يمكن أن يساهم جزيء يُستخدَم حالياً في علاج التهاب الشعب الهوائية، في التخلص من التخثرات التي تسدّ الشرايين التي تصل إلى الدماغ.
السكتة الدماغية، التي تُعتبَر السبب الثاني للوفاة في العالم، قد يكون بالإمكان معالجتها بفضل جزيء موجود في... دواء السعال. يُعتقَد أنه لهذا الجزيء خصائص من شأنها أن تساهم في التخلص من التخثرات في الشرايين المسبِّبة لـ80 في المئة من السكتات الدماغية، بحسب دراسة نُشِرت في مجلة Circulation في أيار الماضي.
قام الباحثون في "المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية" (Inserm) في فرنسا، بدراسة جزيء N-acétyclystéine (NAC)، الذي يتيح تسييل إفرازات الشعب الهوائية. يُعرَف عن هذا الدواء أنه يكسر الجسور الموجودة بين مختلف بروتينات الميوسين. يُشار إلى أن هذه البروتينات تشكّل، عند تجمّعها، المخاط المسبّب لالتهاب الشعب الهوائية. وهكذا يساعد الجزيء NAC على تقسيم تراكمات الميوسين الضخمة إلى أجزاء أصغر لتسهيل التخلص منها. إذاً انطلق الباحثون من فرضية أنه قد تكون لهذا الجزيء الخصائص نفسها على تراكمات أخرى من البروتينات.
التخلص من التخثر الدموي
أجريت الدراسة أولاً في المختبر، ثم جرى تكرارها مرات عدة على فئران مصابة بسكتة دماغية. يشرح مكسيم غوبرتي، الباحث والمسؤول عن الدراسة في معهد Inserm: "من أجل التحقق مما إذا كان قد تم التخلص من التخثر الدموي، قمنا بتتبع تدفق الدم، ولاحظنا أننا قادرون على جعل الدم يتدفق من جديد إلى الدماغ". إذاً توصّل الباحثون إلى الاستناج بأن جزيء NAC يقضي أيضاً على الجسور التي تنشأ بين الصفائح الدموية، والتي تتسبّب بتكوّن التخثرات الدموية. في هذه الحالة، يهاجم الجزيء "عامل فون ويلبراند"، وهو عبارة عن بروتين يتسبّب بتجمّع الصفائح الدموية ويساهم إلى حد كبير في تخثر الدم.