مدينة الحسكة بلا مياه للأسبوع الثالث على التوالي.. .. والأهالي يستغيثون عطشا

استغاث المئات من أهالي مدينة الحسكة شمال سوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب انقطاع المياه لديهم منذ نحو 3 أسابيع.

ويعاني أكثر من مليون مواطن سوري في الحسكة والتجمعات السكانية الممتدة في الريف الغربي وصولاً إلى بلدة تل تمر من انقطاع المياه بشكل تام عنهم .

قطع المياه عن الحسكة

في حين وصل سعر شراء المياه من الصهاريج للخزان الواحد (5 براميل) الى 10 آلاف ليرة سورية، ومن المتوقع رفع السعر خلال الأيام القادمة.

وقطع الجيش التركي والفصائل التابعة له الذين يسيطرون على المنطقة مياه الشرب عن مدينة الحسكة بعد تعطيل العمل في محطة آبار علوك التي تزود مدينة الحسكة وتل تمر و54 قرية بمياه الشرب، حيث يستفيد منها حوالي المليون نسمة.

أهالي الحسكة يحصلون على الماء من الصهاريج بعد قطع المياه عنهم

ويتزامن قطع المياه والكهرباء المتبادل بين جيش التركي وفصائل "الجيش الحر" التابعة له في المنطقة و قوات "قسد " مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة في محافظة الحسكة والحاجة المتزايدة للمياه في ظل زيادة عدد الإصابات بفيروس" كورونا" مع غياب كامل لدور المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية العاملة في محافظة الحسكة.

وطالب مجموعة من سكان مدينة الحسكة بالعمل على تحييد موضوع المياه و الكهرباء عن التنافس العسكري بين المجموعات المسلحة، وطالبة بضرورة قيام القوات الروسية الصديقة والوسيطة بوضع نقطة عسكرية روسية في محطة آبار علوك بريف الحسكة وسد تشرين بريف حلب.

وتعد هذه المرة الـ 13 التي تقطع فيها القوات التركية المياه عن المحافظة منذ بدء العدوان التركي على شمال شرق البلاد.

وخلال الفترات السابقة التي تم تشغيل المحطة فيها كان الأتراك يتعمدون ضخ المياه بالحدود الدنيا، حيث وصلت الكمية إلى أقل من 20 ألف متر مكعب بينما الحاجة اليومية تبلغ 82 ألف إلى 100 ألف متر مكعب، وذلك بعد منعه عمال المحطة من الإشراف على تشغيلها.

والجدير ذكره أن مدينة الحسكة محدودة المصادر المائية، والمصادر التي تعتمد عليها بعيدة وتقع في منطقة رأس العين التي تحتوي مياه جوفية غزيرة.

في حين كان نهر لخابور سابقا يعتبر أحد مصادر المياه في المحافظة، لكنه جفّ خلال السنوات الماضية نتيجة الحفر الجائر من قبل الاحتلال التركي.

أطفال ينتظرون دورهم امام صهاريج المياه في الحسكة للحصول على المياه

ولحلول البديلة قليلة، والحل الاستراتيجي الأنسب هو مشروع دجلة الذي يوفر المياه حيث توقف هذا المشروع خلال السنوات السابقة نتيجة الظروف الأمنية، ونأمل أن يجري العمل على استئناف العمل عليه.

ويتم حالياً تغذية مدينة الحسكة بواسط الصهاريج الحكومية والصهاريج التابعة للمنظمات الإنسانية، ويتم نقل المياه من آبار قرية نفاشة بريف الحسكة التي تبعد عن المدينة حوالي 12 كم.

الحل المؤقت الذي ينفذه الأهالي هو حفر آبار سطحية للحصول على المياه حيث تم حفر حوالي 300 بير ضمن أحياء مدينة الحسكة وبأعماق قريبة، وهي آبار محدودة الغزارة ومياهها غير صالحة للشرب إنما فقط للاستخدامات المنزلية.