أخبار

صحيفة تكشف حقيقة التحالف السعودي الإسرائيلي الاستخباراتي والتطبيع العربي

15 آب 2019 11:55

نشرت صحيفة العربي الجديد باللغة الإنجليزية تقريرا موسعا ترجمته النهضة نيوز يتحدث عن العلاقات السعودية الإسرائيلية التي تظهر متانة العلاقات وظهور تحالف جديد بينهم. ماجاء في تقرير صحيفة العربي الجديد

نشرت صحيفة العربي الجديد باللغة الإنجليزية تقريرا موسعا ترجمته النهضة نيوز يتحدث عن العلاقات السعودية الإسرائيلية التي تظهر متانة العلاقات وظهور تحالف جديد بينهم.

ماجاء في تقرير صحيفة العربي الجديد..

تغير موقف المملكة العربية السعودية تجاه إسرائيل بشكل ملحوظ في العقود القليلة الماضية، ففي عام 1947م ، كانت المملكة العربية السعودية واحدة من أوائل الدول التي عارضت تشكيل دولة إسرائيل، حيث صوتت ضد خطة التقسيم التابعة للأمم المتحدة، بصفتها خادمة الحرمين الشريفين، وضع حكامها أنفسهم دائمًا كقادة للعالم الإسلامي و في صف الداعمين للقضية الفلسطينية.

ومع ذلك، تحت القشرة السياسية الخارجية، وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها البلدان للحفاظ على علاقتهما سرية قدر الإمكان، هناك تقارير موثقة بشكل جيد تشير إلى تعاون دبلوماسي واستخباراتي مكثف وراء الكواليس بين البلدين، سعياً وراء أهداف مشتركة ومتبادلة بينهما.

محمد بن سلمان والعلاقة مع إسرائيل

وكان ذلك واضحًا في المقابلة التي أجراها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع  مجلة أتلانتيك في ربيع عام 2018 م، حينما قال: "هناك الكثير من الاهتمامات التي نشاركها مع إسرائيل وإذا كان هناك سلام في المستقبل، فسيكون هناك الكثير من الاهتمام والتعاون بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي".

وفي فبراير 2019م، خلال قمة وارسو للشرق الأوسط، قام مكتب نتنياهو بتسريب شريط فيديو لجلسة مغلقة، حضرها وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، ويمكن رؤيتهم وسماعهم يدافعون عن حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها، وفي إحدى المقاطع قالوا إن مواجهة إيران أكثر إلحاحًا وأهمية من حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

أظهرت تعليقاتهم الغير مسبوقة التطور الملحوظ للعلاقة بين إسرائيل ودول الخليج العربي، فلا عجب من إشادة رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو بالقمة الأخيرة، التي نظمتها إدارة ترامب في العاصمة البولندية، باعتبارها "نقطة تحول تاريخية" في تاريخ منطقة الشرق الأوسط .

الحرب على لبنان .. حرب تموز 2006

يمكن اكتشاف العلامات الأولى للتقارب السعودي الإسرائيلي في عام 2006 م، خلال الحرب التي استمرت 34 يومًا بين إسرائيل والمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، وهي حرب يمكن اعتبارها نقطة تحول في الصراعات الإقليمية وخاصة بعد انتصار حزب الله  القيادة اللبنانية على دولة الكيان الصهيوني فيها.

ووصفت السلطة السعودية أعمال حزب الله العسكرية تجاه الكيان الاسرائيلي بأنها مقاومة غير شرعية تنطوي على مخاطر ومغامرة بأرواح آلاف المدنيين في كل من لبنان ودولة الاحتلال، بعد شهرين، سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى الأردن للقاء الأمير بندر بن سلطان، ووفقًا للتقارير المسربة، قيل إن الاثنين التقيا لمناقشة مبادرة السلام العربية السعودية .

تحالف عسكري إسرائيلي عربي ضد إيران

وكان رئيس الموساد السابق مائير داغان مسؤولاً عن بناء تحالف استراتيجي مع الدول العربية، والذي يهدف إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية حول إيران وكيفية منع سيطرتها وفرض الهيمنة على المنطقة.

