هل يحتوي الأرز على الزرنيخ وهل هو سيء لك؟

الزرنيخ هو أحد العناصر الطبيعية الذي يتواجد في القشرة الأرضية بشكل طبيعي في الهواء والماء والتربة، كما أن حقيقة تواجده بكثرة في الأرز ليس أمراً مثيراً للقلق، ولكن يمكن أن ينشأ الزرنيخ عن النشاط البشري أيضاً، مثل أنشطة التعدين أو استخدام مبيدات حشرية كيماوية معينة.

والجدير بالذكر أنه قد تم تصنيف الزرنيخ على أنه من ضمن المجموعة الأولى من المواد المسرطنة من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وتم ربط التعرض له وتناوله بكثرة مع زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

بالإضافة إلى ذلك، فقد ربطت العديد من الدراسات أيضا التعرض للزرنيخ لفترة طويلة وبشكل كبير، بالتسبب في أعراض صحية وضرر كبير في بعض الأعضاء الداخلية للجسم، بما في ذلك القلب والمعدة والكلى. لذلك، فإن وجود شيء خطير مثل الزرنيخ أمر مقلق عندما يتعلق الأمر بكونه موجوداً ضمن أطعمتنا اليومية.

• لماذا يحتوي الأرز على الزرنيخ؟

يوجد الزرنيخ بشكل طبيعي في التربة وبكميات قليلة جداً، حيث أنه في حالته الطبيعية هذه لا يكون قاتلا للبشر. في حين أنه قد تم تصنيف الزرنيخ غير العضوي على أنه مادة مسرطنة من الفئة الأولى من قبل الاتحاد الأوروبي، مما يعني أنه من المعروف أنه يسبب السرطان للبشر.

ونظراً لوجود الزرنيخ في التربة، يمكن أن تدخل كميات صغيرة منه إلى طعامنا من خلال الأطعمة النباتية التي نأكلها، بما في ذلك الأرز ، و لكن إذا ما بقيت تلك المستويات منخفضة جدا بشكل عام فإن الأمر لا يدعو للقلق على أي حال .

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأرز يختلف بعض الشيء عن بافي المحاصيل الأخرى، وذلك لأنه يتم زراعته في ظروف رطبة للغاية حيث يتم غمره بالمياه، مما يجعل الزرنيخ المحبوس في التربة يصبح متاحاً بسهولة وبشكل أكبر لنبتة الأرز، مما يعني أن تقوم حبوب الأرز بامتصاص المزيد من هذه المادة مقارنة بباقي النباتات و المحاصيل الأخرى، حيث يمكن أن يحتوي الأرز على حوالي 10 إلى 20 مرة من الزرنيخ أكثر من الأطعمة الأخرى.

• هل هذا شيء يدعو للقلق؟

وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة شيفيلد أن نسبة كبيرة من الأرز الموجود في محلات السوبر ماركت في المملكة المتحدة تحتوي على نسب من عنصر الزرنيخ أعلى من لوائح الاتحاد الأوروبي الخاصة بما يسمح بتناوله للأطفال.

حيث وجدت الدراسة المنشور في مجلة Ecotoxicology and Environmental Safety أن 28 من 55 عينة كانت تحتوي على أكثر من 0.10 مليجرام من الزرنيخ لكل كيلوغرام من وزن الأرز الجاف غير المطبوخ.

وفي حين أن خطر الزرنيخ في الأرز لا يمثل تهديداً كبيراً لصحتك اليومية إذا كنت تأكل الأرز بشكل شبه منتظم، فهناك العديد من الأشياء التي يمكنك استبدالها به بسهولة، حيث أن القطيفة والحنطة السوداء والعصيدة والشوفان تعتبر من ضمن المحاصيل البديلة وخاصة بالنسبة للأطفال عن الأرز، وذلك كونها لا تحتوي على أي مستويات من الزرنيخ تقريباً.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي كل من البرغل والشعير والكينوا على مستويات أقل من عنصر الزرنيخ من الأرز أيضاً.