاخراج الطباعي ! وليس في احترام وجهة النظر التي أشرت اليها اعلاه والتي تحدد لنا من هو الذي يتكلم ومن الذي يرى لتوجيه " الحكاية عندئذ وجهتها " كما يقول المفكر الفرنسي " جيرار جينيت " . وغير ذلك فإنَّ من صفاء النظرة الحيادية للأمور أن يأخذنا التفكير الى إلصاق سمة - ولا أقول تهمة أبداً - لفت النظر او مبدأ " خالف تُعرف " بتلك المحاولات او التجارب التي أفضت الى اصدار روايات كتبها مؤلّفان  في ظاهرة أقل ما يقال أنها لزوم ما لا يلزم ، وخلْط للعالم الروائي بين كاتب وآخر وعلى الأرجح تغليب واستسلام لأفكارأحدهما أمام شريكه في الرواية، بعد صراع مرير على السلطة على النص وسرديته بينهما ، بما يترك القارىء في فضاء لا متناهي الحيرةِ والاضطراب في التعامل مع رواية غير قابلة الحياة .