وزعت الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس الثلاثاء مشروع قرار معدل يهدف إلى تمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران إلى أجل غير مسمى.
و تهدف الخطوة الأمريكية الأخيرة إلى كسب التأييد في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة، و لكن من غير المرجح أن تتغلب خطواتها هذه على معارضة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن و التي تتمتع بحق النقض "الفيتو" مثل روسيا و الصين.
و قالت السفيرة الأمريكية كيلي كرافت أن المسودة الجديدة التي وزعتها تأخذ آراء المجلس في الاعتبار و تفعل ببساطة ما يعرف الجميع أنه ينبغي القيام به ، ألا و هو تمديد حظر الأسلحة لمنع إيران من شراء و بيع الأسلحة التقليدية بحرية.
مضيفة في بيان صادر عنها إنه: "من المنطقي أن لا تعطى إيران التي تعتبر الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم وسائل لإلحاق ضرر أكبر بالعالم".
و قد ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن مشروع القرار الجديد يتكون من أربع فقرات فقط، و هو يركز على تمديد حظر الأسلحة على إيران إلى أجل غير مسمى أو حتى يقرر مجلس الأمن الدولي خلاف ذلك، بحجة أنه ضروري للحفاظ على السلم و الأمن الدوليين.
ومن المقرر أن ينتهي حظر الأسلحة المفروض منذ 13 عاما في شهر أكتوبر المقبل بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته إيران مع كل من روسيا و الصين و ألمانيا و بريطانيا و فرنسا و الولايات المتحدة ، و الذي نص على تخفيف العقوبات مقابل ضمانات أمنية تهدف إلى منع طهران من تطوير الأسلحة النووية .
و الجدير بالذكر أن مشروع القرار الأمريكي السابق كان يتألف من أكثر من اثنتي عشرة صفحات، و قد وصفه دبلوماسيون و محللون سياسيين دوليين بأنه "متطرف" ، حيث كان سيطلب من الدول فحص البضائع القادمة من و المتجهة إلى إيران ، كما اشتمل على لائحة للأفراد و الكيانات المطلوب فرض عقوبات محددة عليهم .
و يقول ريتشارد جوان وهو المسؤول عن مراقبة تطورات الأمم المتحدة لصالح مجموعة الأزمات الدولية، ان هناك فرصة جيدة لأن "يفشل" مشروع القرار الأمريكي بحلول 14 أغسطس . مضيفا في التغريدة التي نشرها على منصة التواصل الاجتماعي تويتر: " لا تدع إيجاز المسودة الأمريكية الجديدة يخدعك ، فالنقطة الأساسية هي أنها تسعى إلى تمديد غير محدد لحظر الأسلحة على إيران ، في حين أن الصين و روسيا سترفضان ذلك بالتأكيد".
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قد طلبت من أعضاء مجلس الأمن الدولي التعليق على مشروع القرار الذي قدمته بحلول صباح اليوم الأربعاء الموافق 12 أغسطس ، و ذلك في الوقت الذي يعمل فيه المجلس ويعقد جلساته بشكل افتراضي عبر الانترنت بسبب استمرار تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد ، فبمجرد إجراء تصويت ، سيكون أمام الأعضاء 24 ساعة لتقديم ردهم.
النهضة نيوز - بيروت