ومن المقرر عقد اجتماع في منتجع العقبة في الأردن بين داغان والأمير بندر ورئيس جهاز المخابرات الأردني لمناقشة بناء هذا التحالف.

على الرغم من أن المملكة العربية السعودية وإسرائيل لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، إلا أنهما يشتركان في الهوس الأمني و السياسي عندما يتعلق الأمر بإيران.

وفقًا للبروفيسور يوسي ميكلبيرج، الخبير في معهد الأبحاث السياسية والاقتصادية في لندن "تشاتام هاوس"، فإن هذا التهديد المتصوَّر من إيران هو المحرك الأكثر أهمية للعلاقات السعودية الإسرائيلية.

ففي مقابلة مع تلفزيون العربى، قال البروفيسور ميكلبيرج : "دعونا لا نخدع أنفسنا، القضية الفلسطينية - الصراع الفلسطيني الاسرائيلي - ليست هي القضية الكبرى الآن، إيران هي القضية الكبرى، و التي تكبر بشكل مستمر مع مرور الوقت، وأعتقد أن الفلسطينيين بحاجة إلى ادراك ترتيب الأوليات في المنطقة، فقضيتهم ليست الأولوية الأولى لدى دول الخليج العربي والمنطقة.

وهناك قضايا محلية واقتصادية تحتاج إلى معالجة، وعلى رأسها إيران. لذلك وجد السعوديون في إسرائيل حليفًا قوياً مهمًا لهم ".

التعاون الاستخباراتي السعودي الإسرائيلي

وكان التعاون الدبلوماسي والاستخباراتي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية قد بدأ في التوسع في ظل رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة في عام 2008م، فقد كان كلاهما يشعر بالعداء المتبادل لإدارة أوباما وكلاهما عارض بشدة الاتفاق النووي الإيراني الذي يعتبر أنه غير كاف لاحتواء ولجم قوة إيران النووية .

وقد أدركت المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة أن براعة إسرائيل التكنولوجية يمكن أن تجعلها حليفًا مفيدًا. ففي عام 2012م، كان العالم سيشهد أسوأ اختراق على الإطلاق، حيث تمكن مجموعة من القراصنة من اختراق نظام شبكات الحواسيب في أرامكو، شركة النفط السعودي وواحدة من أكبر شركات النفط في العالم، وفي غضون ساعات، تم اختراق وتشفير 35000 جهاز كمبيوتر جزئيًا أو بشكل كامل، وتم استدعاء الشركات الإسرائيلية للمساعدة في فك تشفير الأجهزة المخترقة وإنقاذ ما تبقى منها.

وتعمل الشركات الإسرائيلية في المملكة العربية السعودية في مجال تحلية المياه وحماية البنية التحتية والأمن الالكتروني والمراقبة الاستخباراتية، وذلك من خلف واجهات الشركات الخارجية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب إفريقيا بعيداً عن الشركات الاسرائيلية المعروفة .

ورغم ذلك، يتم توخي الحذر بشكل كامل عندما يتعلق الأمر بمبيعات الأسلحة، ففي مصنع نيو هامبشاير التابع لشركة ""Elbit System of America، وهي شركة تابعة لشركة "Elbit Systems" الاسرائيلية، والتي تعتبر أكبر شركة دفاع خاصة في دولة الاحتلال، شاركت في صفقات بيع سرية مع المملكة العربية السعودية، دون أن يلاحظها أحد.

مساعدة الاحتلال الإسرائيلي للسعودية

وفي يناير 2015م، وقع حادث غامض، حيث تم إرسال فني نظام صواريخ اسمه كريستوفر كريمر، لمساعدة الجيش السعودي من حل عطل فني في أنظمة الحماية الجوي التي أطلقت النيران الحية وصاروخ أمريكي مضاد للدبابات من تلقاء نفسها بفعل الخطأ التقني الذي أصابها.

ويعمل كريمر في شركة كولسمان، وهي شركة متعاقدة بالخفاء مع شركة إلكترونيات الدفاع الإسرائيلية ومقرها دولة الاحتلال . والسبب الذي جعل هذه القضية قد لفتت انتباه بعض وسائل الإعلام هو أن كريمر قد عثر عليه ميتاً في المملكة العربية السعودية، في حين زعمت السلطات السعودية أنه انتحر قافزاً من الطابق الثالث في غرفته بالفندق في مدينة تبوك السعودية.

