أخبار لبنان

رغم ارتفاع الدين العام.. لبنان يركل مليارات أمريكا ويرفض "صفقة القرن"!

16 تموز 2019 11:07

في الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران اصدر البيت الأبيض جزءاً من خطة للتسوية في الشرق الأوسط المسماة "صفقة القرن"، والتي اعدها صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره البارز جاريد كوشنر، برفقة آخرين من الإدارة

في الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران اصدر البيت الأبيض جزءاً من خطة للتسوية في الشرق الأوسط المسماة "صفقة القرن"، والتي اعدها صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره البارز جاريد كوشنر، برفقة آخرين من الإدارة الأمريكية.

وتقوم الخطة على تقديم 50 مليار دولار أمريكي في الشق الاقتصادي منها، على أن يتم استثمار الحصة الأكبر في الأراضي الفلسطينية على مدار 10 سنوات، بينما سيتم منح الباقي لمصر، ولبنان، والأردن.

وقدم كوشنر خطته الاقتصادية خلال ورشة عمل في المنامة عاصمة البحرين في تاريخ 25 -  26 يونيو، ولم يرافق الخطة أي مناقشات سياسية حول الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، متوقعاً أن يتم إصدار الجزء السياسي من الخطة في خريف هذا العام.

وقد أعلن الفلسطينيون مقاطعة الورشة البحرينية في شهر مايو، وانضمت اليهم الجمهورية اللبنانية برفض الدعوة التي وجهت لبعض الشخصيات اللبنانية، ورفضت مجموعات العمل اللبنانية والفلسطينية المعنية باللاجئين الفلسطينيين في لبنان الصفقة ومخرجات ورشة عمل المنامة، وفي اليوم التالي من الورشة أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري رفض لبنان حكومة وشعباً مخرجات مؤتمر البحرين وصفقة القرن.

يقول مختصون اقتصاديون: إن الفوائد الاقتصادية للصفقة يمكن أن تكون نعمة للبنان، لكن صفقة القرن تتجاهل عدة عوامل أساسية تتعلق بالسياسة الداخلية في لبنان.

وأوضح المحللون أن لبنان سيتلقى حوالي 6 مليارات دولار بموجب الخطة المقترحة، وهو أقل مبلغ من أي من البلدان التي ستستفيد من المنحة، ووفقًا للخطة فستوجه الأموال والمنح في المقام الأول لصالح ربط لبنان بقطاع غزة والضفة الغربية وأجزاء أخرى من المنطقة، ويزعم كوشنر أنها ستعزز البنية التحتية للنقل وشبكة التجارة وقطاع السياحة في المنطقة لاسيما في لبنان.

وعلى الرغم من أن لبنان دافع بقوة عن حق الفلسطينيين في العودة لعقود من الزمن، إلا أن الفلسطينيين يعيشون ظروفاً مأسوية في لبنان، إذ تعاني المناطق التي يعيشون فيها من الفقر والبطالة والعنف وضعف الخدمات.

من جانبه، قال عضو اللجنة الشعبية في مخيم المية ومية تيسير ياسين إنّه على الرغم من ظروف الحياة في لبنان، إلا أنّه كان سعيدًا لأن الحكومة رفضت الصفقة، وأشار إلى أنّ الفلسطينيين في المخيمات يعارضون خطة كوشنر.

وبحسب الكاتب، فإنّ الحوافز النقدية التي عرضها كوشنر وترامب تتضمّن أكثر من 4.6 مليار دولار على شكل قروض و1.25 مليار دولار ستأتي  من القطاع الخاص، ما يعني أنّ الصفقة ستزيد ديون لبنان.

أمّا مهند الحج علي، الباحث في مركز كارنيغي فقال للمونيتور: "إنّ ثمن التوصل إلى تسوية تشمل توطين اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يكون أكثر مما تقدمه خطة كوشنر، فلطالما جرى الحديث عن التوطين مقابل سداد ديون لبنان". ونقل الكاتب ما ذكرته "هآرتس" عن أنّ بعض الديون قد تُلغى.

ووفقًا لتفاصيل الخطة ، فإن غالبية الـ 6 مليارات دولار التي سيحصل عليها لبنان كجزء من صفقة كوشنر ، ستأتي أكثر من 4.6 مليار دولار من القروض ، في حين أن 1.25 مليار دولار أخرى ستأتي من القطاع الخاص

 هذا يعني أن الصفقة ستزيد ديون لبنان المتضخمة ، وسيأتي جزء كبير من هذه الأموال من مجتمع الأعمال في العالم العربي بدلاً من الولايات المتحدة نفسها. بالإضافة إلى ذلك ، من بين 179 مشروعًا تمولها التنمية الاقتصادية في الصفقة ، سيكون هناك خمسة مشاريع فقط في لبنان.

وعلى الرغم من أن بعض التسريبات حول عملية السلام قد ذكرت إمكانية إلغاء ديون لبنان ، التي وصلت إلى 150 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبنان في عام 2018 ، كجزء من الخطة، إلا أن لبنان رفضت الصفقة دعما للقضية الفلسطينية.