تقارير وحوارات

محللون: لا حرب على إيران.. والتصعيد الأمريكي لتطبيق صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية

محمد السكني

22 أيار 2019 01:09

لا يزال التوتر والتصعيد مستمرين بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين إيران، في ظل إرسال الأولى حاملة الطائرات "إبرهام لنكولن" والعديد من المدمرات الأمريكية بصحبتها إلى الخليج وقاذفات "بي 52 إتش" إلى قاعد العديد في قطر، والتي ردت عليه إيران، يوم الإثنين، بزيادة إنتاجها من اليورانيوم منخفض التخصيب بمقدار أربعة أضعاف.


وتشابهت أراء المحللين السياسيين والعسكريين حول التصعيد الأمريكي واحتمالية نشوب حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي والعسكري العميد ركن متقاعد ناجي الزعبي لموقع "النهضة نيوز" الأخباري، إنه لا يعتقد أن التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران سيؤدي إلى حرب، فالمقدمات تقود لنتائج وإذا كان هناك ثمة معركة فستقتصر على ضربات صاروخية برغم أنني أقلل من احتمالية حدوث هذا.

وأضاف: "أن تداعيات التوتر في الخليج ستنعكس سلبا على أسواق وأسعار النفط والمال والأعمال والبورصة، بالتالي سيواجه ترامب ضغطاً دولياً ليكف عن التصعيد والتهديد بالحرب، وخاصة أن إيران مجتمع متماسك وقوة تمسك بدفة الأحداث ولا ترضخ للتهديدات ولن تعود للتفاوض، لأنها لا تثق بترامب بسبب خرقه للاتفاقيات.

 

استعراض القوى

 

ويرى الزعبي، في إرسال حاملة الطائرات الأمريكية إلى الخليج استعراضاً ساذج للقوة وليس لإستخدامها في العدوان، فإيران محاطة بعدة قواعد أميركية منها قاعدة العديد أكبر قاعدة أميريكية عسكرية في العالم موجودة بقطر، مضيفاً: "أن سيناريوهات الحرب الإيرانية الأميركية مرعبة ومدمرة وستقود العالم لحريق لا أحد في الدنيا يستطيع أن يقرر مداه وآفاقه"

ويشير إلى أن القواعد الأمريكية منتشرة في البحرين والكويت والسعودية والعراق وأفغانستان وباكستان فما الحاجة لحاملة طائرات يسهل اصطيادها والنيل منها سوى استعراض أخرق للقوة.

 

العداون على غزة

 

وأعتقد الزعبي أن العدوان على غزة والتضييق عليها وخنق شعبها سيستمر لخلق هولوكوست وتهجير للشعب الفلسطيني، مستبعداً احتمالات إشتعال الحرب في المدى المنظور على إيران وحزب الله لامتلاكهم القدرة على الردع.

وتابع: أن الدول العربية لن تنخرط بالعدوان على إيران بشكل مباشر في حال اندلاع حرب، وأن كنت لا أستبعد مشاركة طائرات عربية بطلعات وغارات جوية، إضافة لتهيئة أماكن امداد وتجهيز لوجستية وقيادات خلفية ومستشفيات.

ويتوقع الزعبي أن أول أهداف إيران المفترضة في حالة اندلاع الحرب هي القواعد الاميركية والعدو الصهيوني ومضيق هرمز وباب المندب والمنشئات الحيوية ومحطات توليد الكهرباء والقيادة والسيطرة والقواعد الجوية والموانئ والمطارات ومصافي النفط ومحطات توليد الطاقة النووية ومراكز البحوث العلمية والإلكترونية وقواعد الصواريخ ومحطات الضخ السعودية الخليجية.

 

صفقة القرن

 

ويرى الزعبي، أن أحد أهم أسباب التصعيد مع إيران هو سباق ترامب والعدو الصهيوني والسعودية المحموم مع محور المقاومة لتنفيذ صفقة القرن، ولقطع الطريق على رياح النهوض الوطني التي ستهب من سورية ثم اليمن على الوطن العربي.

