شهد سوق العملات الرقمية تحولا جذريا منذ إطلاق صناديق البيتكوين المتداولة (ETFs)، حيث اتضحت هوة كبيرة بين أداء البيتكوين (BTC) والعملات البديلة (altcoins)، فبينما تستفيد البيتكوين من تدفقات مؤسسية قوية وتتصدر المشهد، تواجه الألتكوينات ضغوطا هبوطية حادة، مع خسائر مليارية بسبب التصفية القسرية للصفقات الطويلة .
البيتكوين تهيمن.. والألتكوينات تدفع الثمن
وأظهرت بيانات منصة "بينانس" أن البيتكوين شهدت تصفية للصفقات القصيرة (short liquidations) بأكثر من 190 مليون دولار مقارنة بالصفقات الطويلة، مما يعكس ضغطا صعوديا قويا أجبر المضاربين على الخروج من مراكزهم، في المقابل عانت الألتكوينات من العكس تماما، حيث تجاوزت تصفية الصفقات الطويلة نظيرتها القصيرة بنحو مليار دولار، مما كشف عن اختلال حاد في توازن السوق .
ويرجع هذا التباين إلى عدة عوامل:
1. التأثير المؤسسي للـ ETFs حيث جذبت صناديق البيتكوين استثمارات ضخمة، مما عزز مكانتها كأصل آمن نسبيا مقارنة بالألتكوينات الأكثر تقلبا.
2. فشل توقعات "موسم الألتكوينات" فقد توقع المستثمرون أن يؤدي صعود البيتكوين إلى موجة صعودية للألتكوينات، لكن الواقع كان مخيبا للآمال، حيث انهارت العديد منها مع ارتفاع التقلبات.
3. الرافعة المالية العالية فالإفراط في استخدام الرافعة في صفقات الألتكوينات أدى إلى تصفية مراكز المستثمرين، خاصة مع تراجع الدعم الفني .
مستقبل غير مؤكد للألتكوينات
فمنذ ديسمبر 2024، اتسعت الفجوة بين البيتكوين والألتكوين في مؤشرات التصفية، مما يعكس تحولا في شهية المستثمرين للمخاطرة، فبينما تعتبر البيتكوين أصلا مؤسسيا ذا سيولة عالية، تظل الألتكوينات أصولا مضاربة وعرضة لخسائر أكبر .
وحذر المحللون من أن استمرار هذا الانقسام قد يؤدي إلى مزيد من التراجع في سوق الألتكوين، ما لم تشهد تدفقات رأسمالية جديدة تعيد التوازن كما أن الاعتماد على الرافعة المالية في هذه المرحلة يزيد من مخاطر الخسائر الفادحة خارج نطاق البيتكوين .
وفي الوقت الحالي يبدو أن السوق يفضل البيتكوين كخيار أول، بينما تكافح الألتكوينات لاستعادة زخمها، ومع ذلك فإن تاريخ العملات الرقمية يعلمنا أن التحولات قد تكون سريعة، مما يترك الباب مفتوحا لانتعاش محتمل إذا تغيرت ظروف السوق.