دراسة توضح سبب تباين شدة الأعراض "البسيطة والقاتلة" بين مصابي فيروس كورونا

علوم

دراسة توضح سبب تباين شدة الأعراض "البسيطة والقاتلة" بين مصابي فيروس كورونا

12 آب 2020 16:39

حدد باحثي جامعة ستانفورد الأسباب الكامنة وراء معاناة بعض المرضى المصابين بفيروس كورونا التاجي المستجد من أعراض قاتلة في حين لا يتعرض البعض الآخر لأعراض بسيطة أو لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق.

حدد باحثي جامعة ستانفورد الأسباب الكامنة وراء معاناة بعض المرضى المصابين بفيروس كورونا التاجي المستجد من أعراض قاتلة في حين لا يتعرض البعض الآخر لأعراض بسيطة أو لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق.

وكشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة Science العلمية عن وجود انحرافات وهفوات مناعية داخل العينة البحثية التي أجروا دراستهم عليها، وهي اختلافات يعتقد الباحثون أنها السبب في تباين الفرق بين الحالات الشديدة والحالات الخفيفة للعدوى الفيروسية الجديدة.

وتشير النتائج إلى أن الاختلاف الرئيسي ينبع من كيفية استجابة الجهاز المناعي الفطري التطوري القديم للمريض، وهو النظام المسؤول عن استشعار الإصابة بالفيروسات الضارة ومسببات الأمراض ومهاجمتها للقضاء عليها.

وقال كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور بالي بوليندران، أستاذ علم الأمراض وعلم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة ستانفورد: "تكشف هذه النتائج كيف ينحرف جهاز المناعة أثناء التعامل مع عدوى فيروس كورونا، مما يؤدي إلى أعراض خطيرة، ومن الممكن أن تساعد هذه النتائج في التوصل إلى أهداف علاجية محتملة".

خلال الدراسة، تم فحص الاستجابات المناعية لـ 76 شخصاً مصاباً بعدوى فيروس كورونا و69 فرداً سليماً غير مصاب بالعدوى، حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذي يظهرون أعراض إصابة شديدة، يمتلكون مستويات عالية من الجزيئات التي تعزز الالتهاب، وتم اثبات ارتباط ثلاثة من هذه الجزيئات بأمراض الرئة الالتهابية بالإضافة إلى أمراض التهابية أخرى.

وقال الدكتور بوليندران: "يمكن أن تمثل هذه الجزيئات الثلاثة ومستقبلاتها أهدافا جذابة في التوصل إلى حلول علاجية لجائحة فيروس كورونا التاجي المستجد. كما ووجد العلماء وجود مستويات مرتفعة من البقايا البكتيرية، مثل الحمض النووي البكتيري ومواد جدار الخلية، في دم مرضى فيروس كورونا الذين يعانون من الحالات الشديدة. فكلما زاد الحطام، زادت أعراض الإصابة شدة وزادت نسبة الجزيئات المسببة للالتهابات".

وأضاف: "تشير النتائج إلى أنه في حالة المرضى الذين يعانون من الأعراض الشديدة للإصابة بفيروس كورونا، فإن البقايا البكتيرية الموجودة عادة ما تمركزت في أماكن معينة دون غيرها مثل الأمعاء والرئتين والحنجرة، والتي تشق طريقها إلى مجرى الدم مما يؤدي إلى بدء الالتهاب المعزز الذي ينتقل إلى جميع مناطق الجسم عبر الدورة الدموية".

وتجدر الإشارة إلى أن نتائج هذه الدراسة قد دفعت الباحثين إلى التساؤل: "إذا ما كان وجود نسب عالية من هذه الجزيئات هو المسؤول عن التمايز في شدة أعراض الإصابة بفيروس كورونا بين المرضى، والتي لا يتم إنتاجها طبيعيا في الجسم أو في الدم، فمن أين تأتي وكيف تدخل الجسم؟".

وبحسب الدكتور بوليندران، إن هذه الجزيئات تنبع من أنسجة الجسم المختلفة، ويزعم أن المكان الأساسي الذي تأتي وتتركز فيه هو رئتي المريض، وأضاف: "إن أحد الألغاز الكبرى المرتبطة بفيروس كورونا التاجي المستجد هو أن بعض الناس يصابون بأعراض إصابة خطيرة و قاتلة، بينما يبدو أن البعض لا يعاني من أي أعراض و يتعافى بسرعة أيضاً. لكن بفضل هذه الدراسة قد أصبح لدينا بعض الأفكار حول سبب حدوث هذا التباين".

النهضة نيوز