ولفت إلى أن جوهر صفقة القرن هي الكونفدرالية مع السلطة الفلسطينية والأردن، لإعادة بعث وإنتاج العدو الصهيوني ليصبح قوة اقتصادية قادرة على الهيمنة على الوطن العربي بعد انحسار دوره كقوة عسكرية.

فيما وختم الزعبي حديثه لموقع "النهضة نيوز" أنه سيكون لمحور المقاومة مشاركة فاعلة في حال اندلع عدوان أمريكي على إيران، وبهذه الحالة سيكون للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية والحشد الشعبي العراقي والجيش واللجان الشعبية اليمنية أدواراً رئيسية في الحرب.

 

استبعاد الحرب على إيران

 

وفي السياق ذاته، استبعد المحلل السياسي ميشيل كلاغاصي اندلاع حرب عسكرية مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، لأن الاقتصاد الأمريكي لا يمكنه أن يتحمل وزر حرب بهذا المستوى مضيفاً أن الحرب ستكلفها الكثير وستنهى الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط لأن جميع قواعدها في مرمى الصواريخ الإيرانية.

وأكد أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية ستكون الخاسر الأول من الحرب الأمريكية الإيرانية في حال اندلعت الحرب وستدفع ثمن تحريضها وثمن أموالها التي زجتها للقيام بهذه الحرب.

وأشار كلاغاصي إلى أن هناك من يسأل عن مشاركة الدول العربية والخليجية في هذه الحرب كيف لعاجز أن يدخل في المعارك؟ وأثبت عدوانها على اليمن أنها أوهن من بيت "العنكبوت".

 

محور المقاومة

 

وأردف قائلاً " إن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدرك ألا تواجه إيران منفردة، وأن سوريا والمقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية والمقاومة اليمنية على أهبة الاستعداد لدعم والوقوف إلى جانب الدولة الإيرانية ناهيك عن حلفائها الدوليين".

ومعقباً عن وجود البوارج الأمريكية وحاملة الطائرات في الخليج أضاف: " أن هذه رسالة من التهديد والتهويل واستعراض القوى أمام إيران وحلفائها، على المدى البعيد يمكن أن يكون ذريعة لاستقدام بوارجها لهذه المنطقة وعينها على منطقة الشرق الأدنى وبحر الصين وطريق التجارة وطريق الحرير لذلك ترفع منسوب التهديد والتوتير في المنطقة.

 

نتائج الحرب " كارثية"

 

وحذر كلاغاصي من اندلاع الحرب في المنطقة، لأن نتائجها كارثية على الاحتلال الإسرائيلي ودول الخليج والقوات الأمريكية في المنطقة ولن تتمكن واشنطن وحلفائها في المنطقة من حصد نتائج سواء الهزيمة والخسائر.

كما وأكد أن استهداف الدولة الإيرانية ومحور المقاومة يصب في مصلحة صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية، لأن الرئيس الأمريكي لجأ إلى التصعيد واستغلال الفرص مع ملاحظة أن قوة حلفاء إيران تحولت لقوة رادعة، وأصبحت مقاومة كبيرة كسرت كافة قواعد الاشتباك السابقة ووضعت قواعد اشتباك جديدة، وكشفت عورة وضعف الإحتلال الإسرائيلي وضعفه الداخلي وعدم تماسك جبهته الداخلية.

وختم كلاغاصي أن تحريض الدول العربية والإحتلال الإسرائيلي على إيران جعله يحافظ على وتيره الاتصالات المتسارعة وجعله يبقي هواتفه مفتوحة مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ومع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وكافة حلفائهم وتكشف التقارير الاستخباراتية أن بنيامين نتنياهو حرضوا ودفعوا باتجاه شن الولايات المتحدة الأمريكية الحرب بطريقة غير مسبوقة.