رياح عاتية في كوكب المريخ

منوعات

دارسة مدهشة تكشف عن الظروف الجوية الصعبة للمريخ

11 آب 2020 21:00

تعد المساحات الطبيعية الرملية للمريخ موطنا للكثير من الأحوال الجوية القاسية، بما في ذلك العواصف الترابية الفردية الكبيرة للغاية ، و التي يمكن ملاحظتها في بعض الأحيان باستخدام التلسكوبات من على سطح الأ

تعد المساحات الطبيعية الرملية للمريخ موطنا للكثير من الأحوال الجوية القاسية، بما في ذلك العواصف الترابية الفردية الكبيرة للغاية ، و التي يمكن ملاحظتها في بعض الأحيان باستخدام التلسكوبات من على سطح الأرض . لكن الطقس اليومي لكوكب الأحمر ما يزال لغزا غامضا ومحيرا.

وفي الوقت الراهن ، أشارت دراسة جديدة راقبت الحركات الدقيقة لتموجات الرمال الضخمة على سطح المريخ إلى أن المريخ قد يشهد في الواقع رياحا أكثر مما كان يعتقد الباحثون من قبل .

كما أنه ليس من غير المألوف العثور على ميزات تشبه التموجات الرملية ، المعروفة باسم "megaripples" ، في بعض صحارى المريخ ، لكن العلماء اعتقدوا سابقًا أن هذه كانت أشكالًا راكدة للأرض و بقايا الكوكب القديمة الأكثر ديناميكية من الناحية الجيولوجية ، حيث ساد التفكير بأن الغلاف الجوي الرقيق للمريخ لم يكن من المحتمل أن يثير رياحا قوية بما يكفي لتحريك تلك التموجات الرملية و الكثبان الضخمة .

و لكن وفقا لسيمون سيلفسترو وهي عالِمة الأبحاث في المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في نابولي بإيطاليا ، و المؤلفة الرئيسي للدراسة التي نشرت في يونيو الماضي في مجلة البحوث الجيوفيزيائية عن الكواكب ، قد يكون الأمر مختلفا الآن عما سبق .

حيث تقول سيلفسترو : " إن هذه هي آخر الأشياء التي تتوقع أن تتحرك على سطح المريخ ، لأنك تحتاج حقا إلى رياح قوية لتحريك هذه الرمال الكثيرة . فالحقيقة هي أن الغلاف الجوي للمريخ يثير الدهشة دائما و يمكنه فعل ما لا يمكن توقعه ".

خلال الدراسة ، استخدم العلماء البيانات التي جمعتها مركبة استكشاف المريخ المدارية التابعة لناسا ، و التي تدور حول الكوكب منذ عام 2006 لدراسة موقعين قريبين من خط الاستواء المريخي ، منطقة " McLaughlin Crater " و منطقة " Nili Fossae " ، ثم قارنوا صورا ملتقطة لهذه المواقع على مدى 7.6 أعوام المنطقة الأولى و 9.4 أعوام في المنطقة الثانية ، و وجدوا أن الحلقات الضخمة في كلاهما قد تحركت بمعدل 3 أقدام خلال تلك الفترات الزمنية .

و أضافت سيلفسترو أن النتائج التي توصل إليها فريقها كانت غير متوقعة ، لأن الحلقات العملاقة تتكون من حبيبات رملية خشنة و ثقيلة ، خاصة عند قمم تلك الكثبان الرملية المتموجة . مشيرة إلى أنه يمكن أن تهب جزيئات الغبار الدقيقة أثناء العواصف الترابية المريخية ، و لكن لم يكن معروفا من قبل ما إذا كانت الرياح على المريخ قوية بما يكفي لنحت مثل تلك الحلقات الضخمة.

و أكملت : " نرى أساسا أن المريخ لا يزال يتفاعل جيولوجيا من وجهة النظر هذه . و فيما يتعلق بالتاريخ الجيولوجي للكوكب ، لا يمكننا التمييز بين ماضي المريخ و حاضره ، و هذا أمر مهم لاستكشاف الكوكب الأحمر ".

في الوقت الراهن ، يخطط العلماء لتوسيع نطاق تركيزهم ليشمل مواقع أخرى على كوكب المريخ ، بما في ذلك موقع بالقرب من المنطقة القطبية الشمالية للكوكب ، كما و قالت سيلفسترو أن دراستها يمكن أن تساعد في استكشاف الكوكب في المستقبل ، حيث سيحتاج العلماء إلى فهم كيف يمكن أن يؤثر مناخ المريخ على أطقم رواد الفضاء و معداتهم .

والجدير بالذكر أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد أطلقت أحدث مركبة لها على المريخ في المدار بتاريخ 30 يوليو ، حيث من المتوقع أن يصل المستكشف الآلي ذو الست عجلات ، المسمى بيرسفيرانس ، إلى المريخ في شهر فبراير المقبل ، و قد قالت سيلفسترو إن العربة الجوالة يمكن أن تحصل على رؤية أوضح عن قرب لتلك الكثبان و الحلقات العملاقة خلال مهمتها .

النهضة نيوز - بيروت