ومنحت العلاقات النامية بين البلدين دفعة كبيرة من أجل تنميتها مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، والذي يعني توفير إمكانات أكبر للتأثير، حيث يتمتع كل من السعوديين والإسرائيليين بوصول وعلاقات متميزة في واشنطن.

وقد تعزز هذا الأمر مع صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى السلطة في المملكة العربية السعودية، والذي تربطه علاقة وثيقة مع الرئيس ترامب وصهره المستشار البارز جاريد كوشنر .

ويصادف أيضاً أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صديق قديم لعائلة كوشنر و كان هناك بعض التكهنات بأن جاريد كوشنر ومحمد بن سلمان تم تعريفهما على بعض من قبل نتنياهو.

الإمارات والبحرين وعمان فوق الطاولة

وأصبحت الإمارات والبحرين وعمان أكثر علانية فيما يخص علاقاتهم مع إسرائيل، بينما كان السعوديون أكثر حذراً، ومع ذلك، في عام 2018م، بدأت السلطة السعودية في السماح لشركة طيران الهند باستخدام مجالها الجوي للرحلات الجوية بين الهند وإسرائيل، وبعد فترة وجيزة، اعترف محمد بن سلمان بشكل صريح و علني بحق الشعب اليهودي في أن يكون له دولته القومية .

وفي مايو 2019م، وافق ولي العهد محمد بن سلمان على خطة تسمح للعرب الذي يحملون الجنسية الاسرائيلية المقيمين في الأراضي المحتلة، بالعمل والعيش في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ذلك، تقوم السلطات السعودية الآن بتوزيع تصاريح دخول خاصة لموظفي الشركات الإسرائيلية ، مما يسمح لهم بدخول المملكة دون إبراز جواز سفر.

ولا توجد بيانات متاحة عن أي تجارة مباشرة بين دولة الاحتلال والسعودية أو أي دولة خليجية،  لكن وفقًا لتقرير أصدره معهد توني بلير للتغيير العالمي في عام 2018م، فقد قدرت قيمة التبادل التجاري بينهما بمليار دولار سنويًا.

وتدعي دراسات أخرى أن المبلغ أعلى بكثير لأن معظم الشركات الإسرائيلية تعمل من خلال شركات مسجلة في الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة أو جنوب إفريقيا.

 ووفقاً للبروفيسور يوسي ميكلبيرج، تطور العلاقة بين إسرائيل وممالك الخليج بشكل ملحوظ مؤخراً، لكن ستظل العلاقات محدودة وخفية طالما لم يتم تقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين وحل القضية الفلسطينية.

وقال البروفيسور ميكلبيرج : "أعتقد أن القيادة الإسرائيلية تخدع نفسها إذا اعتقدت أن المملكة العربية السعودية أو أي شخص في الخليج سيبدأ علاقات دبلوماسية كاملة أو تطبيع كامل دون حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بطريقة عادلة ومنصفة، وما دون ذلك سيبقى وهماً، وفي الأساس، ستواصل المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الإقليميون متابعة مصالحهم الخاصة مع إسرائيل مع إعطاء وعود شفهية للفلسطينيين فيما يتعلق بقضيتهم ".

أزمة مضيق هرمز

وأضاف: أنه " في ضوء المواجهات والتوترات الأخيرة في مضيق هرمز، يواصل السعوديون وحلفاؤهم السعي إلى مزيد من التعاون العسكري والاستخباري المتقدم مع إسرائيل، في حين أن الأخيرة ستبذل قصارى جهدها في استغلال هذه الفرصة لتعزيز أجندتها في منطقة الخليج.

وفي عالم السياسة، كل التطورات ممكنة، فقدم تم تشغيل النشيد الوطني لدولة الاحتلال للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال مباراة لكرة القدم"، وحينها عقبت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريجيف ، التي كانت في أبو ظبي: " لقد صنعنا التاريخ، يعيش شعب إسرائيل! " .