سعد الحريري

أخبار

تركيا وإيران قلقتان من أحداث بيروت .. والإعلام الخليجي يشعر بالنشوة

9 آب 2020 18:13

تثير الأحداث التي تشهدها لبنان قلق كلاً من إيران وتركيا، خصوصاً وإن التظاهرات التي شهدتها وسط العاصمة بيروت يوم امس السبت، لاقت اهتماماً لافتاً من الإعلام الخليجي. ومع أن وسائل الإعلام في إيران و ت

تثير الأحداث التي تشهدها لبنان قلق كلاً من إيران وتركيا، خصوصاً وإن التظاهرات التي شهدتها وسط العاصمة بيروت يوم امس السبت، لاقت اهتماماً لافتاً من الإعلام الخليجي.

ومع أن وسائل الإعلام في إيران و تركيا التزمت الصمت بشكل ملحوظ إزاء الاحتجاجات الحاشدة التي خرجت في العاصمة اللبنانية بيروت يوم أمس السبت، إلا إن الأجواء السياسية لدى حكومات تلك الدول تعيش حالة من القلق على مستقبل البلاد.

وتسلط صحيفة "ذا جيروزلم بوست" الضوء على تساؤلات تلك الدول، وورد في تقرير نشرته الصحيفة على صفحتها الرئيسية، تساؤل تعيشه حكومات إيران وتركيا عن ما ستفضي إليه تلك الأحداث، وعن أسباب التركيز الخليجي على نقل الحدث، إذ قالت الصحيفة "ما الذي يمكن أن يفسر نقص التغطية هذه في الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام المرتبطة بدول الخليج ، مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة ، تغطي الاحتجاجات على الأرض بحماس و نشاط ، و التي بدت و كأنها تشجع عليها أيضا". 

بالنسبة لإيران ، فالجواب واضح : حيث أن إيران تدعم حزب الله، الذي ستتحدى الاحتجاجات سلطته و قد تؤذي شعبيته بين الشعب اللبناني .

أما بالنسبة لتركيا ، فإن الأمر قد يكون أكثر تعقيدا من ذلك بكثير ، فقد زار نائب الرئيس التركي فؤاد اوقطاي و وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بيروت يوم أمس السبت ، حيث بدا الوفد التركي محاطا بحاشية ضخمة من الحراس الشخصيين ، كما أنه لم يلتقي سوى بالقادة اللبنانية ثم وعد بالمساعدة في إعادة بناء ميناء بيروت المدمر.

و في مبادرة غريبة ، قالت تركيا أنها ستمنح الجنسية للأتراك العرقيين في لبنان ، وترى الصحيفة إن تلك الخطوة ليست سوى "مسرحية من أجل دعم مشاعر الإثنية الشعبوية و العنصرية التي بدت خارجة عن طابعها وسط الدعم غير الطائفي الذي تقدمه دول أخرى".

تقول الصحيفة أيضاً إنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان الهدف الرئيسي لتركيا في لبنان هو خلق موطئ قدم كما فعلت في العراق و سوريا و قطر و الصومال و ليبيا في السنوات الأخيرة أم لا .

بالإضافة إلى ذلك ، يبدو أن وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية تتجاهل عن عمد حركة الاحتجاجات أو تؤكد على مدى "عنفها" . فعلى سبيل المثال ، زعمت قناة TRT التركية أن ضابط شرطة قد قتل في الاحتجاجات على الرغم من عدم تأكيد هذا التقرير و أكدت أن المتظاهرين أقاموا تمثالا مشنوقا رمزيا للسياسيين اللبنانيين بتهمة الفساد . و لكن في الواقع ، قام المتظاهرين بفعل ذلك و لكنهم استهدفوا زعيم حزب الله " السيد حسن نصر الله " و بعض القادة القليلين بعينهم .

و يبدو أن أنقرة قلقة من أن الاحتجاجات في لبنان ستذكر الجمهور التركي الذي يواجه بشكل متزايد حظرا على المعارضة في الداخل بالأيام التي يمكنهم فيها الاحتجاج ضد حكومة أردوغان . فعلى سبيل المثال ، حكم على العديد من السياسيين و نشطاء المعارضة الأتراك خلال الأشهر الأخيرة بالسجن لمدد طويلة لمجرد انتقاد الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي .

وعلى نحو متصل، تعيش وسائل الإعلام الخليجية حالة من النشوة بعد تصاعد الأوضاع المعيشية الصعبة في لبنان، وترى تلك القنوات إن تأزم الوضع السياسي في البلاد، يساهم في زيادة حظوظ الحلفاء للعودة لتصدر المشهد، خصوصاً وإن سقوط الحكومة اللبنانية الحالية، يمنح الأمل لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري، لتبوء دوره السياسي من جديد.

النهضة نيوز - بيروت